مناقشة التعليم الإلكتروني واقتصاديات وصناعة تقنية المعلومات

قبل ما يربو على عشر سنوات اجتمعت قرابة مائة وثمانين دولة في مدينة ريودي جانيرو فيما يسمى بقمة الأرض حيث تمت مناقشة المواضيع العالمية المهمة كتغير المناخ، طبقة الأوزون، وقضايا الحفاظ على الموارد الطبيعية وكان التوجه العام نحو دعم التنمية المستدامة. وبالرغم من تعدد التعريفات لمفهوم التنمية المستدامة لكنها تتفق حول مفهوم التنمية الملائمة لاحتياجات الواقع مع الأخذ في الاعتبار احتياجات الأجيال المقبلة.
 إن تقنية المعلومات مؤهلة للعب دور أساسي وفاعل دعماً للتنمية المستدامة، إن التطورات الحديثة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات قادت نحو مجتمعات معلوماتية تعتمد على تقنية المعلومات أكثر من اعتمادها على المصادر التقليدية. وظهور الكثير من التطبيقات والتطورات في مجال تقنية المعلومات مثل العمل عن بعد والتعليم عن بعد والطب الاتصالي والحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية وغيرها من التطبيقات المختلفة ساهم في تقليل استهلاك المصادر الطبيعية وإضافة الكثير للتنمية المستدامة.
امتدادا لسياق هذا المشروع الضخم واستشعاراً لمسؤوليتها قررت جمعية الحاسبات السعودية اختيار موضوع "تقنية المعلومات والتنمية المستدامة" عنوانا رئيسا لمؤتمرها الوطني الثامن عشر، الذي يختم فعالياته مساء هذا اليوم.
وتحدث الأمير الدكتور ماجد المشاري آل سعود، رئيس مجلس إدارة جمعية الحاسبات السعودية الرئيس العام للمؤتمر واصفاً المؤتمر الوطني الثامن عشر للحاسب بأنه من أبرز المؤتمرات التقنية والعلمية الكبرى في المملكة العربية السعودية، منذ انطلاقته الأولى على مدار ثلاثة عقود سابقة وبانتظام منقطع بإشراف جمعية الحاسبات السعودية في ظل الدعم المستمر والرعاية والرئاسة الفخرية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
وأضاف قائلا:" يتجمع في هذا المؤتمر نحو 1500 شخص من المتخصصين في مجال الحاسب الآلي وأصحاب القرار من مديري القطاع العام (الحكومي) والخاص والمهتمين بقطاعات تقنية الحاسب الآلي". وعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار: "تقنية  المعلومات والتنمية المستدامة" مما يوسع من نطاق المهتمين بالحضور لهذا العام. ويتميز هذا المؤتمر بأنه أكبر ملتقى علمي متخصص في تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية، ويضم أكبر تجمع للمتخصصين في مجالات تقنية المعلومات للقطاعين العام والخاص. واستعرض بأسلوب علمي متميز من خلال محاور المؤتمر كافة قضايا تقنية المعلمومات. وأقيم خلاله ورش عمل متخصصة في كافة مجالات تقنية المعلومات.
وألمح الدكتور. ماجد آل سعود على أن هذا المؤتمر تميز في كافة دورات انعقاده السابقة بتعدد الحوارات التي تدور في أروقته وبخاصة في أجنحة المعرض المختلفة، وضم المعرض المصاحب كبريات الشركات في مجالات تقنية المعلومات لعرض أحدث تكنولوجيا التقنية في العديد من التخصصات. وتواجد عدد كبير من متخذي القرار في قطاع تقنية المعلومات للقطاعين العام والخاص.
وشملت فعاليات المؤتمر دورات تدريبية لمحاضرين أكاديميين منتسبين لعدد من القطاعات الحكومية والأهلية في المملكة العربية السعودية، حيث نظم في اليوم الأول دورة تدريبية بعنوان " أنظمة  تخطيط الموارد (نظم المعلومات المتكاملة) ERP: المفاهيم ومعايير الاختيار". وحاضر في هذه الدورة الدكتور سليمان بن علي العريني، وتهدف لرفع فعالية وكفاءة وتكامل أنظمة المعلومات داخل المنظمة الواحدة وبين المنظمات والهيئات التي تربطها علاقات ومصالح وظيفية أو تجارية، وإبراز أهمية أنظمة تخطيط الموارد ERP. أما الدكتور خالد بن سليمان الغثبر فكان موضوع دورته يغطي جانب حيوي مهماً حول "أمن المعلومات: المفاهيم الأساسية والمخاطر والحلول"، وفي جانب مواز قدم الدكتور محمد أحمد أفندي، دورة عن "بناء نظم التجارة الإلكترونية" تفاعل معها كثير من الحضور. وركز المحاضر على جانب تطوير مهارات العاملين في قطاع المعلوماتية، والتوعية الدقيقة والمتخصصة بأمن المعلومات، كذلك تدريب المشاركين على التعرف على أنواع المخاطر المحتملة ، والتعرف على آليات الوقاية وطرق العلاج .
وأقيمت في الأيام الثلاثة التالية دورات متنوعة ركزت على تقنية التشفير، وتصميم وتنفيذ مواقع الإنترنت، وتقنيات التعليم الإلكتروني، وإدارة مشاريع البرمجيات وتقدير تكلفتها، وتصميم وتنفيذ أنظمة الحوسبة المتنقلة عبر الشبكات اللاسلكية، التشفير وبنية المفاتيح العمومية PKI مفاهيمها وآليات تطبيقها، وأخيراً دورة بعنوان: فيروسات الحاسب وبرامج التجسس وطرق التعرف عليها ومكافحتها.
وسجلت البحوث المقدمة لجلسات المؤتمر على مدى أيامه الأربعة متابعة لافتة وتفاعلا من قبل المهتمين والمتخصصين في تقنية المعلومات من الحضور، وفيما يلي عرض انتقائي لبعض البحوث التي طرحت في المؤتمر: