بطالة وتنمية بشرية .. كيف ؟؟

بطالة وتنمية بشرية .. كيف ؟؟

بطالة وتنمية بشرية .. كيف ؟؟

دلالة الأرقام والمؤشرات هي الوسيلة المثلى لقياس تأثيرات أي قضية اقتصادية واجتماعية تواجه الدول بمختلف قدراتها وإمكاناتها على مستقبل هذه البلدان.. ومؤشرات البطالة والتنمية البشرية من أهم المحاور الرئيسية التي تؤثر في التطور والتنمية المنشودة لأي قطر كان.
هذه المقدمة وهذا الموضوع المهم.. تم طرحه بعد أن اطلعت على عرض قدمته المؤسسة السعودية للتعليم والتدريب في أحد لقاءاتها، وتضمن مؤشرات وتقديرات بالغة الأهمية بالنسبة للتنمية البشرية في المملكة، وقد رغبت في طرحها لقناعتي بأنه دون تنمية بشرية وتطوير للقدرات والمهارات للإنسان، فإن المجتمع يظل قاصراً عن مواكبة التقدم والتطور العالمي.
ذكرت المؤشرات أن ترتيب المملكة في التنمية البشرية عالمياً كان (77) وهو ترتيب متأخر جداً مقارنة بمؤشر دخل الفرد في الناتج المحلي، حيث كان ترتيب المملكة (44)، وقد سبقتنا دول عديدة في هذا المؤشر، حتى أن فنزويلا كان ترتيبها في دخل الفرد متأخرا جداً وسيقترب مركزها من (100) بينما تسبقنا في الترتيب في التنمية البشرية، لماذا ؟
في الواقع ليس لدي إجابة.. ولكن لدي أهم من الإجابة.. هناك مؤشرات أخرى تدل على صعوبة التحدي القائم للاقتصاد السعودي، خاصة بمؤشرات البطالة والتنمية البشرية، حسب التقديرات هناك ثلث السكان (32%) في المملكة في عام 2015 والمقدر بأكثر من 30 مليون نسمة، أي نحو (عشرة) ملايين سيكونون تحت سن 16 سنة وهذا مؤشر خطير ويحتاج إلى جهود أكبر في الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها، كما تضمنت المؤشرات ارتفاع معدل خريجي الثانوية العامة بنسبة 7.3 في المائة ليصل في نهاية الخطة الثامنة 2009م إلى أكثر من 263 ألف خريج، وهناك استثمارات مالية مطلوبة للتعليم بنحو 276 مليار ريال في الخطة الثامنة و 13 مليار ريال للتدريب، وهنا يجب أن تتوافر هذه الاستثمارات لتحقيق التنمية البشرية.
من جانب آخر تضمن العرض مؤشرات هامة حول معدلات البطالة التي وصلت إلى نحو (عشرة في المائة) ذكور و 22 في المائة إناث وأظن أن البطالة الفعلية تتجاوز هذه النسب!
الأمر الأكثر غرابة في المؤشرات المعروضة أن التقديرات تشير إلى أنه في عام 2024 أي بعد 20 عاما تقريباً سيكون حجم البطالة ومعدلها في المملكة (صفراً) ولست مقتنعة بدقة هذه التقديرات، ولا مصدرها في العرض.. فهل يمكن حل البطالة خلال هذه الفترة بشكل كامل؟ وإن كانت هذه المؤشرات صحيحة فيجب أن نقف أمامها قليلاً، فإما أن نعيدها إذا كانت متفائلة أو غير صحيحة، وإما أن نفكر في كيفية تحقيقها، فالأمر بالفعل يدعو إلى الدراسة والتأني.
أخيراً ما شدني إلى هذا العرض هو تلك النسبة التي أوردتها المؤسسة في عدد المستفيدين من خدماتها، فنسبة أكثر من 60 في المائة من المستفيدين هم من الاناث، ومن جانب آخر، يدعو للخوف على مستقبل التوظيف للمرأة وبطالتها التي تجاوزت 30 في المائة والله المستعان..

الأكثر قراءة