عين الشركات النفطية الأمريكية على كوبا رغم المقاطعة
عين الشركات النفطية الأمريكية على كوبا رغم المقاطعة
لم يصدق ماريا أزابيل المسؤول في فندق شيراتون مكسيكو سيتي، الطلب الذي تلقاه من وزارة الخزانة الأمريكية بطرد بعض النزلاء، لكنه استجاب لأن النزلاء من كوبا، والقوانين الأمريكية تمنع تقديم التسهيلات والخدمات للأفراد والشركات الكوبية، وهي إجراءات مستمرة منذ 45 عاما وتسعى واشنطن جاهدة للتذكير بها متى ما تيسر لها ذلك.
الكوبيون جاءوا إلى المكسيك بصفتها أرضا محايدة للقاء وفد من الشركات النفطية الأمريكية لإقناعها بالعمل في كوبا بعد تحقيق بعض الاكتشافات النفطية. وقام بالترتيبات كيري جونز الذي يعمل في الرابطة التجارية الأمريكية ـ الكوبية، وهو المؤتمر العاشر من نوعه الذي ينظمه، لكنه الأول الذي يركز على الصناعة النفطية الكوبية. وشعر جونز بالغضب لمنعه من لقاء آخرين في أرض المكسيك.
من أبرز الحضور شركتا "إكسون موبييل" و"فاليرو إنيرجي كورب" من تكساس، ويبدو أنهما تريدان معرفة شيء عن الفرص التي تتيحها الاكتشافات الجديدة التي جذبت شركات أمثال: "الوطنية النفطية الصينية"، وشركة النفط والغاز الهندية و"نورسك هايدرو" النرويجية، وبالتالي فهي أولى، خاصة وأن كوبا تقع على بعد 100 ميل من ساحل ميامي، إلى جانب الاهتمام بالإعداد لمرحلة ما بعد الزعيم الكوبي فيديل كاسترو.
ومع أن كوبا تعاني قلة في الإمدادات النفطية بعد تفكك الاتحاد السوفياتي ونضوب شحنات النفط المدعوم، إلا أن الاكتشافات الأخيرة بدأت تلفت الأنظار.
ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن لكوبا 750 مليون برميل من الاحتياطي النفطي المؤكد. وشهد الوضع الإنتاجي تحسنا منذ القيام بإجراءات لتحرير الاقتصاد تمت منذ مطلع العقد الماضي.
وتعمل شركتا شيريت العالمية وبيبيركون كورب الكنديتان بنشاط في حقل الإنتاج، إذ أسهمتا في زيادة الكميات المنتجة من 18 ألف برميل يوميا عام 1992 إلى 70 ألفا العام الماضي، وهو ما يقارب نصف استهلاك كوبا البالغ 150 ألف برميل يوميا، علما أنه ووفقا للاحتياطي الموجود، فإنه يمكن إنتاج 700 ألف برميل يوميا في غضون عشر سنوات، وهو ما يعادل ضعف ما تنتجه غينيا الإستوائية.
لكن رغم نشاط الشركات الأجنبية إلا أنه حتى الآن لم يتم العثور على حقل كبير، مثل تلك الموجودة في خليج المكسيك على الساحل الأمريكي. فشركة "ريبسول" الإسبانية مثلا أنفقت 20 مليون دولار لكن اكتشافاتها جاءت دون التوقعات، و"بتروبراس" البرازيلية علقت عملياتها بسبب عدد من الآبار الجافة التي تم حفرها قبل أربع سنوات.
تاريخيا، الشركات الأمريكية هي التي بدأت صناعة النفط في كوبا، وشركة ستاندارد أويل قبل تفكيكها كانت تملك مصفاة في بيلوت، عبر الخليج إلى هافانا. ولهذا يرى مانويل ماريس فاز كبير المستشارين لدى وزارة الطاقة الكوبية، أنه من الطبيعي أن يعود الأمريكان، مضيفا: "نحن نقول هذا من الاحترام المتبادل".