"الحمراني" و"تاتا" توقعان اتفاقية لتدريب الشباب السعودي في المجال التقني

قامت "الاقتصادية" بجولة في عملاق الصناعة الهندية شركة تاتا التي تعتبر الرمز الاقتصادي الهندي، وهي شركة متعددة النشاطات والتوجهات التي تستثمر في جميع النشاطات الاقتصادية. وكان لنا جولة خاصة التقينا خلالها المسؤولين التنفيذيين لدى الشركة وتطلعاتهم للاستثمار في السعودية والتعاون مع رجال الأعمال في فتح آفاق الاستثمار التجاري والصناعي.
تعتبر مجموعة تاتا الصناعية من أكبر التكتلات الاقتصادية في القارة الهندية، وتعود بدايات هذه المجموعة إلى السبعينيات من القرن الـ 19 عندما بدأ اقتصادي هندي يدعى جام ستي جي تاتا بإنشاء شركة خاصة بالمنسوجات في السبعينيات من القرن الـ 19، وسرعان ما امتدت أعمال هذا الرجل إلى قطاعات أخرى مثل المعادن والصناعات الكهربائية.
وطغى الطابع العائلي على أعمال الشركة، فكان أبناء تاتا المؤسس يديرون مجموعات الشركات الخاصة بوالدهم كل ضمن قطاع معين، وقد توسعت الشركة في بدايات القرن الـ 20 مع البدء في صناعات المعادن والفولاذ واستثمار الظروف الوطنية التي بدأت حركة إعمار في تلك الفترة على الرغم من الاستعمار الإنجليزي للبلاد.
وقام تاتا المؤسس بتأسيس مؤسسة علمية خاصة تعنى بالتعليم التقني أسهمت بشكل كبير في تطوير المعرفة التقنية في الهند وعملت على رفع مستويات الفرد الهندي بشكل إيجابي عبر عقود طويلة حتى وقتنا الحاضر، خصوصاً عندما نعلم أن العقول الهندية تقف وراء العديد من البرمجيات والتقنيات الإلكترونية المعروفة في العالم.
ومن القطاعات المهمة التي تعنى بها شركة تاتا قطاع الفولاذ، حيث تم تأسيس شركة تاتا للفولاذ عام 1907، وهذه الشركة التي تعتبر أكبر شركة في القطاع الخاص تعمل في هذا المجال في الهند تنتج أكثر من أربعة ملايين طن من الفولاذ ضمن أشكال وصيغ متعددة.
وتملك هذه الشركة مجموعة من مناجم الحديد والفحم وهي قامت في الفترة الماضية باستثمار أكثر من 2.3 مليار دولار في سبيل تطوير هذه الصناعة، على الرغم من أن الفولاذ الذي تنتجه "تاتا" يعتبر من أرخص أنواع الفولاذ في العالم وهو حاصل على العديد من الجوائز المهمة في هذا الإطار.
كذلك تضم نشاطات الشركة مجموعة من الخدمات المالية والاستشارية الخاصة بالأعمال والممثلة أيضاً في شركة تاتا للخدمات الاستشارية التي تعتبر من أكبر الشركات العاملة في هذا المجال داخل القارة الهندية.
كذلك تتوسع أنشطة الشركة لتشمل الخدمات السياحية في الهند من خلال مجموعة من الفنادق والمنتجعات السياحية.
من ناحية أخرى، تشتهر مجموعة تاتا من خلال شركة تاتا للشاي، التي تعتبر ثاني أكبر شركة في العالم، وقد تأسست هذه الشركة عام 1964 بالتعاون مع جيمس فيلاني الإنجليزي المتخصص في صناعة الشاي، ويوجد لهذه الشركة مراكز رئيسية في الهند، الولايات المتحدة، وبريطانيا. ويقدر حجم حقول الشاي التابعة لمجموعة تاتا بنحو 26.500 هكتار تنتج ما يزيد على 60 ألف طن من الشاي الأسود كل عام.
كذلك تمتلك الشركة حقولا خاصة بزراعة البن تنتج هي الأخرى بدورها تسعة آلاف مليون طن سنوياً، وتعتبر من أكبر شركات البن في آسيا.

قطاع السيارات
تم تأسيس شركة تاتا موتورز عام 1945، وهي تعتبر الشركة الأولى في الهند، وقد بدأت هذه الشركة إنتاج المركبات التجارية الخاصة بالنقل والخدمات عام 1954، حيث وقعت اتفاقية مع "إيملر بنز" الألمانية تبلغ مدتها 15 عاماً، تقضي بالسماح لـ "تاتا" بإنتاج بعض المركبات التجارية التي تحمل شعار "مرسيدس".
في عام 1969 بدأت "تاتا" إنتاج مركبات تجارية وسيارات من تصميمها الخاص، وتميزت مركبات "تاتا" التجارية بشكل أكبر من المركبات الصغيرة والسياحية، حيث أثبتت الأولى تفوقها من ناحية القدرة على التحمل والأداء الجبار، وتم إنتاج مجموعة كبيرة من الشاحنات الخفيفة التي تبدأ أوزانها من طنين إلى تلك الثقيلة التي تتجاوز 40 طناً.
ويكفي القول في هذا المجال إن 70 في المائة من المركبات المتوسطة والثقيلة التي تسير على شوارع الهند تحمل اسم "تاتا"، كما أن الشركة تعتبر من الشركات الست الأوائل على صعيد العالم المتخصصة في صنع المركبات المتوسطة والثقيلة، وهي تصدر إنتاجها إلى ما يزيد على 70 دولة في أوروبا، إفريقيا، أمريكا الجنوبية، الشرق الأوسط، آسيا، وأستراليا.
كذلك تنتشر أعمال الشركة من خلال مصانع تجميع في بعض الدول مثل: ماليزيا، بنجلادش، كينيا، جنوب إفريقيا، مصر، والأردن.
من ناحية أخرى، تركز "تاتا موتورز" على الأبحاث والتطوير من خلال تخصيص ما نسبته 1.3 في المائة من مبيعاتها في هذا المجال وإنشاء مركز أبحاث يضم أكثر من 2000 عالم ومهندس وباحث، إضافة إلى تجهيز مركز خاص لاختبارات التصادم يعتبر الأول من نوعه خارج الدول الرئيسية في مجال صناعة السيارات. وتقدر قيمة ما يخصص للأبحاث سنوياً أكثر من 100 مليون دولار.
من ناحية أخرى، تتعاون "تاتا" مع مجموعة من شركات التصميم العالمية خصوصاً الإيطالية منها، حيث يبرز التعاون مع المصمم الإيطالي بيرتوني الذي صمم بعض سيارات الشركة الصغيرة.
ومن أجل زيادة النمو في عملياتها الخارجية استحوذت شركة تاتا عام 2004 على شركة دايوو للمركبات التجارية ومقرها كوريا، وكذلك عقدت مجموعة من الاتفاقات مع بعض الشركات مثل إم جي روفر في بريطانيا، حيث قامت بتصدير أكثر من 100 ألف سيارة من طراز أنديكا الصغير تحت اسم "روفر سيتي".

وحدة إنتاج السيارات السياحية
في العقود الماضية خاضت "تاتا" تجارب سيئة في قطاع السيارات السياحية، لكنها بدأت في الآونة الأخيرة وتحديداً في نهاية التسعينيات من القرن الماضي باتباع أسلوب عصري في التصميم مع تفعيل عوامل الجودة والاعتمادية في سياراتها، فكان طراز أنديكا الصغير الحجم الذي تم إطلاقه عام 1999 الذي يعتبر بداية الانطلاقة الحقيقية للشركة.
وطراز أنديكا عبارة عن سيارة صغيرة من الفئة المدمجة وتحمل تصميماً أوروبياً وهي متوافرة بشكل هاتشباك وتسع خمسة ركاب يتمتعون برحابة معقولة مقارنة بحجم السيارة، وتزود هذه السيارة بمجموعة من التجهيزات سواءً كانت قياسية أو إضافية، منها على سبيل المثال زجاج كهربائي، مكيف هواء، قفل مركزي مع تحكم عن بعد، وكذلك جهاز إنذار.
أما ميكانيكياً فالسيارة مزودة بمحرك اقتصادي مكون من أربع أسطوانات متتالية تبلغ سعته 1.4 لتر وهو يولد طاقة تبلغ 76 حصانا، وهو مرتبط بعلبة تروس يدوية تتكون من خمس نسب أمامية تنقل عزم المحرك إلى العجلات الأمامية.
السيارة الثانية ضمن أسطول الشركة هي إنديجو التي تتوافر بفئتين: سيدان وواجن، وهذه السيارة تقوم على هيكل أحادي يؤمن صلابة عالية، وتتميز السيارة عموماً برحابتها خصوصاً فئة الواجن، وتبرز كذلك القدرات العملانية للسيارة من خلال اعتماد صندوق أمتعة كبير الحجم تبلغ سعته 420 لترا. وتجهز هذه السيارة بمحرك مكون من أربع أسطوانات متتالية تبلغ سعته 1.5 لتر يولد طاقة تبلغ 85 حصاناً، ويمكن اختيار علبة تروس متزامنة تتكون من خمس نسب أمامية تنقل عزم المحرك إلى العجلات الأمامية.
