مصر أحد أهم المزودين للغاز في أوروبا

مصر أحد أهم المزودين للغاز في أوروبا

اتخذت مصر خطوة أخرى بهدف أن تصبح أحد أهم المزودين المهمين للغاز في أوروبا. فمنذ نهاية شباط (فبراير) ينساب الغاز الطبيعي المصري عن طريق قنوات مخصصة لنقل الغاز، والتي تمتد من ميناء العقبة الأردني بنحو 400 كيلو متر إلى الشمال، حتى الحدود الأردنية السورية.
ومن المفترض أن يتم العمل على تمديد القناة خلال العامين المقبلين لتصل إلى سورية، لبنان، وتركيا، حسبما ورد عن طلعت وحيد نائب رئيس مجموعة استخراج الغاز الطبيعي المصرية "غازكو" Gasco. ومن المفترض أن يغذي غاز مصر الطبيعي المار بتركيا حلقة الغاز في مناطق جنوب أوروبا. وهذا يستلزم وجود غاز في مناطق البحر الأبيض المتوسّط، واستخدام نظام قنوات "نابوكو" Nabucc الممتدة حتى وسط أوروبا.
وتمتلك مصر ما يزيد على 67 تريليون قدم مكعّب من موجود الغاز الطبيعي المسجّل، وهذا الحجم يفوق مصادر الكويت بنحو 20 في المائة.
ويقول وحيد إنهم شبه متأكدين من أن توسعة مناطق الاستكشاف سترفع الحجم إلى 120 تريليون قدم مكعب، وبالتالي من الممكن أن يصل حجم الغاز في مصر، حيث تم اكتشاف الغاز الطبيعي لأول مرة هناك عام 1967، إلى نصف حجم الغاز الموجود في السعودية.
وجذبت مصادر الغاز غير المُتوقّعة والثرية، وحتى ما يحتوي منها على النفط، الكثير من المستثمرين من الخارج إلى مصر خلال الأعوام الأخيرة الماضية، مثل شركة "بريتيش غاز"، "أموكو"، "إيني"، "غاز دي فرانس"، و"بتروناس" Petronas. وتُدير مصر اليوم نحو ثلاثة أرباع الاستثمارات الأجنبية المباشرة فيها.
وعلى ساحل البحر المتوسط المصري، حيث يوجد أكبر مصدر للغاز تحت المياه، تم بناء مجمع ضخم لتمييع الغاز في أدكو ودمياط، حيث أطلقت أدكو الحاوية الأولى من الغاز المُسال في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2005 بهدف تصديره إلى فرنسا. ومباشرةً في كانون الثاني (يناير) تم إطلاق الحاوية الأولى من الغاز المُسال من دمياط إلى إسبانيا.
ويعمل الخط الإنتاجي الأول في منطقة أدكو لتصدير الغاز المسال إلى أوروبا، بينما سيدخل الخط الثاني طور العمل مع نهاية عام 2007، وسيُخصص على الأغلب لتصدير الغاز المُسال إلى الولايات المتحدة.
وتُقدّر الوزارة السعات الإنتاجية ضمن المجمعات الضخمة إلى نحو خمسة ملايين طن من الغاز المُسال سنوياً في خط إنتاج منطقة أدكو، وإلى 4.8 مليون طن في منطقة دمياط.
والتزمت شركة غاز دي فرانس بخفض السعات الإنتاجية من منطقة دمياط على مدار 20 عاماً، بينما تُقدّر شركة بريتيش غاز أن تحتل مصر خلال العام الجاري مرتبة متقدّمة ضمن قائمة أكبر سبع دول مصدّرة للغاز المُسال.
ويتزايد حجم إنتاج الغاز المصري يومياً بنسبة 20 إلى 25 في المائة، حسبما ورد عن وحيد، الذي يُدير مركز الضبط الشمالي عالي التقنية من مدينة القاهرة التابع لشبكة توزيع الغاز الوطنية "ناتا" Nata، ومن هناك يقوم بإدارة وضبط حركة توزيع الغاز عبر مرورها من حقول النفط في دلتا النيل، والحقول المواجهة للساحل والموجودة على الساحل الليبي حتى المستهلك النهائي. وقامت مصر بتصدير الغاز لأول مرة في تموز (يوليو) من عام 2003، ومنذ ذلك الحين، تزوّد مصر محطات توليد الطاقة الواقعة على ميناء العقبة الأردني بالغاز.
وتُعد محطات توليد الطاقة في مصر كذلك من أهم مستهلكات الغاز، حيث ينصب نحو 64 في المائة من الطلب المحلي على الغاز على إنتاج الطاقة الكهربائية، حسبما ورد عن وحيد. ويتم إنتاج نحو 92 في المائة من الكهرباء المصرية عن طريق الغاز، والباقي، نحو 8 في المائة، عن طريق المحطات المائية التابعة لسد ناصر في مدينة أسوان. وتستهلك المنشآت الصناعية بالأخص المُنتجة للمسمدات، الفولاذ، الأسمنت، والنسيج، إلى جانب محطات توليد الطاقة الكهربائية، السعات الأكبر من الغاز. ومحلياً، تعمل في الوقت الراهن نحو 50 ألف من المحركات والسيارات باستخدام الغاز المضغوط CNG.

الأكثر قراءة