"الخطة" على عادتها.. ملتقى ثان للزراعة برعاية أمير حائل

تعاود مدينة الخطة في منطقة حائل اليوم، ممارسة عادتها في احتضان الضيوف من خلال إطلاق ملتقاها الزراعي الثاني، الذي يتبناه رجل الأعمال علي الجميعة، ويفتتحه الأمير سعود بن عبد المحسن أمير حائل، بحضور قيادات القطاع الزراعي حكوميين وأهليين.
ويحفز نجاح الملتقى الأول الذي أقيم العام الماضي المنظمين لتكرار النجاح، والوصول إلى هدف الملتقى في إعلان الخطة لتكون ملتقى سنويا للزراعة والمزارعين، يطرح من خلال ملتقاها أهم المشاكل والعقبات التي تعترض العاملين في هذا النشاط الذي يشكل نسبة كبيرة من الناتج المحلي حيث يبلغ نحو 36 مليار ريال سنويا، ويعمل فيه أكثر من 500 ألف شخص.
ويترقب القطاع الزراعي هذا التجمع الذي يقام في مزرعتي"العزيزية والمسرة" العائدة وسط توقعات بأن يتجاوز الحضور 300 شخصية من من الشخصيات الزراعية في البلاد.
وأنهت اللجان العاملة في الملتقى جميع تجهيزاتها، حيث تم تحويل جميع المواقع المؤقتة التي احتضنت الملتقى الأول إلى مواقع ثابتة، بعد أن تم تجهيز قاعة محاضرات كبرى، مع انتهاء تجهيزات المباني والمواقع السكنية للضيوف ودعمها بالكوادر الفنية العالية لتقديم أفضل الخدمات.
وجهز في أرض الملتقى مركز إعلامي متكامل لخدمة وسائل الإعلام المختلفة، حيث من المتوقع أن يحظى بتغطية إعلامية مكثفة. وفي هذا الشأن أشار خالد بن عبد المحسن الباتع عضو اللجنة العليا المنظمة رئيس اللجنة الإعلامية إلى أن المركز جهز بكل التجهيزات، فضلا عن تجهيز سيارات خاصة للإعلاميين ومندوبي القنوات الفضائية لمساعدتهم على إعداد التقارير الصحافية والإعلامية. ووعد الباتع برؤية أشياء تليق بضيوف الخطة على المستويات كافة، مبينا أن شبابها يعملون ليل نهار لرفعة مدينتهم وفاء لها، وخدمة لضيوفها.
ويتضمن ملتقى الخطة الثاني عدة محاور يحاضر فيها نخبة من ذوي الاختصاص حيث سيتم التطرق إلى نتائج انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية للدكتور فواز عبد الستار العلمي رئيس الفريق التفاوضي للمملكة واستعراض آفاق الاستثمار في منطقة حائل وسيحاضر فيها الدكتور محمد النافع ومجاهد القين من الهيئة العليا للاستثمار والمهندس إبراهيم البدران أمين عام الهيئة العليا لتطوير حائل ودور الزراعة في الأمن الاجتماعي وسيحاضر فيها عيسى الحليان رئيس اللجنة الزراعية في غرفة حائل والدكتور صالح المالك الأمين العام لمجلس الشورى والدكتور عبدالعزيز الثنيان عضو مجلس الشورى وصالح السليمان مدير عام المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق وأهمية تدريب القوى البشرية في القطاع الزراعي.
وسيحاضر في الملتقى الدكتور حمد العقلاء عميد كلية التقنية والدكتور خالد العنقري من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني والدكتور محمد السهلاوي مدير صندوق تنمية الموارد البشرية وفريح الصنيتان من شركة سابك وأثر انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية على القطاع الزراعي التي سيحاضر فيها الدكتور أحمد الحازمي من جامعة الملك سعود والكتور عبد الله العبيد وكيل وزارة الزراعة لشؤون الأبحاث والتنمية الزراعية والدكتور مفرج الحقباني من كلية الملك فهد الأمنية ومن ثم الجلسة الختامية والمناقشة والتي حدد لها الدكتور يوسف الثويني عميد كلية المعلمين في حائل والدكتور حمد العقلا وعيسى الحليان والدكتور محمد النافع والدكتور أحمد الحازمي.
