تقنية بلوتيك محركات ديزل نظيفة للغاية تعتمدها كبرى مصانع السيارات فقط

تقنية بلوتيك محركات ديزل نظيفة للغاية تعتمدها كبرى مصانع السيارات فقط

منذ ما يزيد على 70 عاماً قامت شركة مرسيدس بنز باستخدام الديزل وقوداً لبعض محركات سياراتها وذلك ضمن مبدأ الاحتراق الداخلي الذي اخترعه المهندس الألماني رودولف ديزل, ومنذ ذلك التاريخ وسيارات مرسيدس تشتهر بالعديد من طرزها في فئة السيدان إذ كان استخدام الديزل مقتصراً على المركبات التجارية الكبيرة والشاحنات.
ومنذ ذلك الوقت طورت مرسيدس محركات الديزل الخاصة بها واشتهرت مجموعة كبيرة من سياراتها في هذا المجال ومنها طراز الفئة إي الذي حمل في ذلك الوقت تسمية 190 الذي اشتهر كثيراً كونه كان سيارة الأجرة الأشهر في العالم وتميز بالجودة والخدمة الطويلة.
وعلى الرغم من الطابع الاقتصادي لمحركات الديزل إلا أنه كان في المقابل يتميز الانبعاثات السامة التي كان يطلقها والتي كانت تصل إلى مستويات عالية جداً، إضافة إلى أن محركات الديزل لم تكن توفر القدرة الكافية للسيارة مقارنة بما توفره محركات البنزين، علاوة على ذلك كان محرك الديزل يتميز بضجيجه المرتفع الذي يلفت الانتباه.
ومع الزمن تطورت محركات الديزل التي تعتمدها سيارات مرسيدس بشكل متفاوت، ومن أجل تفعيل قدرات محرك الديزل تم تزويده بشاحن هواء (تيربو) ساعد بشكل كبير على زيادة قدرة المحرك بشكل واضح وزيادة العزم الذي كانت تفتقده هذه السيارات خصوصاً في المناطق الجبلية.
وفي فترة التسعينيات من القرن الماضي حصلت محركات الديزل عند "مرسيدس بنز" على دفعة تقنية عالية تمثلت في اعتماد نظام البخ المباشر (سي دي آي) وكذلك اعتماد أربعة صمامات لكل أسطوانة, الأمر الذي أسهم بشكل كبير في تخفيض نسبة استهلاك الوقود بشكل كبير وزيادة عزم وقدرات السيارة بشكل أكبر، وقد سمح هذا الأمر باعتماد محركات الديزل في سيارات فاخرة كبيرة مثل الفئة إس المترفة.
وبقيت المشكلة الكبرى تتمثل في كمية الانبعاثات السامة التي تفرزها سيارة مزودة بمحرك يعمل بوقود الديزل, خصوصاً أن جميع شركات السيارات كانت مطالبة ضمن قوانين حماية البيئة في أوروبا والولايات المتحدة بمعدلات منخفضة جداً من الغازات السامة، ونجح مهندسو شركة مرسيدس من خلال تقنية بلوتيك الجديدة في خفض معدلات الانبعاثات السامة بنسبة كبيرة جداً وصلت إلى أكثر من 80 في المائة، وكانت المشكلة الكبرى التي تواجه محركات الديزل هي مشكلة انبعاث كميات كبيرة من أوكسيد النيتروجين والكبريت، واستطاع مهندسو الشركة تخفيض هذه النسب من خلال اعتماد مرشحات (فلاتر) خاصة متطورة مزودة بحفازات مثبتة عند مخارج العادم المتصلة بالمحرك تعمل على امتصاص الهيدروكربون غير المحترق، وتقوم بأكسدة كربون الأكسيد الأحادي. كذلك تم اعتماد محولات خاصة تقوم بتخفيض نسبة أكسيد النيتروجين بنسبة عالية تصل إلى 80 في المائة.
من ناحية أخرى يعتمد نظام بلوتيك على نظام إدارة إلكتروني متطور للمحرك، يقوم بضبط صمامات المحرك مع نظام البخ المباشر، وهو متصل مع شاحن الهواء (التيربو) ويقوم بإدارة هذه الأنظمة كاملة بشكل إلكتروني كامل.
من الناحية الاقتصادية تتميز المحركات التي تعتمد على تقنية بلوتيك باستهلاكها المتدني من الوقود، حيث تقل نسبة الاستهلاك بمعدل 20 إلى 40 في المائة مقارنة بمحركات البنزين، كما أنها تتميز بضجيجها المنخفض مقارنة بما كانت تسجله هذه المحركات من مستويات.
وفي معرض ديترويت الذي أقيم أوائل هذا العام في الولايات المتحدة قدمت شركة مرسيدس طرازين جديدين مزودين بمحركات ديزل تعمل بتقنية بلوتيك، الطراز الأول هو مرسيدس إي 320 بلوتيك وهو يعتمد على محرك ديزل مكون من ست أسطوانات على شكل سبعة تبلغ سعته 3.2 لتر ويولد طاقة تصل إلى 211 حصاناً، ويبلغ عزم دورانه 560 نيوتن/م وهو عزم مرتفع جداً يضاهي العزم الذي توفره محركات مكونة من ثماني أسطوانات أو حتى مكونة من 12 أسطوانة، وهذا المحرك يوفر للسيارة قدرات ممتازة على صعيد التسارع والسرعة القصوى لم تكن لتتوافر لمحركات الديزل من قبل.
أما الطراز الثاني فهو طراز جي إل 420 وهو يعتمد على محرك ديزل مكون من ثماني أسطوانات على شكل سبعة ويولد طاقة تبلغ 306 أحصنة وهي قريبة من الطاقة التي كان يوفرها محرك مرسيدس سعة خمسة لترات والمكون من ثماني أسطوانات الذي يعمل على البنزين وهو المحرك الذي كان معتمداً في الفئة إس السابقة.
ويحقق هذا المحرك أرقاماً خيالية فيما يخص عزم الدوران، فهو يصل إلى 711 نيوتن/م وهي أرقام خيالية بكل المقاييس تضاهي وحتى تزيد على القدرات التي يوفرها محرك في 12.
أخيراً ومع المبيعات الهائلة التي تحققها السيارات العاملة بالديزل التي تصل في بعض البلدان إلى أكثر من 70 في المائة، ومع ارتفاع أسعار البنزين عالمياً، فإن تقنية بلوتيك ستحقق نجاحاً كبيراً في الأسواق العالمية, خاصة أنها تلبي متطلبات الدول الصارمة فيما يتعلق بمستوى الانبعاثات السامة، وكذلك فيما يختص بمعدلات استهلاك الوقود المتدنية.

&nbsp;<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/S-1.jpg" align="absmiddle" width="312" height="198"></p>

الأكثر قراءة