وتزود هذه السيارة بمجموعة من التجهيزات المتقدمة مثل نظام منع غلق المكابح ونظام توزيع ضغط المكابح على العجلات الأربع. كذلك يمكن تجهيز السيارة بالعديد من عوامل الفخامة مثل المقاعد الجلدية.
ومن سيارات الشركة أيضاً طراز ينتمي إلى فئة سيارات الدفع الرباعي يحمل تسمية سفاري، وعلى الرغم من بساطة تصميم هذه السيارة وافتقاره إلى الأناقة اللازمة، إلا أنه يعتبر من الطرز العملية، فهو بداية يتميز بمتانة الجسم الخارجي، كذلك تسع سبعة ركاب ضمن ثلاثة صفوف من المقاعد، وهو مزود بالعديد من التجهيزات أبرزها مكيف هواء، مقاعد مبطنة بالجلد، مقعد سائق ذو تحكم كهربائي، نوافذ ومرايا كهربائية، نظام ضد السرقة، ونظام سمعي مع قارئ أسطوانات مدمجة.
ويزود طراز سفاري بمحرك ديزل مكون من أربع أسطوانات متتالية تبلغ سعته لترين وهو بقوة 87 حصانا، ويبلغ عزم دورانه 195 نيوتن/م. ويتم نقل الحركة إلى العجلات الأربع بواسطة نظام دفع متطور يحمل تسمية سوبر سيليكت يمكن من خلاله الانتقال إلى الدفع الرباعي أو العكس من خلال مفتاح مثبت في لوحة القيادة أثناء سير السيارة حتى سرعة 60 كم/الساعة.
الطراز الأخير ضمن مجموعة تاتا هو طراز سومو الذي ينتمي أيضاً إلى فئة سيارات الدفع الرباعي، وهذا الطراز الذي أنتج لأول مرة عام 1994 خضع إلى عملية تعديل لم تسهم ولو بشكل بسيط في تفعيل حضوره على الطريق كونه يحمل تصميماً قديماً لسيارة تصنع في القرن الـ 21، وهو يذكر بشكل كبير بسيارات الدفع الرباعي اليابانية التي أنتجت بداية الثمانينيات من القرن الماضي.
تتميز السيارة بشكلها الصندوقي، وهي مزودة بمصابيح كبيرة الحجم في الأمام، وبسقف يرتفع بشكل تدريجي كلما وصل إلى الخلف، أما مؤخرة السيارة فهي بسيطة الشكل أيضاً وتضم مصابيح مثبتة بشكل طولي وفيها باب خلفي كبير الحجم يفتح بشكل جانبي، فيما تم تثبيت العجلة الاحتياطية على هذا الباب ضمن غطاء معدني أنيق الشكل نوعاً ما.
تتوافر هذه السيارة بثلاثة مستويات من حيث التجهيزات، ويمكن الاختيار بين سبعة ألوان للطلاء الخارجي، كذلك يمكن تزويد السيارة بعجلات مصنوعة من المعدن الخفيف بقياسات متعددة.
من الداخل تتميز السيارة أيضاً ببساطتها، وهي مزودة بثلاثة صفوف من المقاعد تسع سبعة ركاب، كذلك تم اعتماد لوحة قيادة بسيطة الشكل ولكن عملية، فالجزء الوسطي منها يضم مفاتيح التحكم بالعديد من تجهيزات السيارة، وهي مثبتة ضمن ترتيب دقيق، كذلك تم اعتماد لوحة عدادات واضحة مع مجموعة من المؤشرات الخاصة بعمل السيارة.
إلى ذلك تم اعتماد محرك يعمل بوقود الديزل تبلغ سعته لترين وهو يولد طاقة تبلغ 67 حصانا، ويبلغ عزم دورانه 119 نيوتن/م. كذلك تم اعتماد علبة تروس يدوية تنقل عزم المحرك إلى العجلات الأربع.
وفيما يتعلق بقياسات هذه السيارة فيبلغ طولها 441سم، في حين أن عرضها 171 سم فيما يبلغ ارتفاعها 198 سم، ويبلغ طول قاعدة العجلات 241 سم ويصل وزن هذه المركبة إلى 1880 كلغ.
من ناحية أخرى، عرضت "تاتا" سيارة اختبارية تنتمي إلى فئة كروس أوفير وهي الفئة متداخلة الأوجه التي تجمع بين سيارة الدفع الرباعي وسيارة الواجن، وتتميز هذه السيارة بتقنيتها العالية، إضافة إلى خطوطها الأنيقة التي تذكر بالسيارات الأوروبية واليابانية الحديثة، ومن المقرر أن تدخل هذه السيارة الخدمة عام 2008 كبديل لطراز سفاري.