ألمانيا تتجه إلى جنوب شرق آسيا تحسبا لفشل مفاوضات التجارة الحرة

ألمانيا تتجه إلى جنوب شرق آسيا تحسبا لفشل مفاوضات التجارة الحرة

يعد الاتحاد الأوروبي نفسه لاحتمالات فشل مفاوضات التجارة العالمية. ففي حالة عجز منظمة التجارة العالمية عن إيجاد حل، ستكون ألمانيا مصرة وستدفع في اتجاه إبرام اتفاقيات تجارية ثنائية مع البلدان الآسيوية كل على حدة. وصرح مايكل جلوس وزير الاقتصاد الألماني الاتحادي، في ختام زيارته الآسيوية الأولى في سنغافورة، أن بيتر ماندلسون المفوض التجاري الأوروبي سيكون مخطئا "إذا لم يجر مفاوضات موازية في هذا الاتجاه".
وقال جلوس في إشارة إلى الاتفاقيات الإقليمية الثنائية: "إننا نعتمد على منظمة التجارة العالمية، ولكن إذا لم تحقق التجارة النجاح المطلوب فسنكون على استعداد لسلوك طريق مختلف".
وبدا الوزير خائب الأمل من قمة التجارة العالمية التي عقدت في هونج كونج في كانون الثاني (ديسمبر) الماضي، قائلاً: "لقد قدمنا هناك تنازلات عده ولم نحصل على شيء"، غير أن الاقتصاد الألماني كان قد أطلق منذ شهور إشارات تحذير من أن العدد المتزايد من الاتفاقيات اليابانية للتجارة الحرة مع البلدان الآسيوية تضر به من حيث الأسعار، كما في صناعة السيارات مثلاً. وخلال الزيارة أعربت حكومة سنغافورة للوزير الألماني مجدداً وبوضوح عن رغبتها في عقد اتفاقية للتجارة الحرة.
يُذكر أن ألمانيا تعتبر أهم الأسواق الأوروبية بالنسبة إلى سنغافورة، حيث يبلغ حجم تجارتها الكلي مع السوق الألمانية نحو 8.2 مليار يورو. وفي المقابل أيضاً فإن سنغافورة تعتبر أهم شريك تجاري لألمانيا بين دول جنوب شرق آسيا العشرة، ولكن سنغافورة، تلك الحاضرة الاقتصادية، هي في الوقت نفسه ذات أكبر عدد من اتفاقيات التجارة الحرة بين الدول الآسيوية، حيث عقدت حتى الآن 11 اتفاقية، وهناك 15 اتفاقية أخرى يجري الآن التفاوض على عقدها بالتعاون مع جيرانها من دول جنوب شرق آسيا.
أما ألمانيا فلا تستطيع في الواقع عقد أية اتفاقية ثنائية، وإنما تستطيع فقط التفاوض كعضو في الاتحاد الأوروبي. ويقول جلوس: "إن الاستجابة إلى إلحاح سنغافورة الآن قد تعطي إشارات خاطئة إلى أننا لم نعد نثق بإمكان إتمام جولة مفاوضات الدوحة بنجاح".

الأكثر قراءة