الطاقة التقليدية .. قوة قديمة جديدة

كينيث باركر رئيس اتحاد الصناعة النووية البريطانية NIA، ينظر بتفاؤل إلى المستقبل، لأن الدلائل تشير إلى أن الصناعة النووية تسير عام 2006 إلى الأمام. وبينما تسيطر الأيديولوجية في ألمانيا على النقاش حول الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، تعاظمت في مناطق أخرى المشاريع الاقتصادية في هذا الميدان.
ومن الملاحظ أن هذا الاتجاه سيستمر على المدى البعيد، وتتوقع وكالة الطاقة الدولية IEA أن استهلاك الطاقة في العالم سيزيد حتى 2030 بنسبة 60 في المائة. وبناء على هذا السيناريو فقد خططت معظم الدول الصناعية لاستخدام الطاقة النووية في إطار تعددية مصادر الطاقة المختلفة. وفي الوقت الحالي يتم حاليا بناء 30 مفاعلا ذريا أو التخطيط لذلك في 12 دولة.
وعلى سبيل المثال ارتفعت أسعار أسهم شركة كاميكو الكندية المتخصصة في إنتاج اليورانيوم بشكل ملحوظ، كما أنه من المتوقع أن تحقق الشركة الأمريكية دوراتيك، المتخصصة في إزالة النفايات الذرية، أيضا أرباحا باهرة.
وعلى المدى البعيد فإن شركة كاربون س. ج. إل في مدينة فيسبادن الألمانية تستحق الاهتمام، لأن هذه الشركة ستزود ما يسمى الجيل الرابع من المفاعلات النووية في مطلع العقد المقبل بالعناصر اللازمة للإنتاج بناء على مادة الجرافيت. ومن بين ما تنتجه هذه الشركة المعدات الكروية الشكل التي تحفظ فيها المواد النووية المعدة للاحتراق بالإضافة إلى أجزاء من المفاعل. وعلى الرغم من نشاط هذه الشركة الألمانية فإنه من المتوقع أن شركة أريفا الفرنسية ستلعب في أوروبا الدور الرئيس. ويعود نجاح "أريفا" إلى الدعم الذي تتلقاه من البرنامج النووي الفرنسي.
بيد أن الانبعاث لا يقتصر على المفاعلات النووية، فمن المرجح أن المحطات المدارة بالفحم الحجري ستدخل على المدى المنظور إلى الأسواق، وعودتها المنتظرة أصبحت كالموسيقى في آذان المصانع التي تبني مثل هذه المحطات. وبينما لا تشكل مثل هذه المشاريع عاملا حاسما للشركات الكبيرة مثل "سيمنز" و"جنرال إلكتريك" فإنها ستكون ذات تأثير كبير في "أستوم" و"إيه. بي. بي"
وتعتبر شركة المناجم العملاقة BHP التي تنتج أيضا اليورانيوم إلى جانب "ريو تينو" و"سي. في. آر. دي"، وخاصة الشركة السويسرية "إكستراتا" من أهم الشركات المنتجة في هذا المضمار. وتتبع هذه الشركة السويسرية المذكورة سياسة نمو عدوانية وبهذا فقد وضعت حجر الأساس لأرباح مستقبلية هائلة.