أعمال إبداعية تنبئ بمستقبل فوتوغرافي سعودي عالمي المستوى
نصوص فوتوغرافية تفتح أبواباً أمام الملتقى، لتبني في خياله البصري تفاصيل إنسانية وطبيعية وبيئية وتراثية تنتظم إلى جانب بعضها لبناء مشهد وصورة بانورامية حول الزمن.
أعمال حلقت في عالم الإبداع الفوتوغرافي ورسمت بخيوط الضوء عناصر متكاملة وفق تكوين فني متناسق بعيداً عن الغموض والحشو، تقود مفردات اللوحة بعضها البعض لتصل بالعين ولتربطها بأساس الموضوع وجوهره.
صور من واقع الحياة تعكس إيقاعها وتنبض بأحداثها ومشاهدها، انسجامها وتناقضها, تلمح في الأعمال فكر صاحبها وفلسفته وتجده داخل إطارها تتعرف على أحاسيسه ومشاعره.
أسماء كثيرة قدمت لوحات فوتوغرافية تقترب من عالم الاحتراف تدل على مقدرة فنية عالية وتنبئ بمستقبل فوتوغرافي سعودي عالمي المستوى عندما يصبح التميز أسلوبا وطابعاً فمن الصعوبة أن تتجاوز المكان دون تأمل فيما حولك من نماذج تحمل قيماً جمالية باعتبارها الجسد الحي الذي يبث الحياة ويعيد جزءاً من عالم النسيان.
في معرض جماعة أصدقاء الضوء لا تستطيع العين أن تتجاوز تلك الأعمال بسهولة، تشدك لتتأملها بالوقوف أمامها والبحث في جماليتها ومعانيها.
حاول بعض المشاركين الأعضاء تقديم بعض التجارب معتمدين على التكوين داخل الاستديو والتعامل مع الإضاءة الصناعية فجاءت بعض النماذج لتدل على عمق الفكرة وإدراكاً لأبعادها وما يريد أن تنقله الصورة. وفي الجانب الآخر نجد أعمالاً لم تخدم بالشكل الذي يؤهلها للوصول إلى مستوى الآخرين ولكنها تبقى تجارب ومحاولات في ظل الفقر التام والانعزال عن البيئة الفوتوغرافية حيث لا توجد جماعات يضمها مقر لتقدم فيه الدرس والنماذج الأفضل فهي مازالت تجارب فطرية تعتمد على المحاكاة وتتلقى النصائح ممن يملكون خبرة ولكنها في النهاية لا تصل بالفنان المبتدئ إلى الهدف المطلوب.
سنحاول أن نتوقف قليلا أمام نماذج من هذه الأعمال المتفردة البعيدة عن التقليد، وسنعمل على فتح الأبواب للإبداعات الأخرى، إلا أن الزائر للمعارض التي تقيمها يصاب بنوع من المفاجأة حينما لا يجد أسماء أصحاب هذه الأعمال مكتوبة إلى جانبها. فالكثير منهم يكتفي بالاسم الأول أو يأخذ رمزا خاصا به، نتمنى أن نجد أسماء المبدعين في المرات القادمة إلى جانب كل عمل واليوم نقدم بعض النماذج بأسمائهم الحقيقية التي حصلنا عليها من بعض الأعضاء:
نورة السويدان
أعمالها شعور بالوحدة وفي نظرات العيون الحائرة تأمل وتطلع إلى المجهول، ولديها قدرة رائعة على التكوين, وتحكم متقن ومدروس في الإضاءة مما أعطى قوة للمعنى وللصورة.
فيصل الدريويش
تأليف جميل وزوايا اختيرت بعناية تامة لتعكس الهدف من ذلك العمل الإبداعي ولتظهره بالشكل المناسب، وضوح تكوينات الغيوم في السماء أضفى جمالاً للصورة.
يزيد السويدان
للطفولة البرئية معان عديدة ولدى السويدان معان أخرى في الطفولة والحنين إلى الماضي هذا ما يريد أن ينقله عبر ذلك الطفل بلباسه الضارب في عمق الزمن وبما يحمله من دلالات. ذلك الطفل وبتلك النظرات المصوبة للأمام وكأنه يترقب موعدا أو يتطلع إلى حدث قادم، إلا أن المباني في الزاوية العلوية اليسرى من الصورة لا تتناسب مع ذلك الطفل.
كل هذه الأعمال بقدر ما فيها من إبداع وتميز إلا أنها تجعل هذه الجماعة في دائرة أضيق وفي مواجهة أصعب مع أنفسهم ومع المتابعين لهم, فالتجديد والتطور مطلبان أساسيان للاستمرار والتقدم.