تداولات التحرك الجماعي تفرض "العدالة"علي مؤشر الأسهم السعودية
دفع دعم الدقائق الخمس الأخيرة في تداول سوق الأسهم السعودية أمس، وتحديدا من القطاع الصناعي، مؤشر الأسهم السعودية إلى المحافظة على مكاسب الفترة الصباحية، ليغلق كاسبا 180 نقطة.
وترجمت حركة الأسهم السعودية طوال التداولات وحتى الدقائق الأخيرة الحركة الجماعية لشركات السوق وتحييدها تأثير الشركات القيادية الحاد على حركة مؤشر الأسهم السعودية والتي لم تجعل المؤشر يترجم حركة التداولات والتغيرات السعرية على غالبية الشركات بعدالة في الفترة الماضية.
ولم تمكن التذبذبات والارتدادات المتتالية المضارب اليومي من إيجاد حيز مناورة يساعده على الدخول والخروج السريع في بعض الأسهم وذلك لسرعة وتوالي تلك التذبذبات التي وصلت إلى نحو عشر مرات خلال تداولات أمس.
وواجه مؤشر الأسهم السعودية صعوبة واضحة في القدرة على اختراق حاجز المقاومة 13760 والبقاء فوقه فترات طويلة بعد أن فشل نحو سبع مرات في محاولاته للبقاء على هذا المستوى قبل أن يغلق المؤشر في الدقائق الخمس الأخيرة فوق ذلك المستوى.
وفي ما يلي مزيداً من التفاصيل:
باستثناء دعم واضح من القطاع الصناعي ومن شركة سابك بالذات قبل إغلاق المؤشر بدقائق معدودة كانت تداولات الأمس ترجمة للحركة الجماعية لشركات السوق من دون استثناء بعد أن تم تحييد التأثير القوي والحاد للشركات القيادية في المؤشر الذي كان واضحا خلال الأيام الماضية, حيث دخل في سلسلة من التذبذبات العالية والارتدادات بدأت مع تداولات الفترة الصباحية ليوم أمس.
وغابت مثل هذه التذبذبات العالية عن المؤشر العام للسوق بالشكل المتكرر في فترات قصيرة من التداول وذلك منذ بضعة أسابيع حيث مع أولى لحظات الافتتاح الصباحي ومع اجتياز السوق والمؤشر الانخفاض خلال الدقائق الثلاث الذي يهبط بالمؤشر إلى مستوى 13475 نقطة، حيث تبدأ من هذا المستوى عملية الارتداد الأول التي تقود المؤشر خلال ست دقائق ليصطدم بحاجز المقاومة 13760 نقطة حيث فشل في اجتيازها ليعود ويهبط مرة أخرى إلى مستوى 13538 نقطة وذلك عند الساعة 10:21 صباحاً، ليقود الارتداد الثاني صعود المؤشر هذه المرة إلى مستوى 13687 نقطة وهو دون مستوى الارتداد الأول ليكون ذلك مؤشرا على تغيير وتيرة التداولات إلى انخفاض تدريجي يقود السوق والمؤشر هذه المرة إلى الوصول إلى مستوى 13404 نقاط وهو أدنى مستوى له خلال الفترة الصباحية، مع بداية الساعة الثانية من التداول يحدث تغيير على رتم التداولات وبالتالي الحركة العامة لمؤشر السوق لتصبح أكثر ميلا إلى الإيجابية وانخفاض وتيرة التذبذب التي بقيت طيلة الساعة الأولى تدور في نطاق من نحو 400 نقطة. وهنا ورغم أن الاتجاه أصبح أكثر ميلا إلى الإيجابية من الساعة الأولى من التداول إلا أنه تخللتها سلسلة طويلة من عمليات جني الأرباح فعند الساعة 11:07 صباحاً وبعد صعود المؤشر إلى مستوى 13658 نقطة تبدأ عملية جني الأرباح الأولى التي يخسر خلالها المؤشر 158 نقطة من مكسب مرحلة الصعود السابقة، ليبدأ الارتداد التالي الذي يكون من القوة هذه المرة لكي يقود السوق والمؤشر إلى اختراق حاجز المقاومة 13760 نقطة وهو الذي كان قد فشل في اختراقها خلال الساعة الأولى من الافتتاح ليصل المؤشر هذه المرة إلى مستوى 13843 نقطة وهو أعلى مستوى له خلال الفترة الصباحية وذلك عند الساعة 11:36 صباحاً، تبدأ من هذه القمة عملية جني الأرباح التالية التي تقود المؤشر هبوطا إلى مستوى 13668 نقطة وذلك في تمام الساعة 11:40 صباحاً، ورغم ضيق الوقت قبل إغلاق السوق بـ 15 دقيقة ترتفع وتيرة التذبذبات بشكل واضح حيث تبدأ عملية الارتداد التالية التي ترتفع بالمؤشر إلى مستوى 13794 نقطة وذلك قبل الإغلاق بثماني دقائق حيث تبدأ عملية جني أرباح أخرى تهبط بالمؤشر بشكل محدود ولمدة قصيرة جداً ليكون هناك مجال لارتداد آخر صعودا قبل الإغلاق بثلاث دقائق بدعم من بعض الشركات القيادية ليغلق المؤشر بنهاية الفترة الصباحية على مكسب 143 نقطة بعد أن نفذ عليها نحو 136 مليون سهم على 186 صفقة بإجمالي قيمة 9.4 مليار ريال . باستثناء ست شركات ارتفعت جميع شركات السوق خلال الفترة الصباحية وباستثناء البنوك والتأمين والاتصالات سجلت جميع القطاعات نتائج إيجابية.
