"القطاة"و"الفزاع"عنصران مهمان في الرحلات البريّة
عندما تسمع مفردات كــ (القطاة, الخدوم, الفزاع), يخيل لك للوهلة الأولى أنها أسماء طيور! ولكن عندما تكتب لك مرافقة شباب في رحلة برية ستكتشف أن تلك المفردات ما هي إلا صفات يطلقها الشبان على أصدقائهم بدافع تحفيزي عندما يقومون بخدمات متنوعة من (طبخ وتجهيز للموقع وتشييد للخيام) في نزهاتهم البرية. رافقت "الاقتصادية" مجموعة من الشبان في رحلة برية وتعرفت عن كثب على أدق تفاصيل اهتماماتهم.
ألقاب الرحلات
إطلاق الألقاب أثناء الرحلات والنزهات البرية على الشباب من قبل مرافقيهم ليس عبثياً, بل كل صفة يتم إطلاقها لها دلالة مباشرة بمن تم إطلاقها عليه, مثلا (القطاة) اسم لطائر اشتهر بمعرفته للأماكن, فيطلق هذا الاسم وصفاً للشاب الذي يجيد التعامل مع الطرقات الوعرة والممرات الضيقة وكذلك مَن يعرف الأماكن والرياض البرية ولا يضيع طرقاتها. أما اسم (الخدوم) فيطلق على مَن يقوم بمهام متنوعة ويبذل جهدا كثيراً ويستطيع تجهيز الوجبات بجودة عالية. وفي هذه الرحلة كان الشاب خالد الصنهات هو مَن أُطلق عليه لقب الخدوم لنشاطه المضاعف وجهده الكبير. ويشير الصنهات إلى أنه لم يسمع اسمه الحقيقي إلا في الأوساط الرسمية حتى اسمه في أجهزة الهواتف الجوّالة لدى زملائه وأصدقائه تم حفظه بــ (الخدوم). ويتحدث الصنهات عن هذه التسمية قائلاً: هي صفة محببة لديّ وتم إطلاقها عليّ من قبل أصدقائي حينما كنت أقوم بجميع أدوار الخدمة لزملائي في رحلة قضيناها في صحراء الصمان.
انتخابات الصحراء!
يتفق الشباب في رحلتنا البرية هذه على أن أفضل الرحلات هي التي تكون منظمة بشكل موزع الأدوار فيما بين الأصدقاء, كما أن الرحلات البرية تفرض تعاملا خاصا فيما بين الشباب, حيث يلتزمون في بداية الرحلة بتعيين أحدهم رئيسا لهم, يكون قائدهم في هذه الرحلة ومسموع الكلمة, ويتم اختياره بالانتخاب من قبل مجموعة الأصدقاء المتنزهين. ويكون قراره هو النافذ في حال تم الاختلاف على موقع الجلوس أو المبيت والارتحال في الموقع الصحراوي وكذلك يكون هو موزع المهام بين مجموعة الأصدقاء.
أمطار وأعطال واعتراضات
من أهم المفاجآت السارة هطل الأمطار أثناء الرحلة أو وجود صيد بري، أما المفاجآت غير السارة كإصابة إحدى السيارات بعطل أو تعرض أحد الشباب للدغة سامة من ثعبان أو عقرب.
بدر الفهيد أحد الشباب في تلك الرحلة يقول: تكشف الرحلات البرية صفات قد تكون خافية فيما بين الأصدقاء بعضهم البعض, ويوضح الفهيد قوله السابق، بأنه ليس كل شاب يقبل أن يغسل "الصحون أو القدور" بعد إعداد الوجبات, كما أن بعض الشباب ندهش من روح المبادرة لديه وقيامه بكل المهام.