عدم وجود نساء في معامل الذهب السعودية خطأ يجب تصحيحه
عدم وجود نساء في معامل الذهب السعودية خطأ يجب تصحيحه
رغم الكم الهائل من المنتجات المستوردة من الحلي والإكسسوارات التي تعج بها أسواقنا المحلية استطاعت المصممة السعودية عبير الأنصاري من خلال تصاميمها المتميزة للحلي الفضية والأحجار الكريمة أن توجد له مكاناً في هذه السوق وتؤسس قاعدة من الزبائن اللاتي ينتظرن أحدث ما تقدمه كل موسم, فخلال ثلاث سنوات فترة تجربتها في العمل الحر تمكنت من صنع اسم معروف داخل المملكة وتسعى حاليا إلى دخول السوق الخليجية.
وعن سبب اختيارها لمجال العمل الحر تقول الأنصاري إنها تخرجت من قسم اللغة الإنجليزية وعملت في التدريس لفترة قصيرة، ومن ثم عملت في أحد البنوك, إلا أن فكرة خوض تجربة العمل الحر كانت تراودها كثيراً فكانت بدايتها من خلال تسويق الحلي المصنوعة من الفضة والأحجار الكريمة لإحدى المصممات.
وتضيف " بعدها وجدت أن لدي الرغبة في ابتكار تصاميم جديدة تناسب ذوق المرأة الخليجية فبدأت فعلياً برسم تصاميم مختلفة وتنفيذها في معامل في مصر, وقد لاقت تصاميمي إقبالا كبيراً مما شجعني على الاستمرار".
وتستطرد الأنصاري بقولها " كل مشروع في بدايته يحتاج إلى دعم وبالنسبة لي كان دعم العائلة حافزاً لي في بداياتي إلا أني سعيت جاهدة لأعتمد على نفسي فيما بعد".
الأفكار الجديدة
أما عن الابتكار والتجديد في التصاميم فتقول الأنصاري "أحاول في كل موسم تقديم أفكار جديدة حتى لا يمل الزبائن وليكون هنالك نوع من التطوير الدائم, لأبقى على مستوى المنافسة".
وبالنسبة لتنفيذ التصاميم ذكرت الأنصاري "إنها تشتري الأحجار الكريمة من تجار خارج المملكة من إيطاليا أو الهند، فيما يكون التنفيذ غالبا في القاهرة".
المرأة في المعامل السعودية
وعن سبب اختيارها مصر لتنفيذ تصاميمها بينت الأنصاري أنها لم يسبق لها التعامل مع المعامل داخل المملكة لأن جميع العاملين فيها من الرجال مما يجعل من الصعب عليها التعامل معهم بحرية، أما في مصر فإنها تنفذ تصاميمها في معامل تعمل فيها عدد من الفتيات بحيث تتمكن من متابعة خطوات التنفيذ والإشراف على سير العمل, بالإضافة إلى مهارة الحرفيات المصريات وإتقانهن لعملهن.
وتأمل الأنصاري أن تتوافر في المستقبل القريب معامل تعمل فيها كوادر مؤهلة من الفتيات السعوديات, لأن الفتاة السعودية في رأيها استطاعت أن تثبت كفاءتها في عدة مجالات وتعتقد أن المرأة تبدع أكثر من الرجل في مجال صياغة الحلي لما تتميز به من حس جمالي ودقة في التنفيذ.
وسائل التسويق
وحول وسائل التسويق التي تستخدمها أوضحت الأنصاري أنها تعتمد على المشاركة في المعارض المؤقتة أو ما يعرف (بالبازارات) التي تقام في كل من الخبر والرياض وجدة بالإضافة إلى استئجار ركن ثابت في بعض المحلات التجارية المعروفة, مشيرة إلى أن هنالك إقبالا كبيرا على الحلي التي تصممها من جميع الفئات العمرية وأنها تلاقي تشجيعا كبيرا من الزبائن لكونها إحدى السعوديات القلائل اللاتي توجهن لتصميم الحلي الفضية.
وحول إدارة عملها وما يتعلق به من حسابات وتسويق وغيرة تقول الأنصاري إنها تباشر عملها بنفسها فتقوم بإعداد جميع الحسابات وكذلك عملية التسويق تشرف عليها بنفسها.
مميزات العمل الحر
وعن ميزات العمل الحر بينت المصممة السعودية أن للعمل الحر عدة مزايا منها أن العائد يكون بشكل كامل لصاحب العمل فكل ما اجتهد أكثر كانت فرصة التقدم في مجال العمل أكبر, بالإضافة إلى الحرية التي لا تتوافر في العمل في القطاع الخاص أو الحكومي بالنسبة لأوقات الدوام والإجازات, موضحة " إن ذلك لا يعني أن العمل الحر لا يتطلب الالتزام بل على العكس, نواجه في بعض الأحيان ضغط عمل يضطرنا إلى العمل لفترات متواصلة".
دراسة الجدوى
وحول النصيحة التي تود تقديمها للراغبات في خوض تجربة العمل قالت "أنصح كل فتاة ترغب في دخول مجال العمل الحر أن تجري دراسة جدوى للمشروع الذي ترغب في تنفيذه لتتعرف على مدى احتياج السوق، لأن الأمر لا يخلو من المخاطرة, لذا أنصح من تنوي خوض مجال العمل الحر أن تثقف نفسها وتقرأ كثيراً حول المهنة التي ترغب في الدخول فيها وأن تستفيد من تجارب من سبقوها في نفس المجال, مبينة أن أهم أمر يجب أن تضعه في اعتبارها أن تختار مهنة تضيف شيئا جديدا وألا تكون مجرد تكرار لما هو معروض في الأسواق, مشيرة إلى أن على كل فتاة ترغب في دخول العمل الحر ألا تتوقف عند أول عقبة تواجهها لأن البداية دائما صعبة".
أما عن تطلعاتها المستقبلية فتطمح الأنصاري أن تصل للعالمية وأن تنتشر تصاميمها في جميع بلدان العالم, وأن نتحول من مجتمع مستهلك إلى مجتمع منتج.