الأطعمة الصينية والـ "سوشي" اليابانية تغزو ألمانيا
يقع مطعم بوزر تشاينيز للوجبات الصينية تماما بجوار مطعم روتن لاتيرنيه في دوسيلدورف، كما تنتشر فروع المطعم المتخصص في تحضير المكرونة اليابانية "موش موش" باتساع منطقة نهري الراين والماين، وحتي في هامبورج يرتاد المواطنون مطعم آسيان براسيري تشيلي كلوب. ويؤكّد شتيفاني هيكيل من رابطة الفنادق الألمانية، أن المطبخ الآسيوي ينتمي إلى أفضل المطاعم في العالم.
وعلى ما يبدو فإن آسيا تمسك بزمام المبادرة والتقدّم في مجال مطابخ الأكل الجيد والطعام الشهي إلى جانب دورها أيضا في تجارة المواد الغذائية، حيث إن المكونات المُستخدمة طازجة، ويتم تحضير الأطباق بحيث تكون قليلة الدسم، وطهيها على النار لفترة قصيرة جداً، وتنتشر الروائح الشهية في المكان، وبلا شك فإن الصدارة في وصفات الطعام اليابانية.
وتتناسب الأطباق الآسيوية اليوم مع ذوق العصر، ويري بيري نيرهاوس من مؤسسة استشارات مطابخ الطعام الشهي في فرانكفورت، أن الألمان يُخدعون منذ 20 عاماً ببعض المطابخ الصينية السيئة. ويبدو أن نيرهاوس مقتنع في الوقت ذاته بأن الحماس الآسيوي الجديد من قبل الألمان سيحظى بالاستمرارية، فالأطباق الآسيوية تتمتّع بأنها خفيفة بصورة عامة، وصحيّة.
وحسبما جاء في استفتاء لمؤسسة ألينزباخ Allensbach لدراسة أفضل المطابخ الأجنبية بالنسبة للألمان، يحتل المطبخ الصيني المرتبة الثانية، عقب المطبخ الإيطالي الذي يحتل المرتبة الأولى دون منازع.
ويمكن إيجاد المطابخ الصينية على مدى اتساع البلاد، حيث يسجل المدخل الرئيسي إلى شبكة الإنترنت Portal نحو 3500 موقع حول الصين في ألمانيا.
وليس بمقدور المطابخ الآسيوية الأخرى اللحاق بركب المطبخ الصيني بسرعة كبيرة، لأن الأطباق اليابانية، السوشي مثلاً، لا يزال أغلب الظن بعيداً على أن يكون طبقاً شعبياً بعد. ويشير بيريه نيرهاوس بالفعل إلى التطوّر السريع الذي حظي به مطبخ الطعام الشهي في كل من أمستردام ولندن، حيث تُعد كلتا المدينتين مؤسِسَتين أوربيتين لاجتذاب جميع أنواع المطابخ العالمية نظراً لتنوّع ثقافات واختلاف أجناس المواطنين هناك.
وما يجتذب الألمان في بعض المطاعم إلى حدٍ بعيد أسعارها الزهيدة. وعلى ما يبدو أن قائمة الطعام الآسيوي قد احتلت مساحة كبيرة وأكيدة ضمن أماكن تناول الطعام التقليدية، مثل الكافتيريات، المستشفيات، وحجرات الطعام في المدارس والكليات، حيث يحتل المتخصصون الآسيويون في التصنيف العام للأطباق الأجنبية من السلطات والمكرونة حالياً المرتبة الثالثة، بينما كانوا لا يزالون في المرتبة 12 عام 2004، كما ورد عن الصحيفة المتخصصة "جي ف براكسيس" gv Praxis.
والحقيقة التي تقول إن آسيا أصبحت على كافة الألسن، ليست بفضل متاجر بيع الأسعار المُخفّضة أخيراً، حيث بدأت أسواق "ألدى" في جنوب ألمانيا بما يُسمى "الأسابيع الآسيوية"، وأصبح حليب جوز الهند، والكامبوتشا مطلوبين من قبل فئة واسعة من الزبائن فجأةً.
واجتذبت الأسواق المنافسة من متاجر الأسعار المُخفّضة نحو 30 إلى 40 من منتجات مختلفة ضمن عروض آسيوية خاصة. ولكن بالفعل، يُثير ازدياد حجم المنتجات الآسيوية في الأسواق خطر التخمة والإغراق. وبناءً على الشائعات المنتشرة، تنوي أسواق ألدي في شمال البلاد التخفيف من سرعة انتشار العروض الآسيوية الخاصة، وإلغاء الأسبوع الآسيوي خلال العام الجاري. وعلى أية حال، ما زالت بعض المنتجات الآسيوية تمتلك بعض الدفعات لتبقى ضمن تصنيفات المنتجات المتنوّعة، ومنها حليب جوز الهند.
وعلى ما يبدو فقد اعتاد الألمان بصورة جذرية على المذاق الآسيوي، فقد قدّر خبراء مراقبة البيانات حجم المبيعات من المواد الغذائية الآسيوية ـ الهندية بنحو 125 مليون يورو من حجم تجارة بيع التجزئة الألمانية عام 1999، وبلغت عام 2004 نحو 228 مليون يورو، ومن المتوقّع أن تصل عام 2009 إلى نحو 380 مليون يورو.
وتضع الأسواق التجارية في الوقت الراهن منتجات آسيوية خالصة على رفوفها، حيث يوجد لدى أسواق "ريفي" Rewe وحدها داخل ألمانيا ما يزيد على 200 نوع من مصنفات الأغذية الجافة. وتنتمي الأصناف الآسيوية ذات المعايير القياسية الخاصة منذ فترة طويلة إلى فئة المواد الغذائية ذات الأسعار الباهظة نوعاً ما في المتاجر الكبرى، حيث يوجد ضمن فئة المواد الغذائية الراقية في متجر جاليري كاوفهوف في فرانكفورت مثلاً نحو 400 منتج آسيوي، ومن أهم المواد الغذائية ذات الطعم المرموق في المتاجر الكبرى أصناف غذائية تايلاندية، هندية، إندونيسية، يابانية، وصينية. وللمقارنة: توجد في جميع أنحاء ألمانيا عروض من الأصناف الغذائية القادمة من جنوب إفريقيا داخل المتاجر الكبرى يبلغ عددها نحو 350 صنفا فقط.