الأمير محمد بن فهد: تنفيذ مشاريع سكنية خيرية للمواطنين في الشرقية

الأمير محمد بن فهد: تنفيذ مشاريع سكنية خيرية للمواطنين في الشرقية

أكد الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس إدارة جمعية البر في المنطقة، أن الجمعية بصدد تنفيذ عدد من المشاريع السكنية الخيرية لعدد من المواطنين في أغلب مدن ومحافظات الشرقية، وسيعلن عن كامل تفاصيلها وتكاليفها قريبا.
وخلال تدشين "الندوة الأولى للإسكان الخيري والميسر بالمملكة العربية السعودية"، التي تنظمها مشاريع الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز للمساكن الميسرة في المنطقة الشرقية بالتعاون مع كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك فيصل أمس في فندق الخليج ميرديان الخبر، وتستمر لمدة يومين، قال الأمير محمد بن فهد: "لقد أدركت الحكومة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين أهمية توفير المسكن الملائم للمواطن، وجعلت ذلك من أولويات عملها, إذ حرصت على تيسير ذلك، وتوفيره من خلال العديد من الإجراءات من بينها تخطيط الأراضي وتأسيس البنية التحتية، وتقديم القروض السكنية، وإنشاء مشاريع الإسكان وغيرها، ومع ذلك فإن الحاجة تبقى ملحة إلى المزيد من الخطوات والإجراءات، نظرا للزيادة المطردة في أعداد السكان في المدن وخارجها على حد سواء".
وأوضح الأمير محمد أن هناك فئات من المحتاجين الذين لا يتمكنون في جميع الأحوال من الحصول على السكن بإمكانياتهم الذاتية رغم كل هذه الخطوات والمشاريع، وهذه الفئة لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات مهما بلغ مستواه الاقتصادي والاجتماعي، وتلقى هذه الفئة دائما رعاية الدولة والمؤسسات الأهلية وأهل البر والخير من المواطنين، ومن ضمن هذا التوجه جاءت مشاريع المساكن الميسرة في المنطقة الشرقية، التي تنفذها جمعية البر فيها، والتي باشرت في إنشاء مراحل منها في كل من الدمام وهجرة وسيع، كما يجرى العمل على إنشاء العديد منها في المستقبل القريب في مدن المنطقة ومحافظاتها وكان آخرها توقيع عقدي الإنشاء والإشراف على تنفيذ المرحلة الثالثة من هذه المشاريع في محافظة حفر الباطن.
وأضاف أمير الشرقية أنه لا يخفى على الجميع أن الحاجة تظل قائمة لمزيد من الدعم والعون من المواطنين ورجال الأعمال بشكل خاص لإتمام ما تم بدؤه من مراحل، وإنجاز مراحل أخرى من هذه المشاريع واتساع دائرتها، لتشمل محافظات أخرى في المنطقة, مطالبا جميع القادرين من أهل الخير ورجال الأعمال بدعم مشاريع الإسكان الخيري، الذي يخص شريحة من المواطنين محتاجة لهذه المساكن.
كما قال الدكتور عبد الله بن حسين القاضي أمين عام جمعية البر في المنطقة الشرقية، المشرف العام على مشاريع الأمير محمد بن فهد للمساكن الميسرة: "لقد ظلت الحاجة إلى المأوى دائما من أكثر الحاجات إلحاحا وأهمية، لذلك أولت المملكة بنظرة قيادتها الثاقبة العناية البالغة لتوطين البادية، إنشاء الهجر، تخطيط المدن والقرى والمناطق السكنية، تزويدها بما تحتاج إليه من البنية التحتية، الخدمات الصحية والتعليمية، صندوق التنمية العقاري، مشاريع الإسكان المدنية والعسكرية، وغير ذلك من الخطوات التي تهدف إلى مساعدة المواطن على الحصول على المسكن الملائم لأسرته بما يضمن خصوصية الأسرة ويظهر أثره في صحة المواطن النفسية والبدنية وتكيفهم الإنساني والاجتماعي، ورغم هذه الجهود المستمرة فإن الحاجة إلى المساكن وتطويرها تتزايد باستمرار مستجيبة للنمو المتسارع والتغيرات الاجتماعية الأخرى".
