مدير عام AOL: نعمل على طرح Messenger خاص بالهاتف الجوّال

مدير عام AOL: نعمل على طرح Messenger خاص بالهاتف الجوّال

تشارلز فرانكيل (47 عاماً) يعمل منذ بداية كانون الأول (ديسمبر) 2005 مديرا عاما لشركة "إيه إوإل" AOL ـ ألمانيا، وهو ذو خبرة واسعة في شؤون هذا القطاع نظراً لكثرة المحطات المهنية التي مرّ بها في مشوار حياته المهني عبر شركات مختلفة في هذا المجال. ومن بين هذه الشركات: "سويس كوم" Swisscom و"إي بلس" E-Plus. كما عمل فرانكيل أخيراً مديرا إقليميا مسؤولا عن التنمية التكنولوجية في شركة فودافون Vodafone.
هولجر شميت أجرى هذا اللقاء مع تشارلز فرانكيل، الذي تحدث فيه عن الأسواق التجارية على الإنترنت عقب ازدهار شبكة خط الاتصال الرقمي المشترك DSL. فبينما تعتمد الشركات المنافسة لشركته AOL على قضايا بارزة تتعلق بالإنترنت مثل خدمة الهاتف والاتصالات فائقة السرعة، يوجّه فرانكيل AOL في اتجاه مغاير نحو شبكة 2.0، وتعني إقامة ربط خاص بين المستخدمين من خلال تجمعات شبكية، وهو هدف يحتل قائمة اهتمامات المستخدم السويسري.

* يعتبر عدد المشتركين في خدمة خط الاتصال الرقمي المشترك DSL بمثابة معيار تطور الشركة، فكم مشتركا يوجد لدى AOL؟
ـ يوجد لدينا ما يزيد على مليون مشترك بخط الاتصال الرقمي المشترك، وسيرتفع عددهم مع تطوّر الشركة هذا العام.
* ولكن على ما يبدو أن الشركات المنافسة "تي أونلاين" T-Online و"يونايتد إنترنت" United Internet و"أركور" Arcor تحقق نموا بصورة أسرع، حيث عملت "أركور" بالفعل على دفع "إيه أوإل" مباشرةً بعيداً عن مركزها في المرتبة الثالثة من قائمة أكبر الشركات التي تحظى بأعداد كبيرة من المشتركين باتصال الخط الرقمي المشترك DSL.
ـ نعم قد يكون هذا صحيحا بالفعل.

* ألا يقلقك هذا؟ ألا يجدر بشركة AOL أن تدفع بنفسها أكثر نحو الأمام؟
ـ عندما ننظر إلى حجم المبيعات يمكن أن تتزايد المخاوف، لكننا نكرّس اهتمامنا هنا على حجم الأرباح، ولهذا فإنني أرى أن النمو الذي نحققه هو في الطريق السليم. وبالفعل يُعد عدد المشتركين عنصراً مهماً، ولكنه ليس الأهم. وتتركز المناقشات والمناظرات في ألمانيا بصورة متسعة اليوم على مداخل الإنترنت والمشتركين فيها، ولكن السؤال المؤشر إلى أهمية هذه السوق بالفعل هو أيّ الخدمات التي تم طرحها على الزبائن فعلياً؟ وأيها تحظى باستعداد الزبائن لدفع المال مقابل الحصول عليها؟ انطلاقاً من خبرتي المتمرسة في نظام الاتصالات اللاسلكية العالمية UMTS، أدرك أن الاتساع في شبكة الموجة العريضة لا يعني تحقيق المزيد من حجم المبيعات أوتوماتيكياً.

* وأين يكمن جانب النمو لدى AOL؟
ـ ستحقق شركة AOL المزيد من النمو في سوق اتصال DSL خلال العام الجاري وفي العام المقبل كذلك قبل أن تسود هذه السوق حالة من الإشباع. كما تطور حجم نمو الإعلانات للشركة على شبكة الإنترنت بنحو 40 في المائة خلال العام الماضي، وتُعد موارد الدخل الأساسية بالنسبة لنا هي خدمات الأغاني، الألعاب، وبرامج الحماية من الفيروسات، حيث نبيع نحو نصف مليون أغنية شهرياً. وتنمو أرباحنا في هذه الحقول التجارية من السوق بشكل أسرع مقارنة بزيادة أعداد المشتركين المتصلين على الشبكة.

* وما مدى أهمية التجمعات على الشبكة؟
ـ التجمعات بالغة الأهمية، حيث بدأت شركة AOL تتخذ بكل وضوح اتجاه التحول نحو شبكة 2.0 المحلية. كيف لي أن أربط نفسي بالأصدقاء والأقارب شبكياً؟ إن زبائننا يتوقعون من الإنترنت أكثر من البحث والتجارة الإلكترونية وتفقّد البريد الإلكتروني، فهم يبحثون عن القاعدة التي تمكنهم من عرض أنفسهم عن طريقها، وإحداث تواصل بين المتفقين منطقياً. هذه هي الموجة الكبيرة اللاحقة على شبكة الإنترنت، والأكثر أهمية من خدمة التلفزيون على الإنترنت.

* ماذا يعني هذا بالضبط؟
ـ يوجد حتى هذه اللحظة القرية العالمية؛ الإنترنت، ولكن شبكة الإنترنت المحلية بالفعل أكثر أهمية، باختصار هي "البحث المحلي": أين توجد محطة تعبئة الوقود اللاحقة، أو المسرح اللاحق؟ علينا أن نُوجد ربطاً ما بين خرائط المدن ومحركات البحث، ولا يوجد حتى الآن ربط ما بين جداول المواعيد في المدارس وخريطة خطوط الحافلات. نحن نرى أن تحقيق هذا النوع من الترابط أكثر أهمية، ولا بد من إلحاق خدمة الاتصالات اللاسلكية في هذا النوع من التطوّر.

* ما حجم المال الذي يتم إحرازه عن طريق شبكة 2.0؟
ـ تتميز هذه الشبكة بالنجاح، بينما نموّل حركة التنقّل بين صفحاتنا عن طريق الإعلانات. وأثبت ازدهار أسواق الإعلانات في الولايات المتحدة هذا نجاح هذا الاتجاه مباشرةً. ولكننا نأخذ بعين الاعتبار إيجاد المزيد من مصادر الدخل عن طريق بيع منتجات إضافية، وخدمات ذات قيمة أعلى، عن طريق ترابط الشبكات الاجتماعية في المستقبل.

* ما مدى أهمية سوق خدمات الاتصال اللاسلكي؟
ـ سيصبح الهاتف النقّال أحد السهام المركزية بالنسبة لـ AOL، ولكن من المؤكّد أننا لن نكون إحدى شركات التزويد الزهيدة. وسنعمل على تحويل خدمات البريد الإلكتروني وتبادل الرسائل الفورية Messenger، عن طريق الجوالات، وكذلك تمكين المستخدم من الحصول على الخدمات المدفوعة مثل تحميل الأغاني على الجوالات. ومن المجدي زيادة الاستثمار في تحقيق المزيد من التوسعة في مجال الاتصال اللاسلكي، بهدف عدم عرض خليط متشابك من الأعمال للمستخدم. ولكن حتى في تلك تتداخل أفكار شبكة 2.0 .. كيف يمكن مشاطرة الخبرات بين الأصدقاء؟ هذه الوُجهة بدأت في اتخاذ طريق فعلية.

* هل تفكرون في أجهزة جوالات خاصة؟
ـ لن نقدم على تقديم أجهزة جاهزة، إذ لم تثبت القيمة الفعلية لاتخاذ مثل هذه الخطوة. بالفعل تمكّن نموذج "أبل" Apple من إثبات نفسه، ولكن هذه ليست الاستراتيجية المُتّبعة لدينا. فنحن نطوّر برامج لتشغيل الأجهزة الجاهزة، وتُستخدم هذه البرامج اليوم في أمريكا فعلياً. وسيتم طرح برامج التجمعات Community Software لتشغيلها على أجهزة الهاتف النقال في أسواق ألمانيا قريباً.

