موت شاعرة

لم يكن موت الشاعرة الأفغانية نادية انجومان موتا طبيعيا وليس نتيجة حادث طارئ، لقد قتلها زوجها، كما تناقلت وسائل الإعلام ذلك، بسبب بسيط جدا وهو أنها أصدرت ديوانا شعريا تناقلته الأيدي والقلوب والعواطف من الشباب والشابات لما يحمله من قصائد حب وجمال.
لقد اشتهرت قصائد الشاعرة في جميع أنحاء أفغانستان والدولة المجاورة إيران، وعرفت بأنها شاعرة الجيل الجديد والعاطفة والجمال والأمل، بعد هزيمة قوى الظلام والتخلف.
يشير مقتل الشاعرة إلى وجود بقايا من العقول المتشددة والمتطرفين الذين يعتبرون الاختلاف في الرأي والتعبير وسيلة للقتل والإقصاء والتكفير. لقد كانت المرأة الأفغانية تعيش في سجن كبير معزولة عن المجتمع وقضاياه والتفاعل مع أفراده وتتعرض للعقاب والتعذيب بمجرد رفع صوتها أو خروجها إلى الحياة العامة، عاشت المرأة الأفغانية قبل وقوع المجتمع تحت سيطرة المتطرفين حياة مليئة بالعمل والأمل وتحت الشمس, تشارك الرجل في التقدم والتنمية والنضال والجهاد.
وتصف الشاعرة الدكتورة زيبا شوريش شاملي، وهي نشطة في حقوق المرأة، وضع المرأة الأفغانية بقصيدة مترجمة إلى اللغة الإنجليزية بعنوان "أنا أذكركِ"
تقول بعض مقاطع القصيدة:

أنا أذكركِ..
حينما لم يكن لديك خيار ولا صوت ولاحقوق ولا وجود حينما لم يكن لديك ضحكات ولا فرح ولا حرية، ولا مقاومة ألمك وغضبك، صمتك، ووحدتك

أنا أذكركِ
عندما كنت في الظلام، نجمة ساكنة في ليل ضئيل رفعت يديك إلى السماء بحزن وخوف وبعينين ملأى بالدموع تسألين الكون لماذا كل هذه الجرائم؟ ولأي سبب؟ هل من أحد يفسّر؟

أنا أذكركِ..
عندما أخذت اليمين المقدس بأن تناضلي وتقاومي وتقاتلي وبكل قوتك سوف تحصلين على حريتك

وأنك لن تستسلمي مهما كان الثمن ثقيلا
وأبدا.. لن تكوني حائرة أو ضعيفة وضائعة..
هكذا هي المرأة الأفغانية رغم العذاب والقهر والفشل تملك هذه الروح العالية المتطلعة إلى المستقبل والحياة والحرية.
هل يستطيع الظلام والتخلف الوقوف أمام آمال الإنسان بحياة كريمة وفاعلة؟
إن موت الشاعرة نادية علامة ولكنه ليس النهاية، فقد يستمر الظلام ردحا من الزمن ولكنه حتما سينهزم أمام النور والشمس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي