غياب رواد صناعة التكنولوجيا العالميين عن "جيتكس السعودية" يثير العديد من التساؤلات

غياب رواد صناعة التكنولوجيا العالميين عن "جيتكس السعودية" يثير العديد من التساؤلات

غياب رواد صناعة التكنولوجيا العالميين عن "جيتكس السعودية" يثير العديد من التساؤلات

قبل موعد معرض جيتكس السعودية بأسابيع، بدأ فريق العمل في ملحق صناعة المعلومات في "الاقتصادية" بإعداد خطة عمل وآلية لتغطية المعرض الذي يعد أكبر معرض تقني في المملكة، لإظهاره بالصورة اللائقة، وإيصال الصورة كاملة لمن لم يحالفهم الحظ في زيارته، خصوصا أولئك القاطنين خارج مدينة الرياض.
ومع انطلاقة المعرض، الأحد الماضي، صدم زواره هذا العام، بالرغم من حضور 600 شركة متخصصة في تقنية المعلومات والاتصالات، بغياب كبريات شركات تقنية المعلومات العالمية، مثل "مايكروسوفت" و"آي بي إم"، و"إتش بي"، وغيرها من رواد صناعة تكنولوجيا المعلومات، الأمر الذي يجعل غيابها يطرح تساؤلات عديدة، هل بدأ معرض جيتكس السعودية يفقد بريقه؟
وعلى الرغم من أن نسبة السعوديين الزائرين لمعرض جيتكس دبي تحتل المركز الأول بين أعداد الزائرين للمعرض، إلا أن نوعية الزائرين في دوراته في السعودية لا تزال تقتصر على هواة الكمبيوتر والخدمات الإلكترونية، بعيدا عن المحترفين الذين يحرصون على حضور دوراته المنعقدة في دبي، فهل السر يكمن في نوعية الشركات العارضة أم في صغر مساحة العرض التي منعت أعدادا إضافية من الشركات المتخصصة، حيث لا تتعدى مساحته الحالية عُشر مساحة معرض جيتكس دبي، الذي يحتوي على عشر قاعات، تعادل مساحة كل منها مساحة معرض جيتكس السعودية، الذي زاد من مساحة العرض الأساسية من عشرة آلاف متر مربع إلى 14 ألف متر مربع، حيث كانت الزيادة عبارة عن خيمة تم نصبها في ساحة المعرض، إضافة إلى المساحة المخصصة لمعرض جيتكس التسوق.
وتستهدف شركات التقنية العالمية والإقليمية المشاركة في "جيتكس دبي"، السوق السعودية بالدرجة الأولى، حيث تعتبر المملكة العربية السعودية سوقاً استراتيجيةً مهمة بالنسبة لها، وهي على ثقة كبيرة بفرص النمو الكبيرة التي توفرها أسواقها، حيث تحرص على تخصيص استثمارات كبيرة بهدف الدخول للسوق وتعزيز مكانتها فيه! فتلك الشركات على ثقة بمساهمة مشاركتها الناجحة في معرض "جيتكس دبي" في ترسيخ مكانتنا في الأسواق الخليجية بشكل عام والسعودية بشكل خاص.
أضف إلى ذلك عدم توافر مركز إعلامي لخدمة الصحافيين ليتم من خلاله إرسال الأخبار وتصفح الإنترنت والبريد الإلكتروني، كموقع لالتقاء أصحاب الشركات بالصحافيين. وبالرغم من تكرار طلب الصحافيين وحاجة الشركات العارضة إلى إيجاد هذا المركز كرابط بالصحافة ووسائل الإعلام المختلفة، يسهم في إطلاع جمهور القراء والمشاهدين على محتوى المعرض وما في جعبة العارضين من أدوات تقنية حديثة، إلا أن هذه الطلبات لا تجد لها مستجيبا، رغم أنه يسهم بشكل مباشر في نجاح المعرض.
ورغم المطالبات في دورات المعرض السابقة بتوفير قاعات لإقامة المحاضرات، فإنه لا تتوافر سوى قاعة اجتماع واحدة فقط، وهي غير كافية لمعرض له ثقله في المملكة، فكيف يمكن إتاحة الفرصة لهذا العدد من العارضين لعقد ما لديهم من محاضرات على هامش المعرض.
وتضيق ممرات معرض جيتكس التسوق بزوارها، وهي لا تتسع سوى لشخصين للمرور في ذات الوقت، فيما يحتاج زواره إلى تعليق أنابيب الأوكسجين على ظهورهم للوصول إلى آخر عارض. فمعظم زوار "جيتكس" يستهدفون زيارة هذا الجزء من المعرض للحصول على أجهزة الكمبيوتر وملحقاته بأسعار منخفضة، والتي لا تتوافر سوى في معارض الكمبيوتر. هذا الجزء من المعرض لا تتعدى مساحته ألفي متر مربع يكتظ فيه غالبية الزوار صغارا وكبارا، فيما أن جيتكس التسوق في دبي قد خصص معرضا مستقلا بمساحة تزيد عشرات المرات عن معرض التسوق المحلي، ويبعد عدة كيلو مترات على معرض المحترفين.
أضف إلى ذلك مواقف السيارات التي لا يتجاوز نسبتها 10 في المائة من احتياج زوار المعرض، حيث تنتشر سيارات الزوار في مواقف الأسواق المجاورة والأراضي الفضاء في الأحياء المجاورة، مع عدم توافر وسيلة نقل تسهم في خفض الازدحام في طريق الملك فهد وشارع العليا العام، والشوارع المؤدية للمعرض.
واقتصر النشاط التسويقي للمعرض من قبل العارضين على توزيع النشرات من قبل شباب يتجولون في أنحاء المعرض، دون الاعتماد على التسويق الاحترافي ضمن منصات العرض. إضافة إلى جهل شريحة كبيرة من المجتمع لنشاط المعرض الفعلي وما يعرضه من منتجات، لأسباب تعود إلى ضعف التسويق ومن ضمنها الجانب الإعلاني للمعرض، فمعظم زواره يهتمون بشكل لافت للانتباه للحصول على أكبر عدد من المنشورات التي توفرها الشركات العارضة دون الوقوف على ما لدى الشركات من تقنيات حضرت لعرضها في هذا المعرض.
وأشار عدد من مديري ورؤساء الشركات المشاركة في المعرض إلى ضرورة إعادة تأهيل هذا المعرض بما يتناسب مع حجمه واسمه الذي اكتسب العالمية.
وركز سعد الطوالة مدير عام شركة شبكة الحلول، المشاركة في المعرض، إلى أهمية قيام القطاعات الحكومية والشركات بتوقيع عقود مشاريعهم في مجال التقنية والاتصالات مع شركات القطاع الخاص في "جيتكس" لإعطائه زخم وأهمية كبرى؛ لأن المعارض تقيم بحجم الصفقات التي وقعت، والكلام للطوالة، والتي حتما ستغري الشركات الكبرى بالمشاركة في هذا المعرض لتفوز بنصيب من تلك الصفقات، وذلك على غرار المعارض في الدول المجاورة والدول العالمية. وأضاف الطوالة "أن مساحة معرض جيتكس لا تتناسب وحجم السوق السعودية، الذي يعد الأكبر في المنطقة، ومن ثم يجب تخصيص مساحة أكبر في المستقبل يليق وحجم وإمكانيات السوق السعودية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات".

الأكثر قراءة