* ما مدى واقعية تجهيزاتكم لخدمة البحث المحلي؟ حيث إن "جو يالو" GoYellow، "جوجل" Google، و"تي إنفو" T-Info لهم سبق ملموس في هذا المضمار.
ـ لقد أعلنا عن تعاون مع شركة تيلي جيت Telegate، وبالتالي نقدّم لزبائننا عن طريق الخدمة ومدخل الشبكة وظائف معلوماتية تحتوي على معلومات محلية فعلية. وتمنح شركتنا بالتعاون مع شركة جوجل المزيد من الفرص، والتي سنعمل على تعزيزها في المستقبل.

* تعتمد الشركات المنافسة لـ AOL في الوقت الراهن على خدمة التشغيل الثلاثي Triple Play، أي التشغيل المشترك بين الإنترنت والهاتف والتلفزيون، بينما AOL لا، فهل التشغيل الثلاثي عبارة عن ترف زائد؟
ـ نعم أنا أعتبرها كذلك، وهذا يذكرني بنظام الاتصالات اللاسلكية العالمي. يمكن أن تكون خدمة التشغيل الثلاثي منطقية فقط إذا تم إيجاد تصميم جديد للبث التلفزيوني على الإنترنت. فعندما يتم عرض بث تلفزيوني على الشبكة ضمن برامج إلكترونية رائدة، أو تسجيل فيديو خاص، حينها تواجه الإنترنت منافسة مباشرة من قبل النقل التلفزيوني المجاني.
على المرء أن يعيد التفكير مراراً وتكراراً ليرى فيما إذا كان هذا المجال من الاستثمار مجديا فعلاً أم لا، وانطلاقاً من خبراتي لدى شركة فودافون، يمكنني القول إن على المرء أن يدرس ويمعّن النظر في شكل التقدّم نحو أحد الحقول التجارية الجديدة بدقة، قبل أن يُقدم على اتخاذ تلك الطريقة مباشرةً. وعلى ما يبدو أن الثقة أصبحت عمياء بهذه السوق، حيث إن الكل متجه نحوها دون تفكير.
أنا بالفعل لست متأكداً، بأنه يوجد حتى الآن تصميم خاص للبث التلفزيوني على الإنترنت، بحيث يحقق قيماً إضافية للزبائن مقابل خدمة النقل التلفزيوني التقليدي المجاني.

* ما تصوراتك حول هذا التصميم؟
ـ لن يتم توظيف خدمة البث التلفزيوني على الإنترنت إلا عن طريق رصد حجم هائل من الاستثمارات، وببساطة نقل مباريات دوري كرة القدم أو حتى كأس العالم على الإنترنت لن يعود بأرباح كافية، حيث لا بد من توظيف خدمات إضافية متفاعلة. فعندما أشاهد مباراة مثلاً، من الممكن إلحاق مشاهد بأهداف من مباريات سابقة، أو بعض الإحصاءات عن اللاعبين، أو إعادة مباشرة لبعض مشاهد اللعب، هذه من الممكن أن تحقق قيمة إضافية معقولة. والأفضل إيجاد محتويات خاصة بطبيعتها لنقلها عن طريق الإنترنت، ولكن هذه الأخيرة باهظة جداً.

* إذاً لن تعمل شركة AOL على تقديم خدمة البث التلفزيوني على شبكة الإنترنت؟
ـ فقط في حالة تمكنا من تغطية تكاليف نقل البيانات. وأنا بالفعل لا أؤمن حتى الآن بقدرتنا على النجاح في ذلك، حيث إن الأسعار التي علينا دفعها مقابل حركة نقل البيانات لشركة الاتصالات الألمانية تتحدث عن غير هذه الإمكانية، وحتى الشركات المنافسة لنا، لم تتحقق بعد من جدوى خدمة التلفزيون على الإنترنت.

* ولكن الشركات المنافسة تستثمر بقوة في هذا الحقل الجديد من التجارة على شبكة الإنترنت؟
ـ صحيح، وهذا ناتج عن خوفهم من شركات الكوابل والتي تقدّم اليوم إلى جانب خدمة نقل التلفزيون، خدمات الاتصال الهاتفي والإنترنت، وستصبح في النهاية شركة واحدة تجني أموالها عن طريق خدمة التشغيل الثلاثي.

