من وراء الباب: رسالة إلى غازي القصيبي

الوزير الشاعر يا من تسنمت أربع وزارات فأبدعت فيها وكنت خير من يتحسس هموم وحاجات المواطنين, إنك اليوم على رأس وزارة لها ارتباط بهموم الناس من طالبي العمل من السعوديين وأيضا أصحاب الحاجة إلى استقدام عمالة سواء للعمل في الشركات أو المؤسسات الخاصة أو في المنازل كالسائقين والعاملات. أكتب إليك هذه الرسالة بعد معاناة مع أحد مكاتب الاستقدام الأهلية في مدينة الرياض، وهذه ليست معاناتي وحدي بل هي معاناة الكثير من المواطنين الذين اضطرتهم ظروف الحياة إلى التعامل مع هذه المكاتب كوسيط لإحضار عاملة منزلية أو سائق، حيث تقدمت إلى مكتب الاستقدام الأهلي بطلب عاملة قبل أكثر من ستة أشهر وتحديدا في 29/4/1426هـ ووقعت معهم العقد موضحا فيه مواصفات العاملة. وبعد صبر وانتظار طال أمده حضرت العاملة يوم 21/10/1426هـ وسعدنا كثيرا واحتفلنا في المنزل بقدومها لكن فرحتنا لم تدم سوى يوم واحد. حيث فوجئنا بأنها مصابة بتشنج ونوبات صرع واكتئاب رغم أنهم يقولون إن سبب تأخر حضورها هي صعوبة إجراءات الكشف الطبي من قبل سلطات بلدها والسفارة السعودية هناك. المهم حاولنا تهدئتها وظننا أنها تمثل علينا, لكن عندما وجدت جرحا غائرا بين عينيها سببه سقوطها على حنفية المطبخ أثناء غسيلها أدوات الطبخ، انتابني شعور بالخوف أن تسقط مرة أخرى فيحصل لها ما لا تحمد عقباه. عندها ذهبت بها إلى المستشفى الذي قرر تنويمها وشرح لي الدكتور أنها مصابة بتشنج وصرع وأنها صغيرة في السن فقلت له إن سنها في جواز السفر 25 سنة، فقال لي لا إن عمرها لا يتجاوز 18 سنة، رغم أنني طلبت في شروط التعاقد ألا يقل عمرها عن 30 سنة ولا يزيد على 35 سنة. مكثت في المستشفى مريضة وتبكي وترغب السفر إلى بلادها. عندها نقلتها إلى الشرطة وأقرت لديهم برفضها العمل ورغبتها في السفر لأنها مريضة. استخرجت لها تأشيرة سفر وتذكرة طيران عاجلة دفع المكتب 1200 ريال من قيمة التذكرة ودفعت أنا 600 ريال. ذهبت إلى المكتب لأطلب استرداد المبلغ لأنني أرغب في الاستقدام من غيرهم فأخذوا يماطلون ويسوفون. المهم، بعد انتظار ستة أشهر تكبدت فيها العناء والمشقة أعاد لي المكتب المبلغ لكن من يعوضني عن انتظار الأشهر الستة؟ وكيف تتصرف هذه المكاتب على هواها دون رادع عندما تحضر عاملة مخالفة لجميع الشروط المتفق عليها إضافة إلى المرض فلو لم تكن مريضة ورافضة للعمل لصبرنا على صغر سنها وجهلها بالأعمال المنزلية والتعامل مع الأطفال.
العقد الذي بيني وبينهم ينص على تعويضي إذا تأخر قدومها عن 60 يوما كل يوم 30 ريالا. صحيح أن عقدهم يقول ما لم يحضر المكتب خطابا من الجهات المختصة, بأن الأمر خارج عن إرادته, لقد أطلعني المكتب على خطاب من مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية مؤرخ في 18/10/1426هـ يفيد أن سبب التأخير هو الإجراءات المطولة للحصول على شهادات اللياقة الصحية! ثم تأتي مريضة! يا للعجب!
صعوبة حجوزات الطيران, إنها أسباب واهية ولا تستدعي التأخير لمدة أربعة أشهر لكن من نشتكي له.. ليس أمامنا لرد حقوقنا وتعويضنا عن التأخير سوى وزير العمل ومعاقبة تلك المكاتب التي لا تلتزم ولا تطبق الشروط وتتلاعب بمشاعر الناس ولا تجد من يردعها.
فيا وزير العمل جميع الأوراق تدين المكتب، فهل ستأخذ حقي ليأتي إليك الآخرون المتضررون لتأخذ لهم حقوقهم وتعاقب المكاتب المتسببة في تأخير الناس وتعطيل مصالحهم وعدم تنفيذ الشروط؟ آمل أن أجد الجواب.

شقراء : فاكس: 016220848

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي