ضعف الدولار الأسترالي يؤثر في حالة الانتعاش الاقتصادي الأوروبي

ضعف الدولار الأسترالي يؤثر في حالة الانتعاش الاقتصادي الأوروبي

"وجدت أسواق الأسهم في العالم نفسها في وضع يراوح بين الصعب والخطير، وهو الأمر الذي يتطلب درجة عالية من الوعي والحذر". تلك هي فحوى تحليل العديد من البنوك الاستثمارية العالمية للمرحلة الماضية لأسواق الأسهم العالمية.
ويستند هؤلاء الخبراء في تقديراتهم إلى أن حالة الانتعاش الاقتصادي في البورصات العالمية، وفي بورصة "وول ستريت" بوجه خاص قد تجاوزت وبمسافة بعيدة المعدل المتوسط المقدر لها تاريخيا، وهو ما يعني أن النهاية باتت على مرمى البصر.
أما السبب الثاني وراء هذا التشاؤم هو السياسة النقدية المتشددة التي تتبناها حاليا أكبر ثلاثة بنوك مركزية في العالم: الأمريكي، الأوروبي، والياباني. ويجادل الخبراء في هذه النقطة في اتجاهين: الأول يتعلق بالعواقب السلبية لهذه السياسة بالنسبة للانتعاش الاقتصادي وبالنسبة لأرباح المؤسسات الاقتصادية، وبالتالي بالنسبة لتقييم الأسهم بشكل عام. والثاني يتعلق بالسيولة النقدية المتاحة في أسواق المال، حيث إن انتكاس حالة السيولة يعني فقدان الوقود اللازم لتحريك الأسواق.
إن استراتيجيي الاستثمار الذين يطيلون التأمل في هذه الملحوظات ذات الطابع العام يقفون أمام اختيارات مربكة، فالقضايا التي يجب التعامل معها معقدة ومتشابكة إلى حد تضيع معه الخطوط الفاصلة. ومن غير المتوقع أن تكون الموضوعات التي تجري مناقشتها والتي تأخذها الأسواق حالياً بعين الاعتبار هي بالضرورة الموضوعات الحاسمة، بل إن النواحي الجديدة، التي قلما جرت مناقشتها، هي الأكثر أهمية والأقدر على إيجاد مفاجآت للأسواق.
وإضافة إلى النقاشات الدائرة حول أسعار الفائدة، فإن الاهتمام منصب في هذه الأيام على الضعف البادي على الدولار الاسترالي أمام جميع العملات المهمة الأخرى، حيث يرى الخبراء في هذا الضعف نذيراً لتردي أحوال الاقتصاد العالمي. فأستراليا تعتبر إحدى الدول الرئيسية في تصدير مجموعة متنوعة من المواد الخام. ويستبعد الخبراء أن يكون ضعف العملة الأسترالية عائداً لضعف الطلب على تلك المواد، حيث من الصعب البرهنة على ذلك في ضوء تأخر صدور البيانات الإحصائية ذات الصلة.
وفي دراسة حول هذا الموضوع، تضع مؤسسة ميريل لونش نسبة التبادل بين الدولار الأسترالي والفرنك السويسري في الصدارة، فقد جاء في الدراسة أن من الممكن دائماً أن تنهار هذه العلاقة التي نمت تاريخياً، غير أن التجربة تظهر بأن المستثمرين لا يأخذون بعين الاعتبار هذه العلاقة مما يضر في نهاية المطاف بمصالحهم الخاصة. فعندما انخفضت قيمة الدولار الأسترالي في الماضي مقارنة بالفرنك السويسري ساءت التوقعات بالنسبة للاقتصاد العالمي. وفي الوقت نفسه، فإن العلاقة في أمريكا بين المخزون والصادر من السلع والمنتجات لم تكن على ما يرام. والأكثر من ذلك أن أسواق الأسهم في البلدان النامية، المقدرة بالدولار الأمريكي، قد سارت من سيئ لأسوأ. ودلل بنك ميريل لونش على ذلك تفصيلياً في التوقعات المتفائلة بشأن أرباح شركات الاستثمار الأوروبية، تلك التوقعات التي استندت إلى النتائج الإيجابية الأخيرة بميزان قياس الانتعاش الاقتصادي. غير أن الضعف المتزايد للدولار الأسترالي أخذ يلقي ظلالاً من الشك على حالة التفاؤل بالنسبة للانتعاش الاقتصادي في أوروبا.

الأكثر قراءة