مع بداية تداولات الفترة المسائية وبعد اجتياز موجة بيع عند أول لحظات الافتتاح تعود بالمؤشر والسوق إلى مستوى 13705 نقاط وذلك خلال 15 دقيقة من الافتتاح، ارتداد آخر جديد بالمؤشر إلى مستوى 13824 نقطة وذلك عند الساعة الخامسة مساء، جني أرباح سريع قصير محدود خلال أربع دقائق يعود بالمؤشر هذه المرة إلى مستوى 13751 نقطة. الملاحظ هنا استمرار الارتفاع التدريجي للمؤشر رغم سلسلة متتالية من عمليات جني الأرباح والارتدادات إلى السوق، كذلك يلاحظ استمرار ضيق نطاق هذه التذبذبات والارتدادات بشكل مستمر خلال تداولاوت يوم أمس منذ أولى لحظات الافتتاح الصباحي مما جعل مهمة المضارب اليومي تصبح أكثر صعوبة خاصة خلال معظم أوقات الفترة المسائية من التداول، وعلى هذا المنوال ارتداد آخر وأيضا محدود وسريع حيث يتضح بشكل جلي أن وصول المؤشر إلى تلك المستويات رفع مستوى الحذر والقلق لدى كثير من المتداولين مما انعكس في حالة من عدم الاستقرار والتغيرات السريعة والقصيرة على الحركة العامة للمؤشر العام للسوق ورغم ذلك يقترب المؤشر من الوصول إلى أعلى مستوى وصل إليه خلال الفترة الصباحية, وذلك حينما وصل إلى مستوى 18834 نقطة وذلك في تمام الساعة 17:21 مساء ولكن الاقتراب من هذا المستوى كان أدعى إلى أن تتكرر عملية جني الأرباح التي حدثت للمؤشر والسوق في المستوى نفسه خلال الفترة الصباحية وفعلا يعود المؤشر إلى الهبوط في تطابق تام مع الفترة الصباحية ليكون مستوى 13633 نقطة دعما قويا لإيقاف هبوط المؤشر ولبدء عملية ارتداد جديدة تتم مواجهته بموجة بيع متوسطة عند الساعة 17:49 مساء ويتم استيعاب جميع عمليات البيع ليواصل المؤشر رحلة الصعود بشكل أكثر حذر ليتم تجاوز أعلى مستوى وصل إليه المؤشر خلال الفترة الصباحية وذلك عند الوصول إلى قمة 13900 نقطة عند الساعة 18:14 مساء لتبدأ من هذا المستوى والتوقيت ضغوط عمليات البيع من المضاربين اليوميين التي ينتج عنها هبوط يقود المؤشر للهبوط بشكل حاد إلى مستوى 13686 نقطة وذلك عندما يتم دعم المؤشر عند ذلك المستوى في تمام الساعة 18:25 مساء من خلال عمليات شراء محدودة في قطاع الصناعة وفعلا ينجح ذلك في إعادة توجيه المؤشر والسوق إلى المنحى الإيجابي ولكن لم ينعكس ذلك على جميع القطاعات والشركات بالقوة نفسها ليغلق المؤشر بنهاية تداولات اليوم على مستوى 13817 نقطة محققا مكسبا بمقدار 180.86 نقطة بنسبة 1.33 في المائة. على مستوى السيولة في السوق فقد لمست 18.4 مليار ريال نفذ من خلالها 242.4 مليون سهم على 360 ألف صفقة فيما ارتفعت 66 شركة وانخفضت 12 شركة أخرى.