مؤتمر الطاقة: الجيش الأمريكي أكبر مستهلك ومبدد للنفط في العالم

مؤتمر الطاقة: الجيش الأمريكي أكبر مستهلك ومبدد للنفط في العالم

اتفق المتحدثون في فعاليات المؤتمر العالمي الـ 33 للطاقة في مدينة بولدر في ولاية كولورادو الأمريكية على أن أمن الطاقة يشمل العرض والطلب، المستهلكين والمنتجين، وجميع مراحل الصناعة بما في ذلك النقل والتوزيع. وأكد روبرت برايس الكاتب المعروف مدير تحرير مجلة "إنيرجي تربيون" في ورقة قدمها في المؤتمر أنه غالباً ما يتم تجاهل دور الجيش الأمريكي في استهلاك وتبديد مصادر الطاقة عند الحديث عن أمن الطاقة.
وأشار إلى أن تكنولوجيا الدفاع الأمريكية تميزت تاريخيا بزيادة مستوى التكنولوجيا ورفع مستوى القوة في العربات والطائرات، الأمر الذي يزيد من استهلاك المحروقات.

وفي ما يلي مزيداً من التفاصيل:

انتهت أمس فعاليات المؤتمر العالمي الـ 33 للطاقة في مدينة بولدر في ولاية كولورادو الأمريكية. وعقد المؤتمر تحت عنوان "أمن الطاقة: حقيقة أم سراب؟". وناقش المؤتمرون كثيراً من الأمور المتعلقة بأمن الطاقة مع التركيز على جنوب شرق آسيا، الهند، وأستراليا. واتفق المتحدثون على أن أمن الطاقة يشمل العرض والطلب، المستهلكين والمنتجين، وجميع مراحل الصناعة بما في ذلك النقل والتوزيع. وأكد روبرت برايس الكاتب المعروف مدير تحرير مجلة إنيرجي تربيون في ورقة ألقاها في المؤتمر أنه غالباً ما يتم تجاهل دور الجيش الأمريكي في استهلاك وتبذير مصادر الطاقة عند الحديث عن أمن الطاقة.
وأشار إلى أن تكنولوجيا الدفاع الأمريكية تميزت تاريخيا بزيادة مستوى التكنولوجيا ورفع مستوى القوة في العربات والطائرات، الأمر الذي يزيد من استهلاك المحروقات. وأشار إلى أن أحدث الطائرات الأمريكية(ف 22) تتمتع بقوة قدرها 130 ألف حصان، الأمر الذي يجعلها الأقوى في التاريخ، ولكنها أيضاً أكبر مستهلك للنفط ضمن كل الطائرات التي عرفها الإنسان.
واستعرض برايس العديد من الخرائط التي تبين أن الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان يستهلك كميات هائلة من المحروقات لنقل المحروقات إلى القواعد الأمريكية. وذكر أن متوسط استهلاك الجندي الأمريكي من النفط في العراق يبلغ 40 ضعف حصة الفرد العراقي. أما في أفغانستان فإن متوسط نصيب الجندي الأمريكي من النفط يبلغ خمسة آلاف ضعف نصيب الفرد الأفغاني.
وتميز المؤتمر بالتركيز على الصعوبات التي تواجها صناعة النفط العالمية التي تضمنت ارتفاع تكاليف الحفر بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفعت تكاليف استئجار منصات الحفر شبه العائمة لتصل إلى أكثر من 187 ألف دولار يومياً، بينما ارتفعت تكاليف المنصات الثابتة إلى 139 ألف دولار يومياً. كما تضمنت الصعوبات النقص الشديد الذي تعاني منه الصناعة في مجال العمالة الماهرة والخبرات، الأمر الذي جعل البعض يتوقعون استمرار ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات العشر المقبلة بسبب نقص العمالة الماهرة فقط. إضافة إلى ذلك ارتفعت أسعار الكثير من المواد الأولوية المستخدمة في البنية التحتية للصناعة خاصة الحديد والفولاذ.
واستحوذت الأوراق المتعلقة بتوقعات الطاقة نصيباً لا بأس به في المؤتمر حيث تم استعراض توقعات وزارة الطاقة الأمريكية وبعض شركات النفط، إضافة إلى توقعات بعض الشركات المالية فيما يتعلق بالاستثمار في قطاع النفط، الغاز، وتمويل هذه الاستثمارات. كما تمت مناقشة التوقعات المتعلقة بنوع المواصلات و الوقود المستخدم فيها في المستقبل. وهناك شبه إجماع على أن أسعار النفط ستستمر في مستويات عالية عدة سنوات، وأن مصادر الطاقة البديلة لن تؤثر كثيراً على الطلب العالمي على النفط خلال السنوات الـ 20 المقبلة.
كما أكد عدد من المحاضرين على توافر كميات كافية من النفط خلال السنوات الـ 30 المقبلة، فيما أكد آخرون أنه يمكن للسعودية أن تزيد إنتاجها إلى 15 مليون برميل يومياً، وأنها تستطيع الاستمرار في هذا المستوى من الإنتاج فترة طويلة من الزمن.
وأشارت توقعات مجلة ورلد أويل المشهورة، التي استعرضها كرت أبراهام، المحرر الدولي في المجلة، إلى زيادة أنشطة البحث والتنقيب والإنتاج عام 2006، خاصة في المياه العميقة في خليج المكسكيك وغرب إفريقيا.
ولكن أغلب الزيادة ستكون في الشرق الأوسط حيث سيتم حفر أكثر من ألف بئر عام 2006. و ذكر إبراهام أنه ليس من المستغرب أن تكون أغلب هذه الأنشطة في دول الخليج، إلا أنه يتوقع أن تشهد سورية، ولأول مرة منذ زمن طويل، زيادة كبيرة تتجاوز 30 في المائة في أنشطة التنقيب والاستكشاف.
أكثر الأمور التي أثارت دهشة المشاركين هو أن ديون شركة بيمكس التي تملكها الحكومة المكسيكية أكبر من قيمة أصول الشركة، الأمر الذي يعني أنه يمكن إعطاء الشركة للدائنين، وبذلك تفقد الحكومة الشركة بالكامل دون أي نفط أو أي عائد في المستقبل.

الأكثر قراءة