* هل تخشى أن تسعى شركة الاتصالات الألمانية إلى التوجه بشكل منفرد نحو خدمة التلفزيون على الإنترنت؟
ـ بالطبع لا، حتى شركة الاتصالات الألمانية لا يمكنها تخصيص خمسة آلاف محرر بيانات من أجل معالجة محتويات الشبكة.

* تخطط شركة الاتصالات الألمانية لمدخل منفرد في مجال آخر، حيث لا تهدف الشركة إلى إتاحة الشبكة فائقة السرعة VDSL للشركات المنافسة، فهل يعود هذا بأضرار ملموسة على AOL؟
ـ تحاول شركة الاتصالات الألمانية باستمرار تحقيق مساحة خاصة بها، متحررة من القوانين، وتحظى في هذه الوُجهة بدعم من السياسيين. وما يُقلقنا بالأخص هو هذا التدخل السياسي، فإذا اتبعت ألمانيا نموذج تقليص حجم المنافسة بهدف حماية المحتكر السابق حينها ستنخفض جاذبية ألمانيا كموقع تجاري صالح للاستثمارات في مجال الاتصالات. وأنا مدهوش: كيف يمكن للحكومة الألمانية إرسال مثل هذا النوع من الإشارات للمستثمرين بهذه البساطة؟

* برغم هذا تعمل شركة AOL بالتعاون مع شركة تلفونيكا Telef?nica، بهدف التمكّن من تزويد خدمة اتصال على شبكة الإنترنت بسرعة 16 ميجابايت .. كيف يمكنك وصف حجم التقدّم؟
ـ نمثّل أنفسنا اليوم في 25 مدينة، وسنعمل على رفع العدد بوضوح خلال العام الجاري. نحن نرى أنفسنا كشركة متخصصة في إعادة بيع الخدمات، ولسنا شركة متخصصة في تشغيل الشبكة.

* ما حجم الطلب على الشبكة عريضة الموجة؟
ـ محدود حتى الآن إلى درجة غير جديرة بالاهتمام. لا يمكننا أن نبرر للمستخدم مدى أهمية سرعة الاتصال البالغة 16 ميجابايت وما حاجته إليها. في الحقيقة القطاع بأكمله غير قادر على تبرير ذلك.

* ماذا يجب أن يحدث الآن؟
- لن يكون بإمكاننا ملء الشبكة عريضة الموجة دون إيجاد التحديثات الأساسية. ومن المفترض العمل على إعادة إنتاج المحتويات على نحوٍ جديد؛ كيف يمكن ربط الشبكات الاجتماعية بمحتويات التلفزيون مثلاً؟ أو كيف يمكن العمل على تداخل الإعلانات بصورة متفاعلة؟ وحتى هذه اللحظة خلّف القطاع هذه الرؤى دون رعاية أو اهتمام، حيث اتضح لأول مرة عن طريق بث التلفزيون المتحرك أننا لسنا قادرين على نقل الأغاني المصوّرة فقط إلى الهاتف النقّال.

* أحد استخدامات اتصال سرعة 16 ميجابايت المُحتملة هي تحميل مشاهد الفيديو. كيف يمكن أن يكون شكل هذا النوع من العروض؟
ـ تقوم تجمعات الإنترنت بكتابة سيناريو الفيلم أو التنسيق معها حول نهاية الفيلم، وهذا واعد جداً، ويمكن للوسائط المستخدمة أن تعمل على نجاحه، ولكن لا يزال يحتاج إلى فترة من الوقت، حيث تجري هذا العام الدراسات حول التشغيل الثلاثي Triple Play بهدف الوصول إلى قرار حاسم حول النماذج الناجحة التي يمكن توظيفها في هذا الحقل. ولكن حتى هذه اللحظة تُتخذ الأساليب التقليدية في هذه السوق، توجّهاً مع البنية الموجودة، وتتزايد المحاولات بهدف إيجاد المحتويات المناسبة، وستظهر التحديثات الجديدة مع أول موجة مقبلة.

الأكثر قراءة