وأضاف الدكتور القاضي قائلاً: "لقد كان حرص الحكومة السعودية على راحة المواطن دائما نصب عيني الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية، وهو يتابع ويحث على ارتياد حقول جديدة من حقول البر، تزكو بذورها وتتفتح سنابلها محملة بالخير لأبناء هذا الوطن وذوي الظروف الصعبة والملحة منهم على وجه الخصوص، وهي تلقى دائما نفس الحرص والعناية والاهتمام من الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية, فكان ثمار ذلك مشاريع الأمير محمد بن فهد للمساكن الميسرة في المنطقة الشرقية التي كانت أولى مراحلها إنشاء 148 وحدة سكنية على الأرض التي تبرع بها أمير المنطقة الشرقية الواقعة في حي الفيصلية في الدمام والتي تبلغ مساحتها الإجمالية 40 ألف متر مربع، وبتكلفة تجاوزت 40 مليون ريال تعتبر مرحلة أولى، إضافة إلى بعض المرافق الأخرى كمسجد ومحلات تجارية وروضة أطفال ومستوصف ومجلس حي، وتلا هذه المرحلة البدء في المرحلة الثانية من هذه المشاريع ممثلا في إنشاء 108 وحدات سكنية في هجرة وسيع بتكلفة بلغت أكثر من 5.3 مليون ريال، إضافة إلى توقيع عقدي الإنشاء والإشراف أخيرا لتنفيذ المرحلة الثالثة في محافظة حفر الباطن، وذلك ضمن مشاريع الأمير محمد بن فهد للمساكن الميسرة في المنطقة الشرقية, مضيفا أنه سيتم بناء أكثر من ألفي وحدة سكنية في المنطقة الشرقية خلال الأعوام الأربعة المقبلة، وذلك كما هو مخطط له من ضمن الخطط المستقبلية، إذ وجه أمير المنطقة الشرقية بالعمل على سرعة تحديد مواقع مميزة في المنطقة الشرقية تقام عليها هذه المشاريع الخيرية التي تشمل العديد من محافظات المنطقة الشرقية".
وأوضح الدكتور القاضي أنه لا يخفى على الجميع أهمية التخطيط والدراسات والبحث العلمي الرصين وتبادل الخبرات في إنجاح الأعمال وتحقيق أهدافها، ومن هذا المنطلق يجيء انعقاد هذه الندوة التي تتركز موضوعاتها حول الاستراتيجيات والخطط والسياسات الحالية والمستقبلية في مجالات الإسكان الخيري والميسر وتمويل هذه المشروعات ودور الجمعيات الخيرية والهيئات ذات الصلة، وقد تلقت اللجنة العلمية العديد من أوراق العمل في هذه الموضوعات، إذ تم قبول 25 منها، ويتضمن بعضها عرضا لتجارب رائدة تم تنفيذها في عدد من مناطق المملكة وقد شارك في إعدادها إخوة وأخوات من الإمارات العربية المتحدة, الكويت, مصر, والولايات المتحدة الأمريكية وزملاء من مختلف مناطق المملكة".
