بعوض المستنقعات والتلوث البيئي يصيبان قاطني "حزم الرياض" بالحساسية

بعوض المستنقعات والتلوث البيئي يصيبان قاطني "حزم الرياض" بالحساسية

يعاني قاطنو حي الحزم (جنوب غربي الرياض)، وجود تلوث بيئي في الحي أسهم في تكاثر كميات كبيرة من الحشرات الضارة والبعوض، مما تسبب في حدوث إصابات بمرض حساسية الجلد لدى عدد من الأهالي جراء اللسعات الحادة من أسراب البعوض، فضلا عن تراجع أسعار العقارات في الحي بخروج عدد كبير من المستأجرين في الحي.
وأبدى عدد من أهالي الحي تخوفهم من احتمال انتقال مرض حمى الضنك الذي ظهر في جدة أخيرا إلى الرياض، خاصة مع انتشار عدد كبير من مستنقعات المياه الراكدة في وادي نمار الملاصق للحي، إضافة إلى قرب قدوم فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة الذي يعدر بيئة خصبة لتكاثر هذا النوع من الحشرات. وحذر الأهالي من خطورة الوضع، مطالبين الجهات المعنية بسرعة معالجة المشكلة قبل تفاقمها
وقال عبد الرحمن التميمي أحد ساكني الحي، إن المشكلة بدأت منذ فترة طويلة، لكن في كل مرة تتضاعف خطورتها كما يتضاعف عدد الحشرات التي تلوث المنطقة.
وزاد قائلا: إن أمانة مدينة الرياض كانت في السابق ترش المبيدات الحشرية على تلك المستنقعات التي تقع في وادي نمار المجاور للحي بشكل دوري، لكننا في الفترة الأخيرة لاحظنا أن هناك تراجعا في الرش، "إذ لم نشاهد سيارات الأمانة ترش تلك المستنقعات منذ فترة طويلة" ـ على حد قوله.
وبين التميمي أنه يقتطع جزءا وصفه بـ "الكبير" من راتبه الشهري لشراء عبوات مختلفة من المبيدات الحشرية بهدف التخلص من الكم الهائل من البعوض الذي جلب له المعاناة اليومية بعدما أصبح يجده في كل ركن من أركان منزله وكذلك غرف النوم وخزائن الملابس بل وأواني المطبخ أيضا.
ويعتب التميمي ـ الذي يتحدث بلسان أهل حيه ـ على أمانة منطقة الرياض ممثلة ببلدية الحي، متهما إياها بالتقصير في هذا الأمر، وقال: "إنها السبب فيما نعانيه جميعا من حساسية في الجلد وقلق نفسي وعدم الراحة لا في الجلوس ولا في النوم".
ويقول عبد العزيز بن زيد من قاطني الحي أيضا، إن البعوض سبب لأهالي المنطقة مشاكل كبيرة، خاصة في فترة فصل الربيع ومع دخول فصل الصيف، "لا نستطيع النوم بهدوء وارتياح".
وأضاف قائلا: إن هذه المشكلة تقع على عاتق البلدية، لأن الأحياء التي تقع على الضفة الأخرى من وادي نمار محلة المشكلة، تخضع لاهتمام البلدية وعنايتها, حيث إنه لا توجد كميات للبعوض بهذا الحجم الذي يشهده حي الحزم، متسائلا: عن سبب هذا التجاهل من قبل البلدية".
وبين عبد العزيز أنه وصل إلى مرحلة لم يعد باستطاعته أن يستخدم فيها كمية أكثر من المبيدات للقضاء على البعوض، وذلك بعدما بدأت نتائج المبالغة في رش المبيدات داخل المنزل تظهر على صحة أطفاله وأفراد أسرته الذين أصبحوا يعانون بعض الأمراض في الصدر والجيوب الأنفية بعد استنشاقهم لروائح مختلفة من مكونات هذه المبيدات السامة.
أما محمد العجلان صاحب مكتب لتأجير العقارات وبيعها في حي الحزم، فإنه يقول: "لقد أبلغنا بلدية الحي بالمشكلة منذ فترة طويلة، لكنهم ردوا علينا بأنه لا يستطيعون رش المنطقة بالمبيدات بحجة وجود مزارع نحل في الوادي وأن رش المبيدات قد يقضي على هذه المزارع"، متسائلا هل صحة النحل أهم من صحة البشر؟
وأشار العجلان إلى أن تكاثر البعوض وانتشاره بشكل يفوق المعقول تسبب في هروب عدد من أهالي الحي وبيعهم لمساكنهم وأراضيهم والانتقال إلى السكن في أحياء أخرى بعيدة، وكذلك عزوف المستأجرين من الاستئجار في الحي على الرغم من تدني أسعار الإيجار للمنازل بشكل كبير جدا.
وفي الوقت الذي قلل الطبيب إبراهيم عنان الذي يعمل في مستوصف أهلي في جنوب الرياض، أن يكون البعوض الموجود في حي الحزم سببا مباشرا في انتقال مرض حمى الضنك إلى المنطقة كما يدعي البعض، إلا أنه أكد أن إهمال هذه المستنقعات مدة طويلة قد تكون له مخاطر بيئية لا تحمد عقباها مثل: الملاريا، لأن كثرة المستنقعات والمياه الراكدة بيئة خصبة تساعد على تواجد البعوض وتكاثره بشكل كبير جدا.
وأكد عنان أن المستوصف الأهلي الذي يعمل فيه حاليا يستقبل من حالتين إلى ثلاث حالات يوميا أعمارهم بين 15 ـ 17 عاما إصابتهم لها علاقة بالحساسية الحشرية التي يكون السبب فيها التعرض للسعات حادة من البعوض.

الأكثر قراءة