الإصلاحات الاقتصادية شجعتنا على دخول سوق المال السعودية

الإصلاحات الاقتصادية شجعتنا على دخول سوق المال السعودية

أكد رئيس مجلس إدارة بنك كريديه سويس والتر كيلهولز أن المؤسسة البنكية الرائدة على مستوى العالم تشجعت بالخطوات الإصلاحية الاقتصادية من أجل دخول السوق المالية في المملكة، متوقعا أن يبدأ البنك نشاطه في المملكة خلال الربع الثالث من العام الحالي.
وقال والتر كيلهولز في حوار مع "الاقتصادية" بمناسبة زيارته الأخيرة للرياض، إن علاقات البنك الوثيقة والقديمة مع المستثمرين من المملكة كانت أيضا عاملا مشجعا وراء قرار البنك الوجود في المملكة عبر شريك محلي.
وأوضح أن الاستراتيجية الجديدة للبنك التي انطلقت مطلع العام الحالي تركزت على المنطقة العربية والخليج بشكل خاص، مرجعاً السبب في ذلك إلى أن " دول الخليج، والسعودية بشكل خاص، غيّرت بالطبع من وضعها وحالتها على صعيد الاقتصاد العالمي وأصبحت لاعبة مهمة في ساحة الاقتصاد العالمي، ليس فقط من أجل قدرتها الإنتاجية من النفط ولكن أيضا لقيامها بتنويع اقتصاداتها. ولذلك فإننا كبنك نشط على ساحة الاقتصاد العالمي يجب أن نكون حاضرين في هذه المنطقة لأن لها مستقبلاً مهماً جدا ناهيك عن الحاضر المهم أيضا".
وبيّن أن البنوك السويسرية "لا يزعجها كثيرا" منافسة البنوك الأوروبية أو الأمريكية على استقطات رؤوس الأموال العربية والخليجية، موضحا أن هذه البنوك لديها ميزة تجعلها تتفوق على غيرها من البنوك تتمثل في "تقاليد راسخة وقديمة في التعامل مع هذه المنطقة".

نص الحوار
ما هو "سويس كريديه بنك" وما أنشطته؟
"كريديه سويس" بنك قديم عمره 150 عاما وهو من البنوك الرائدة على مستوى العالم. وينشط في ثلاثة مجالات، وهي: قطاع الخدمات البنكية الخاصة، والاستثمار البنكي، وإدارة الأصول.

أعلنتم أخيرا عن استراتيجية جديدة تحول بموجبها المصرف من بداية العام الحالي إلى بنك، ما الأسباب وراء هذا التحول؟
في الماضي كان لدينا قطاعان رئيسيان مختلفان أحدهما شركة تأمينات كبيرة والآخر بنك للاستثمار بشكل منفصل وإدارة منفصلة لإدارة الأصول، وإدارة منفصلة أيضا للخدمات المصرفية الخاصة.
لذلك فهو تركيز على ثلاثة قطاعات، كما قلت في البداية.

عمر البنك الآن 150 عاما، ألا ترى أن عملية التحول هذه متأخرة؟
في هذه الفترة الكثير من الأمور تحدث. أعتقد أنه كان بإمكاننا الاندماج كبنك منذ عدة سنوات مضت ولكننا كنا في مرحلة مبكرة جدا من عملية التوسع عالميا. لدينا تاريخ وعلينا تغيير هذا التاريخ وعملية التغيير تأخذ بعض الوقت أحيانا. ولا أعتقد أن هذه خطوة متأخرة.

أين تضع دول الخليج بشكل خاص والدول العربية عامة في الاستراتيجية الجديدة؟
في البداية يجب أن نرى أن دول الخليج، والسعودية بشكل خاص، غيرّت بالطبع من وضعها وحالتها على صعيد الاقتصاد العالمي وأصبحت لاعبة مهمة في ساحة الاقتصاد العالمي، ليس فقط من أجل قدرتها الإنتاجية من النفط ولكن أيضا لقيامها بتنويع اقتصاداتها.
ولذلك فإننا كبنك نشط على ساحة الاقتصاد العالمي يجب أن نكون حاضرين في هذه المنطقة لأن لها مستقبلاً مهماً جدا ناهيك عن الحاضر المهم أيضا.

هل حضوركم في هذه المنطقة بشكل غير مباشر من خلال شركاء محليين أو بشكل مباشر؟
أولا، نحن نتعامل مع المنطقة من مركزنا في سويسرا منذ فترة طويلة جدا. وثانيا، لدينا حضور في أجزاء متفرقة من المنطقة منها أخيراً في قطر، ولدينا هنا عدد من الحلفاء. ولذلك فإن هذا الحضور من الممكن أن يأخذ أشكالا عديدة وهو حضور متعدد سواء من خلال مؤسستنا في بيروت أوالقاهرة أو دبي.

هل كانت الإصلاحات الاقتصادية في المملكة مشجعة لكم لدخول السوق السعودية؟
بالطبع شجعتنا هذه الإصلاحات الاقتصادية، لكننا تشجعنا عبر حلفائنا وأصدقائنا وثيقي الصلة بنا في السعودية، مثل عائلة العليان وهم من ملاك الأسهم المهمين منذ سنوات عديدة.

ما حجم الودائع التي يديرها البنك حتى العام الماضي؟
الودائع الخاصة التي نديرها للعملاء الأفراد في قطاع الخدمات البنكية الخاصة تبلغ أكثر من 650 مليار دولار أمريكي، أما الودائع الخاصة بالمؤسسات فهي تبلغ 1.484 مليار دولار.

متى تتوقع بداية عملكم الفعلية في السوق المالية في المملكة؟
طبعا في البداية لا بد من أن نبحث عن أفراد بمهارات معينة والانتهاء من التصاريح الضرورية، ولذلك أتوقع أن نبدأ فعليا العمل في الربع الثالث من العام الحالي.

تردد أن البنك موّل العديد من الصفقات لجهات استثمارية خليجية على المستوى العالمي، ما حجم تمويلات البنك؟
تقصد الإجمالي، حسنا نحن لا نعد مثل هذه الأرقام لأنها في قطاعات متعددة، وأعتقد أننا لا نستطيع أن نعد مثل هذه الأرقام. بعد الاستراتيجية الجديدة لم يعد البنك نشطا في هذا المجال، ولكننا كبنك استثماري نحاول أن نجد مستثمرين في مجال صناديق مشاريع البنية التحتية والصناديق الاستثمارية الأخرى.

ما أهمية القطاع المصرفي للنشاط الاقتصادي في سويسرا؟
هذا قطاع يخلق نحو 14 في المائة من إجمالي الدخل الوطني، نحن لسنا البنك الوحيد، وهذا يتضمن أعمال بنكية وتأميناً وإدارة ودائع وهذه الأنواع من الخدمات المصرفية مهمة لإجمالي قوى العمل في البلاد، وهذا أمر غير مفاجئ لأن هذا القطاع يخلق أيضا فرصاً وظيفية إضافية في مجالات المحاسبة والقانون والاستشارات القانونية وغيرها والتي لها علاقة كبيرة بأنشطتنا. لذلك فإن القطاع البنكي مهم جدا للاقتصاد.

ما تقييمكم لسوق عمل البنوك الإسلامية؟
نحن ندرك أهمية عمل البنوك الإسلامية وهذه سوق تنمو بسرعة ونحن بشكل أساسي نساعد المستثمرين من أجل الاستثمار طبقا لأهدافهم، ولذلك فإننا دائما نوفر الحلول المالية المبتكرة والجديدة التي تلبي متطلبات المستثمر والمتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
ولا يوجد لدينا حاليا بنك منفصل ومخصص كبنك إسلامي، لكن بكل تأكيد ولعدة سنوات توجد لدينا إدارة أصول تتوافق مع الشريعة الإسلامية للمستثمرين، وبكل تأكيد أيضا فإن البنك سيوسع من مصادره وقدراته لتلبية متطلبات هذا المجال في المنطقة.

هل تواجه البنوك السويسرية منافسة من البنوك الأوروبية والأمريكية في استقطاب رؤوس الأموال الخليجية والعربية؟
بكل تأكيد المنافسة موجودة، لكن البنوك السويسرية لديها بالطبع تقاليد راسخة وقديمة في التعامل مع هذه المنطقة، ولذلك فإن لدينا ميزة تجعلنا نتفوق على الآخرين. وكما قلت فإن المنطقة مهمة وستصبح أكثر أهمية في المستقبل ومنافسونا يحاولون أن يحصلوا على حصة من هذه السوق، ولا أعتقد أن هذا الأمر يزعجنا كثيرا لأننا مؤهلون بشكل كامل للمنافسة.

الأكثر قراءة