وأبان المشرف العام على مشاريع الأمير محمد بن فهد للمساكن الميسرة، أن "ندوة الإسكان الخيري" تتضمن محاضرات من أهمها الإسكان الميسر ودور المنظمات غير الربحية، إضافة إلى ست جلسات ومحاور منها الاستراتيجيات والسياسات والخطط الحالية والمستقبلية, اعتبارات التصميم المعماري والتصميم الحضري والتخطيط العمراني, اشتراطات تحديد المستحقين وتسجيل وإدارة المعلومات, تمويل المشروعات وطرق ومواد الإنشاء الأمثل, الهياكل التنظيمية والإدارية ودور الجمعيات والهيئات والشركات ذات الصلة, البرامج التنموية كروافد من روافد التنمية المستدامة, تأهيل المناطق السكنية في المناطق القديمة ودوره في تيسير الإسكان, التخطيط الاجتماعي لبيوت الخير, مفهوم مراكز النمو كمدخل للإسكان الخيري والميسر "تجربة منطقة عسير" بناء المساكن للمستحقين, تجربة منطقة المدينة المنورة, ضوابط استحقاق المسكن الميسر وآليات تخصيصه ضمن مشاريع الأمير محمد بن فهد للمساكن الميسرة في المنطقة الشرقية وعرض لتجربة الإسكان الخيري في منطقة حائل, دور شركات التطوير العقاري في توفير المسكن الميسر في المملكة, الإسكان الميسر في ظل السياسات التنموية ورؤية مستقبلية أفضل, تنظيم مقترح لإدارة المساكن الخيرية والميسرة, مفهوم المسكن الميسر من خلال التوفيق بين حلول معمارية مبتكرة وتطبيق هندسة القيمة في التصميم المعماري وتجارب عملية تطبيقية لبناء الفلل والمباني السكنية لذوي الدخل المحدود في منطقة المدينة المنورة, تصميم المسكن الاقتصادي الملائم لذوي الدخول المحدودة من خلال التوافق بين المعطيات الطبيعية والعمران, عرض لتجربة مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري التخطيطية والتصميم الحضري والمعماري في المجمع الخامس في محافظة المزاحمية, مراحل العمل الاستشاري في مشروع مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي "تطوير المساكن في حي النخيل في منطقة الجرف الغربي.
من جهته قال الدكتور يوسف بن محمد الجندان مدير جامعة الملك فيصل في الدمام إنه لا يغيب عن بال الجميع أهمية توظيف المعارف العلمية والاستفادة من تطبيقاتها في سائر ميادين الحياة، وهو الطابع الذي يميز هذه الندوة التي يتجسد فيها إلى جانب هذه الحقيقة الساطعة عدد من المعاني السامية والقيم الجليلة، من أهمها حرص القيادة الرشيدة على كل ما فيه خير الإنسان السعودي ورفاهيته، إضافة إلى إدراك الجميع أهمية البحوث والدراسات العلمية ودورها في إنجاز الأعمال والمشاريع على أسس سليمة تكفل سلامة المدخلات وكفاءة العمليات وجودة المخرجات وتطبيق ذلك في كل ميادين حياتنا, مستفيدين مما يستجد من معارف وخبرات على المستويين العالمي والمحلي وما يتيحه ذلك من الحصول على أفضل النتائج بأقل التكاليف وتسخير الموارد بشكل يحقق أقصى استفادة ممكنة منها وتضافر جهود مؤسسات المجتمع في سبيل تنفيذ خطط التنمية وتحقيق أفضل النتائج فيها، وفي هذا السبيل فإن جامعة الملك فيصل بما تمثله هيئتها التدريسية من كفاءات علمية ومهنية تعي دورها الذي يتعدى وظيفتها الأكاديمية إلى كونها بيوتا للخبرات والاستشارات مستعدة لتقديمها للمجتمع ومؤسساته في الزمان والمكان المناسبين، وما تبني جامعة الملك فيصل للجنة العلمية لهذه الندوة العلمية إلا مثالا واضحا على ذلك.
وأوضح الدكتور الجندان أن اهتمام الأمير محمد بن فهد بعقد هذه الندوة العلمية مثال جدير بأن يقتدي به الآخرون في سائر المشروعات والأعمال، لما يتيحه ذلك من وضع المعرفة العلمية موضع التطبيق وتوظيفها في خدمة المجتمع مؤسسات وأفرادا.
وأشاد الدكتور الجندان بمستوى الأوراق العلمية والبحوث المقدمة وعمقها وحسن اختيار موضوعاتها التي جاءت ذات صلة مباشرة في مجالات الإسكان الخيري وتحقيق غاياته وأهدافه.
وكرم الأمير محمد بن فهد الجهات الحكومية والشركات الراعية للندوة وهي أمانة المنطقة الشرقية, المديرية العامة للمياه في المنطقة الشرقية, الشركة السعودية للكهرباء فرع الشرقية, مجموعة شركات التميمي, شركة ركاز, شركة أول نت, الشركة الأولى العقارية, شركة أحمد بن حمد القصيبي, مجموعة شركات البسام, شركة الخضري, مؤسسة طارق الجعفري للمقالات, مجموعة شركات اليمامة, مجموعة العبد الكريم "نيزك" ومجموعة طلال الغنيم العقارية.

الأكثر قراءة