وكون في وقت سابق مجلس أمناء دائم للمنتدى تم تشكيله للملتقى، برعاية الشيخ علي الجميعة، ويضم كلا من الشيخ علي الجميعة رئيسا للمجلس، وعضوية المهندس إبراهيم البدران الأمين العام لهيئة تطوير حائل وأمين عام مجلس منطقة حائل، والمهندس سلمان جار الله الصوينع مدير عام زراعة حائل، عيسى الحليان رئيس اللجنة الزراعية في غرفة حائل، خالد الباتع رئيس اللجنة التأسيسية لجمعية مزارعي حائل التعاونية ''تحت التأسيس''، ومن رجال الأعمال عبد الله الطخيم وعبد الله التمامي وزياد علي الجميعة.
وينتظر من الملتقى أن يدعم مسيرة تنمية القطاع الزراعي ويكسب المزارع القدرة على تحدي المعوقات في الواقع الزراعي الحاضر والتقدم فيه مستقبلا، للمحافظة على هذه الحرفة المهمة في البلاد، ولا سيما أن القطاع الزراعي في حائل من أهم القطاعات الاقتصادية ويلعب دورا كبيرا وإيجابيا في تنمية حائل من خلال وجود 12 ألف مزرعة وانتماء 30 ألف عائلة حائلية للقطاع الزراعي، إضافة إلى الميزة النسبية لحائل زراعيا من حيث ملاءمة الجو والتربة ووفرة المياه وعذوبتها.
ويستهدف المنتدى الوقوف على أهم المعوقات والمشاكل الزراعية التي يتعرض لها المزارعون وإيجاد الحلول المناسبة وإعادة ترتيب الأوراق لمواجهة التحديات المستقبلية للقطاع الزراعي. وسيعطى للمهتمين بالقطاع صورة حقيقية عن الأوضاع الزراعية من خلال الالتقاء بالمزارعين ومحاورتهم مباشرة. ووفقا لمراقبين، فإن الخطوة تؤسس نهجا جديدا يتمثل في إقامة مثل هذه المنتديات والملتقيات في الميدان، بعد أن كانت محصورة سابقا في الجهات الأكاديمية أو المدن الكبيرة.
ويأتي المنتدى محاولة جادة للإعلان عن حائل كموفر رئيسي لسلة الغذاء من بين المدن السعودية الأخرى لوفرة الإنتاج الزراعي وجودته العالية مما يمكنها من الاستفادة من ميزاتها النسبية في هذا الجانب في قيام عدد من المصانع التي تختص بالتصنيع الغذائي وتوفير عدد من البنود المالية التي ترهق كاهل المستثمرين والمصانع العاملة في مجال التصنيع الغذائي والتي يأتي من أبرزها نقل المحاصيل الزراعية المراد تصنيعها من حائل إلى المدن التي توجد فيها تلك المصانع وبالتالي انعكاس ذلك بالإيجاب على الاقتصاد الحائلي.
وتنتج مزارع حائل ما نسبته89 في المائة من الإنتاج المحلي للبلاد من الذرة الشامية في حين يأتي منتج البطاطس في المرتبة الثانية بعد الذرة الشامية بما نسبته32 في المائة من إنتاج البطاطس المحلي في حين توفر حائل 12,30 في المائة من إنتاج القمح السعودي وتأتي الحبوب الأخرى في المرتبة الرابعة بعد القمح بتوفير 12,16 في المائة من الإنتاج المحلي ويحل الشعير خامسا بما نسبته11 في المائة في حين يأتي محصول التمور في المرتبة السادسة بتوفير أكثر من 9 في المائة من إنتاج المحصول في البلاد ثم تأتي الخضراوات التي تنتجها مزارع حائل بنسبة 8,13 في المائة من خضروات السعودية.
وتوقعت مصادر زراعية في حائل، أن يساعد ملتقى الخطة الزراعي، رجال الأعمال في مختلف أنحاء البلاد على عقد صفقات أو إنشاء مصانع متخصصة بالتصنيع الزراعي، نظرا لتميز الإنتاج الزراعي فيها، وقربها من المزارعين.