رالي حائل .. (يا بعد حيـــي)

كثيرة هي الأماني في هذا البلد المعطاء، حتى وإن تلاقت هذه الأماني ببعض معوقات أرض الواقع التي قد لا تحقق كل ما نصبو أليه. لكننا، وفي هذه الأجواء الربيعية، نعيش حدثاً مهماً هو الفريد من نوعه في المنطقة، وتجري أحداثه في منطقة عزيزة علينا جميعاً، نعيش رالي حائل، عند أهل الكرم الذين لا يسابقهم أحد في الجود، أبناء حاتم الذين ورثوا عنه حسن الضيافة، وأحفاد طي الذين تحدث عنهم التاريخ كثيراً، وها هو التاريخ يأتيهم بحدث فيه من التفرد والتميز.
رالي حائل، حدث فيه من الجوانب الرياضية والاقتصادية والتنموية والثقافية الشيء الكثير. ففيه تشريف أولاً من أمير المنطقة الطموح الأمير سعود بن عبد المحسن، ومعه ضيف المنطقة وضيف الشباب والرياضة الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، الذي يقوم بجولة تفقدية يلامس فيها هموم الرياضة والشباب في مناطق المملكة الحبيبة. رالي حائل، صناعة سياحية رياضية يقف خلفها أهالي المنطقة بأكملهم، ولولا ضيق المساحة لعددتهم واحداً تلو الآخر.
لكم سعدنا وطربنا ونحن نستمع إلى التوقعات المبدئية والفوائد المتوقعة التي ستحرك بلا شك العجلة الاقتصادية في المنطقة برمتها، ناهيك عن المكاسب الأخرى التي سيدرها ذاك الزخم الإعلامي المواكب للحدث. وهنا علينا أن ندرك أننا لسنا أقل من غيرنا، لا من ناحية الإمكانيات، ولا من ناحية الصناعة السياحية، إذا توافرت الفرص الحقيقية، ودعمت الجهات دعماً يوازي ما ستقدمه من خدمات متميزة. لدينا ولله الحمد مساحات شاسعة تغطيها كثبان رمل عاشت مع الآباء والأجداد، وها نحن نعود إلى حبيباتها، لنشم عبق التاريخ. لن أستبق الأحداث بتشاؤم المتشائمين الذين قالوا أننا لن نصل إلى مرحلة (رالي دكار) الدولي ، لكنني سأدع أرض الواقع، أرض حائل ، ترد عليهم ، وأعتقد ، والاعتقاد قمة الجزم ، أنها ستفي بالغرض.
لصناعة السياحة في أي مكان في العالم عقباته التي لا تزول إلا بالإصرار والمثابرة والسعي الحقيقي لعموم الفائدة. كثيرة هي السبل التي نستفيد منها في هذا الحدث، سأتحدث عنها في وقتها. لكنني أقف الآن وقفة مع السياحة وصناعتها. أقول والكل يعلم، أن السياحة فكر وتطبيق على أرض الواقع، لا أحلام لازوردية نفيق بعدها على كوابيس أرض الواقع المرير. ولا أعتقد أننا نغبط حق الهيئة العليا للسياحة في بذل كل ما هو ممكن في سبيل الارتقاء بصناعة السياحة. فمنذ أيام قلائل عشنا أيام العيد ، ولمسنا الجهود المبذولة لرفاهية المواطن. ثمة فكر سياحي ذو شكل ثقافي علينا أن نعيد صياغته في مورثونا الأخلاقي. فالهيئة قدمت وما زالت تقدم ما هو مناط بها، فماذا قدمنا نحن؟
إن لرالي حائل حق علينا، سواء بتغطية أو دعم، دون النظر إلى المكاسب الوقتية التي قد تأتي وقد لا تأتي. علينا أن نضيع جهود أناس عملوا وقدموا الكثير ليظهر الرالي بهذا الشكل. لا أنسى هنا الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد الله الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، وجهوده الملموسة للارتقاء بسياحة داخلية رغم الصعوبات التي يعرفها هو قبل غيره، لكنه لم يستسلم للصعوبات، بل عاركها، وولجها. كما لا يفوتني ذكر من لا يحب ذكر اسمه دائما، الأمير عبد الله بن خالد، مساعد الهيئة العليا للسياحة ورئيس لجنة رالي حائل. فلقد وما زال واقفاً لتذليل الصعوبات كافة التي قد تواجه ظهور الحدث بالمستوى المأمول.
حائل وراليها، كلاهما حدث يستحق الكثير. جبلان قدما لنا في بطن واديهما حاتم الكرم, أعجوبة أصالة توارثها الحائليون كبارا وصغاراً، وجاء الرالي حدثاً فريداً ليتوج ذاك التميز. فإلى الأمام يا ( بعد حيــي)، إلى الأمام يا حائل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي