" بريتش أيرويز" تخفض أسعار رحلاتها لمنافسة لوفتهانزا
أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتش إيرويز BA) ثالث كبرى شركات الطيران الأوروبية حملة هجومية على أسعار الرحلات داخل أوروبا بعد منافستها لوفتهانزا، لتشتعل بذلك حرب الأسعار بين شركات الطيران الأوروبية. وتسعى تلك الشركات العالمية إلى استعادة حصص في الأسواق من شركات الطيران الرخيصة مثل ( ريان إير Ryan Air ) و( إيزي جتEasyjet ) و(إير برلين Air Berlin ) .
من جهتها، أعلنت إدارة الخطوط البريطانية تخفيض أسعار ما يزيد على 65 خط رحلة طيران داخل أوروبا وذلك بنسبة 50 في المائة، لتبلغ بذلك أرخص سعر تذكرة في اتجاه واحد ما يقارب 29 جنيها استرلينيا (42 يورو). وحسبما ورد عن متحدثة باسم شركة الطيران يبلغ تخفيض الأسعار بمعدل متوسط يقارب 28 في المائة. وتبعا لما أفاده مدير شركة الطيران "مارتن جورج"، يدور الموضوع حول استراتيجية أسعار طويلة المدى، وليس حول عروض أو خصومات موسمية، فيقول "مارتن جورج" "نحن نواجه تنافسا حادا جدا، ونسعى لأن نصبح الخيار الأول لدى المسافرين".
وفي مطلع نيسان (أبريل) الحالي من هذا العام قامت شركة لـوفتهانزا الألمانية بزيادة قائمة عروضها الرخيصة منطلقة بسعر 99 يورو للرحلة الواحدة ذهابا وإيابا وذلك على جميع الخطوط داخل أوروبا، فيما تبلغ أرخص تعريفة لدى الخطوط البريطانية نحو 107 يورو للرحلة الواحدة ذهابا وإيابا شاملة ضريبة الوقود. لكن في المقابل تقدم الخطوط البريطانية تحت هذه الشروط الجديدة سبعة ملايين تذكرة سنويـا، بينما تقدم "لوفتهانزا" لزبائنها 4.2 مليون تذكرة.
وتعتمد بريتش إيرويز الأسعار الجديدة على جميع الرحلات المنطلقة من مطاري هيثرو وغيتويك في لندن، كما أبلغت الشركة زبائنها بأنها ستحافظ على مستوى الخدمة المقدمة أثناء الرحلة كما هو الآن، فالطعام والشراب المقدم أثناء الرحلة وكذلك تجهيز وتسليم الحقائب ستبقى خدمات مجانية بدون مقابل، وليست مكلفة كما لدى شركة ريان إير، كما يستطيع المسافر في المستقبل تغيير حجز التذكرة حتى منتصف الليل قبل يوم السفر.
وقبل يوم من إعلانها لاستراتيجية الأسعار الجديدة أعدّت بريتش إيرويز أخبارا غير سارة لزبائنها، فقد صرّحت بأنها سترفع مضطرة ضريبة الوقود على الرحلات الطويلة المنطلقة من بريطانيا من 30 إلى 35 جنيها استرلينيا، فيما ستبقى تلك الإضافات للرحلات القصيرة على قيمتها والبالغة 8 جنيهات للرحلة في اتجاه واحد. هذا وتتوقع الشركة في هذا العام ارتفاع تكاليف الوقود بمبلغ وقدره 600 مليون جنيه لتصل إلى 2,2 مليار جنيه استرليني ويذكر في هذا الصدد أن شركة ريان إير لا تفرض على المسافرين أي ضريبة وقود.
ولمجاراة خطوط الطيران الرخيصة أعلن ويلي وولش رئيس شركة الخطوط البريطانية في شباط (فبراير) عن عزمه صرف النظر عن فرض أي زيادات أو ضرائب أخرى، ومما يذكر أن بريتش إيرويز زادت منذ أيار (مايو) 2004 من قيمة ضريبة الوقود سبع مرات. هذا وتتذوق شركات الطيران العريقة طعم المنافسة مع شركات الطيران الرخيصة بصورة واضحة، فبينما سجلّت الخطوط الجوية البريطانية في السنة المالية الماضية (31 مارس 2005) أرباحا عالية قبل الضرائب، حظيت الشركة بخسائر مالية في مجال الرحلات القصيرة والمتوسطة داخل أوروبا. وتعهد ويلي وولش بأنه سيقوم خلال السنة المالية الجارية بموازنة النتائج في هذا القطاع التجاري، فأقرّ على الشركة ببرنامج توفير صارم سيسعى من خلاله إلى رفع أرباح حجم التعاملات وذلك خلال عامين اثنين من 8.2 في المائة إلى 10 في المائة.
من جانب آخر يسعى ويلي وولش إلى تطبيق استراتيجية أسعار مشابهة لتلك ولكن على حركة الطيران داخل بريطانيا. فمن أجل احتلال مواقع جيدة مقابل خطوط الطيران الرخيصة، أعلن رئيس الخطوط البريطانية قبل ثلاثة أشهر عن إعادة بناء شركة الطيران المحلية (سيتس-إكسبرس) المتدهورة لتنطلق الآن تحت اسم جديد هو ( بي أيه كونيكت ) وتقوم برحلات من 14 مطارا بريطانيا تبدأ أسعار التذاكر من 29 جنيها استرلينيا للرحلة في اتجاه واحد، وألغت مقابل ذلك درجة رجال الأعمال (Business -Class). لكن وكما هو المعهود في الأسواق والتجارة الأوروبية تواجه خطوط الطيران الرخيصة في بعض الأحيان هذه العروض بأسعار أقل.