تقلّص وزن ألمانيا الاقتصادي في منطقة اليورو

تقلّص وزن ألمانيا الاقتصادي في منطقة اليورو

في بداية التسعينيات تمت بلورة فكرة الوحدة النقدية الأوروبية، وبناء على هذا تخلي الألمان عن المارك عملتهم المحببة، وتم تأسيس البنك الأوروبي المركزي وفقاً لنموذج البنك المركزي الألماني. وبدا الأمر حينها وكأن الاقتصاد الألماني، وهو أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، سيفرض سيطرته على السياسات المالية والاقتصادية في الاتحاد، ولكن يبدو أن هذا الأمر محل شك حالياً.
إن الحجم الاقتصادي لألمانيا ليس أكبر مما كان سابقاً. وعلى ما يبدو أن الأمر ينحدر منذ أعوام، حيث أسهمت ألمانيا خلال العام الماضي بنحو 28.2 في المائة من القوة الاقتصادية لمنطقة اليورو، بينما أسهمت بنحو 34.9 في المائة من اقتصاد منطقة اليورو عام 1995، عندما لم يكن اليورو موجوداً بعد. ولكن رغم هذا، لا تزال ألمانيا المتنامية أكبر اقتصاد في الاتحاد النقدي، ولكن يتناقص حجم خطر خسارة وزن ألمانيا ببطء شديد. فمنذ عام 1995 تقلّص وزن ألمانيا الاقتصادي في منطقة اليورو ليصبح بقدر حجم هولندا. وهي تُعد باستمرار الدولة الخامسة في الاتحاد النقدي، ولهذا يمكن للمرء أن يُقلقه شأن مرتبة القمة.
وفي المقابل تشير بعض الدول الأخرى إلى تحسّن مجرياتها، حيث تحتل فرنسا وإيطاليا المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي على قائمة الترتيب، وحافظتا على حصصهما من حجم القوة الاقتصادية الإجمالية منذ عام 1995 ضمن تأرجح طفيف.
ورفعت إسبانيا، رابع أكبر دولة في منطقة اليورو، من حصتها نحو ثلاث نقاط في المائة بصورة ملحوظة. وأشارت اليونان إلى زيادة بنحو 0.7 نقطة في المائة، ما ساعدها على التفوق على فنلندا منذ بضعة أعوام. وما يساعد الدول على اللحاق بالركب بعض الشيء هو ارتفاع معدل التضخّم لديها أكثر من ألمانيا. وتشهد إيرلندا أفضل شكل من التطوّر، والتي تمكّنت من أن تكون نجمة النمو في منطقة اليورو في عام 2005 للمرة الثانية، وسحبت هذا الظهور الساطع من فنلندا. ومنذ عامين تفوّقت إيرلندا على البرتغال، وهي رابع أصغر دولة في منطقة اليورو.
ولا يمكن لألمانيا أن تحلم بمثل هذا النجاح كرائدة للقمة، ولكن إلى متى ستبقى رائدة القمة؟ وإذا عكس المرء تطوّر العقد الماضي، يمكن لفرنسا أن تزيح ألمانيا عن القائمة في غضون 18 عاماً.
وتحتل إيرلندا مباشرةً المرتبة الخامسة على القائمة. ولكن من يدري أي الدول التي من الممكن أن تنضم بعد إلى الاتحاد النقدي حتى ذلك الحين، أو فيما إذا كان اليورو سيكون ما زال مستخدماً، أو فيما إذا كانت الحكومة الألمانية تكون حينها قد وضعت برنامجاً للنمو أصلاً؟

الأكثر قراءة