تفاؤل بمستقبل النفط في مؤتمر كولورادو العالمي.. ونقاش حاد حول سياسات الإنتاج
أكد مايكل لينش رئيس الشركة الاستشارية "سييرز" في ورقة ألقاها في المؤتمر العالمي للطاقة، الذي يعقد حالياً في مدينة بولدر في ولاية كولورادو الأمريكية، أن ما نشر من شكوك حول احتياطيات النفط في المملكة هي مجرد "إشاعات" فقط. واستعرض العديد من الأدلة التي تثبت خطأ من شكك في قدرة "أوبك" على زيادة الإنتاج في السنوات الثلاث الأخيرة، أو قدرتها على الزيادة في المستقبل. وعزز من ذلك الاعتقاد ورقة ألقاها إيفان ساندريا محلل شؤون العرض في منظمة الأقطار المصدرة للنفط "أوبك" استعرض فيها كل مشاريع توسيع الطاقة الإنتاجية في "أوبك"، مشيراً إلى الزيادات الكبيرة في إنتاج "أوبك" خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وفي جلسة أخرى استعرض ياسر مفتي مستشار توقعات الطاقة في دائرة التخطيط في أرامكو السعودية، ممثل السعودية في لجنة "أوبك" الاقتصادية، أوضاع سوق النفط العالمية. كما استعرض مشاريع توسعة الطاقة الإنتاجية التي تقوم بها "أرامكو" حالياً حيث أشار إلى أن توسعة مشروع خريص وحدها ستضيف إنتاجاً يساوي كل ما تنتجه أنجولا حالياً، بإضافة 1.2 مليون برميل يومياً في 2009.
وانتقد مايكل لينش العديد من مسوغات ارتفاع الأسعار التي قدمها المحللون، حيث أشار إلى أن حصة "أوبك" السوقية لم تتغير في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يعني أن "أوبك" لم تخفض الإنتاج لرفع الأسعار. ولا يمكن لوم الصين أيضاً لأن معدلات النمو العالية بدأت عام 1991 حيث وصلت إلى أكثر من 12 في المائة بين عامي 1992 و1994، ومع ذلك انهارت الأسعار عامي 1994 و1998. ففي عام 1994 بلغ معدل نمو الاقتصاد الصيني نحو 13 في المائة، بينما كان هذا المعدل 9.8 فقط عام 2004. وأشار إلى أن الطاقة الإنتاجية وحدها لا يمكن أن تفسر الارتفاع الكبير في أسعار النفط لأن المستويات الحالية أعلى مما كانت عليه الطاقة الإنتاجية الفائضة في فترة الأسعار المنخفضة بين عامي 1993 و1995. وأكد لينش أن مستويات المخزون التجاري لا يمكن أن تفسر ارتفاع الأسعار الأخير فمستويات المخزون الحالية أعلى مما كانت عليه عام 2000، وأعلى مما كانت عليه في بداية عام 2003. واستعرض لينش سياسات الإنتاج في الدول المنتجة في محاولة لمعرفة ما إذا كان إبقاء النفط في مكامنه أفضل للدول المنتجة من إنتاجه. واستنتج لينش أن الخيار الأمثل يتمثل في إنتاج النفط واستغلال العائدات في مشاريع استثمارية. واستعرض العديد من الأمثلة التي تؤكد هذه الفكرة حيث قارن بين السياسات البريطانية والنرويجية في تطوير بحر الشمال، مشيراً إلى أن تبني النرويج سياسات زيادة الإنتاج منذ نهاية السبعينيات إلى حصول النرويج على عوائد أعلى بكثير من بريطانيا التي طورت إنتاجها فيما بعد وباعت نفطها بأسعار رخيصة.
كما أشار إلى أن تأخر الكويت في تطوير "مشروع الكويت" لتطوير حقول الشمال رفع تكاليف تطوير هذه الحقول وأثر في ربحيتها. وأكد لينش أن هناك مبالغة في احتمال بلوغ الإنتاج العالمي ذروته، الأمر الذي يعني أن أسعار النفط ستنخفض في المستقبل، لذلك فإنه من الأفضل زيادة الإنتاج حالياً.
لكن استنتاجات لينش لم تلق ترحيباً من بعض الخبراء، فقد أشار أوستين نورينج الخبير النفطي النرويجي، إلى أنه ليس هناك أي حافز حالياً لقيام روسيا ودول "أوبك" بزيادة الإنتاج بسبب الفوائض المالية المتراكمة لديها التي بلغت مئات المليارات من الدولارات. وأكد نورينج أن الدول المنتجة، خاصة بلده النرويج، قلقة بشأن أثر أي زيادة في الإنتاج على أسعار النفط في المستقبل. وأكد أن اقتناع البلاد المنتجة بأن أي زيادة في الإنتاج قد تخفض الأسعار سيمنعها من الإنتاج.
وعلق خبراء آخرون على استنتاجات لينش بأنها مبنية على طرق غير صحيحة لأن الحسابات التي قام بها لم تأخذ في الاعتبار انخفاض الدولار أو احتمال تجميد الأموال الإضافية المستثمرة في البلاد الغربية.
وأكد أحد المشاركين أنه لو تم اعتبار سعر صرف الدولار والمخاطرة لأمكن الاستنتاج بأن أفضل سياسة حالياً للدول المنتجة هو عدم زيادة الإنتاج أو الاستثمار لإضافة طاقة إنتاجية كبيرة.