التحالف معا من أجل العمل

التحالف معا من أجل العمل

اجتمعت الكليات الرائدة للنشاطات العملية في أوروبا، مع الشركات الكبرى متعددة الجنسيات، والحكومات في تحالف تحت شعار: النشاطات العملية المسؤولة. وسبق "لإنسياد" أن استضافت " مؤتمر الأكاديمية الأوروبية للنشاطات العملية في المجتمع". وتتلخص مهمة هذا المشروع البحثي في جعل المسؤولية الاجتماعية للشركات جزءاً من مسار ممارسات النشاطات العملية،والتعليم، والأُطر النظرية، وكذلك تعزيز نماذج النشاطات العملية المستدامة. وفي الوقت ذاته، أصدرت المفوضية الأوروبية إطار عمل يتعلق بسياسات تشجيع إعداد معايير المسؤولية الاجتماعية للشركات على صعيد القارة الأوروبية.
وحددت الأكاديمية الأوروبية للنشاطات العملية في المجتمع لنفسها ثلاثة أهداف هي: العمل على انخراط أبرز 250 جامعة في القارة الأوروبية في تشجيع إدخال موضوع الدور المتغير للنشاطات العملية في المجتمع في المناهج التعليمية. وأما الهدف الثاني، فيتجسد في إنشاء شبكة على المستوى الأوروبي للبحث الذي يشمل عدداً من المساقات التعليمية في الشؤون ذات العلاقة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، إضافة إنشاء بنك أبحاث على المستوى العالمي حول دور النشاطات العميلة في المجتمع. وأما الهدف الثالث، فيتمثل في توفير موارد التعليم للنشاطات العملية، والكليات العملية التابعة للشركات .
وكان الهدف الرئيسي للمؤتمر في حينه هو تبادل الخبرات والمعرفة بين المجموعات المعنية المتعددة، إضافة إلى تحديد نقاط إرشادية للنشاطات التي يتوقع تنفيذها في المستقبل. وكان كل من الأستاذين هنري كلود دي بيتنيه، وماوريزيو زولو من "انسياد" مشتركين بصورة أساسية في الجانب التنظيمي لذلك المؤتمر. وبرزت من خلال مناقشات الموائد المستديرة ست وجهات نظر تتعلق بالقضايا موضوع البحث على النحو التالي:

1- في الإطار المتعلق بالعولمة:

تركز النقاش على أنه لا بد للبحث عن مساعدة المجتمع على فهم أهداف النشاطات العملية، وجعل تلك النشاطات تدرك الإطار المتغير الذي تعمل من خلاله. ولم يكن ذلك بمثابة دعوة إلى إجراء البحوث القائمة على تحسين نوعية الأداء ضمن الصيغة القائمة حالياً فيما يتعلق بقيمة حملة الأسهم. وكان التركيز بدلاً من ذلك ينصب على محاولة استكشاف ما يمكن أن يكون عليه الدور الجديد للنشاطات العملية ضمن إطار عمل جرت مراجعته ودراسته.
2 - في إطار مناقشة حاكمية الشركات:
ظهرت الرغبة في هذا الخصوص باتجاه إيجاد نموذج خاص بجميع الأطراف ذوي العلاقة لا تقيده عملية إرضاء قيم ورغبات حملة الأسهم دون غيرها. وجرت التوصية بتحديد نقطة قياس عملية للشركات بمختلف أحجامها وهياكلها لمعرفة وتحديد ماهية الشركة المسؤولة، وما هي الأمور المناسبة لتحقيق مستوى حاكمية أفضل للشركات.
3 - في إطار الاستدامة:
اقترحت مجموعة العمل من خلال دراستها لنموذج قائم على القيمة المستدامة للنشاطات العملية، الشروع في التمييز بين الأشياء التي يمكن تحقيقها ضمن الأساليب ومناهج العمل القائمة، وبين الأمور التي تتطلب إيجاد نموذج جديد تماماً. وكانت التساؤلات الرئيسية تنصب على: ما الذي نحتاج إليه لدمج المسؤولية الاجتماعية للشركات في عملية اتخاذ القرار؟ وكيف يمكن قياس القيم الإيجابية والسلبية لتصرف ما؟

4- في مجال القيادة من أجل التغيير:

برز في هذا الإطار سؤال مثير للاهتمام هو: لماذا يفعل القادة ما يفعلونه ؟ وأُشير في هذا الصدد إلى أن على الشركات الكبرى متعددة الجنسيات أن توازن بين القوى المتعارضة في الإدارة من خلال اختلاف الثقافات نظراً لأنه يمكن أن تكون لكل منها وجهات نظرها المتضمنة في تكوينها الأساسي فيما يتعلق بالسلوك الجيد، والقيم، والأخلاق.

5- في مجال دراسة القضايا المتعلقة بالتعلم والإبداع:
جرت في هذا المجال مناقشة القضايا المتعلقة بالتعلم والإبداع مقابل تطوير الوعي لدى الأفراد، وكذلك فيما يتعلق بالاستراتيجيات والأهداف الخاصة بالشركات. وتم التركيز كذلك على أن أساليب تعلم التصرف تتيح أفضل الفرص للأفراد للتشارك في وجهات نظرهم ومشاعرهم.وبإمكان كليات النشاطات العملية مساعدة الشركات بصفتها جهات محايدة مما يضمن الحفاظ على السرية لدى تلك الشركات.
6- في مجال الحاجة إلى إطار للسياسات:
تم التركيز على أن على الحكومات في سعيها لوضع إطار للسياسات المختلفة،أن توازن ما بين تحقيق اقتصاد ديناميكي ومنافس، وبين الأهداف المتعلقة بإيجاد مجتمع يتمتع بالعدالة. ويمكن للبحث أن يسهم في هذا التوجه من خلال تحليل مختلف خيارات السياسات التي يمكن أن تعزز عملية تبني الممارسات المسؤولة اجتماعياً.
وستكون النتائج المنتظرة متضمنة في سياق مقترح تجري صياغته في إطار التجمع السادس لمؤتمر إطار عمل البحوث الخاص بالاتحاد الأوروبي الذي يغطي أموراً ذات علاقة بالبحث، وبإدماج دور فعالياته، خلال فترة زمنية تمتد إلى أربع سنوات. وسيكون هدف ذلك التجمع هو تجاوز عملية تشتيت البحوث على صعيد القارة الأوروبية عموماً من خلال دمج وتكامل الجهود القائمة بالفعل، إضافة إلى إنشاء مشروعات جديدة بأسلوب مبرمج، بما في ذلك الاستخدام المشترك للموارد، وإيجاد إطار مشترك لإنشاء شبكة بحث في الجامعات الأوروبية، وكليات النشاطات الأعمالية، والمدارس في القطاع الحكومي، للانتقال بقضايا دور النشاطات العملية في المجتمعات من مستوى يتوقف عند الأضافات المنهجية الاختيارية، لكي تصبح جزءاً رئيسياً من المناهج المقررة .

الأكثر قراءة