اتجاهات جديدة لهزيمة الفقر على المستويين المحلي والعالمي

يناقش هذا الكتاب موضوع مستقبل الثروة المادية والمعنوية، ويقدم شكلا ثوريا للثروة سيكون له الفضل في إعادة تصميم حياتنا وشركاتنا والعالم أجمع في السنوات القليلة المقبلة.
يتناول الكتاب كل شيء في الحياة، من العائلة والوظائف إلى ضغوط الوقت وتزايد صعوبات الحياة اليومية وتعقيداتها. تشمل الموضوعات التي يستعرضها الكتاب: الحقائق والأوهام والمال، ويلقي الضوء على صدمة التغيير ومعاداة التغيير في العالم من حولنا وفي داخل كل منا أيضا.
يرى الكتاب أن الاتجاهات الثورية لمفهوم الثروة اليوم تقدم فرصا لا تعد ولا تحصى ومسارات جديدة للحياة ليس فقط لرجال الأعمال، وإنما للمتخصصين في المجالات الاجتماعية والثقافية والتعليمية.
تفتح هذه الاتجاهات الجديدة الباب أمام إمكانات جديدة لهزيمة الفقر على المستويين المحلي والعالمي. إلا أن هذه الدعوة المفتوحة لا تخلو من المخاطر، إذ يصاحبها تحذير من أن المخاطر ليست فقط متعددة وإنما تتزايد حدتها مع مرور الوقت، وأن المستقبل يحتاج إلى من يمتلك الشجاعة اللازمة لاقتحام الصعاب واجتياز المخاطر.
يتطور العالم من حولنا بأسرع مما يمكننا استيعابه، فالتطورات التكنولوجية المتلاحقة والتقدم الذي يتسارع في مختلف المجالات يجعل من الصعب التنبؤ بما يحدث في المستقبل القريب. فمَن كان يتوقع مثلا منذ عشرين عاما تداعيات تلك الثورة التكنولوجية الهائلة التي أحدثها التطور في مجال الاتصالات والتي أثمرت عن انتشار الهواتف النقالة؟
وفي الوقت نفسه تتزايد المخاطر والتهديدات التي يواجهها العالم، فمن الكوارث البيئية غير المتوقعة إلى انتشار مرض الإيدز في إفريقيا الذي يهدد أجيالا كاملة في القارة السوداء، إلى الكوارث البيولوجية الناتجة عن ظهور أنواع جديدة من الأمراض، إلى التلوث الذي طال كل شيء من حولنا والذي تسبب في زيادة الأمراض كالسرطان مثلا.
للهروب من الكل يلجأ الكثيرون إلى العوالم الافتراضية، فالإعلام الافتراضي الذي لا يلتزم بالشفافية ينقل صورا وأحداثا قد تكون حقيقية ولكنه ينقلها بطريقة تضفي عليها المعني المغلوط المراد نقله، بينما يلعب الكثيرون ألعابا افتراضية على الإنترنت يدفعون فيها أموالا للفوز بمكاسب وهمية في معارك افتراضية.
يصف الكتاب في عجالة الترتيب العالمي الجديد والمشكلات التي تواجه الإمبراطورية الأمريكية واتساع الاتحاد الأوروبي رغم المشكلات التي تواجهها الدول الأوروبية، بينما يحذر الكتاب المرة تلو الأخرى من العملاق الصيني المرشح لأن يكون القوة العظمى المقبلة.
في مواجهة كل هذه التطورات يجد الأفراد أنفسهم في موقف ضعيف، خاصة عندما يعود كل منهم إلى منزله ليجد أمامه الكثير من المشكلات الشخصية. وتتصاعد تساؤلات مثل هل سيحصلون بالفعل على المعاش المتوقع عند التقاعد؟ وهل سيكفي لمواجهة الحياة بعد عشرات السنوات التي قضوها في العمل أم ستواجههم مشكلات مالية في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة؟