مطالب بتنظيم سوق لبيع المنتجات الشعبية في سكاكا

مطالب بتنظيم سوق لبيع المنتجات الشعبية في سكاكا

مطالب بتنظيم سوق لبيع المنتجات الشعبية في سكاكا

طالب عدد من مرتادي سوق الأعلاف والمواشي في سكاكا – من أكبر أسواق الماشية في الشمال - بضرورة إنشاء سوق للمنتجات البدوية الشعبية ولو بشكل مبسط داخل سوق الماشية من أجل تنظيم وترتيب مواقع بائعي هذه المنتجات الذين بات عددهم ينافس عدد حظائر المواشي التي أنشئت من أجلها السوق حيث يتواجدون يومياً في السوق لترويج منتجاتهم مثل: الأقط، السمن، والسدو، وبعض المنتجات الجلدية والأدوات القديمة وغيرها.
طالب البائعة الجائلون بتنظيم لهم لكي يتمكنوا من عرض منتجاتهم والاستفادة من إنتاج مواشيهم، ويرى عويد منيزل الفهيقي أحد مرتادي السوق أن إيجاد مثل هذه السوق ضرورة من أجل الحفاظ على بقاء هذه المنتجات البدوية العريقة التي كان يعيش على الله ثم عليها كل أهل الشمال في السابق.
ويتفق معه عبد الله عوض الذي يرى أن وجود مثل هذه السوق الرسمية يضمن للمستهلك وجود البائع عند العودة إلى السوق في حال وجود غش أو تلاعب أو فساد في هذه المنتجات عند استخدامها، مطالبا بمنع البيع خارج هذه السوق حال إنشائها خاصة من يبيعون هذه المنتجات في مواقع عامة مختلفة.
ويرى جزاع الشمري أن وجود مثل هذه السوق تدعم المنطقة وتكون موقعا يرتاده زوار المنطقة لمشاهدة هذه المنتجات.
وفي جولة لـ "الاقتصادية" على بائعي هذه المنتجات اتضح أن السلع المعروضة تتجاوز عشرة أصناف يبيعها أكثر من 20 بائعا منتشرين في طرق عشوائية في السوق.
ويحظى بائع الأقط والسمن والسمح بالشعبية الأكثر من حيث الإقبال والمبيعات حيث تصل مبيعات أحدهم على حد تعبيره 500 ريال في اليوم ويبيع الكيلو الواحد من الأقط بنحو 20 ريالا.

الأقط.. يضاهي أرقى أنواع المكسرات

رغم اندثار كثير من المنتجات الشعبية التي ينتجها أهل البادية سواء كانت هذه المنتجات غذائية أو استهلاكية ولم نعد نشاهدها إلا في المتاحف أو المعارض التراثية إلا أن الأقط أو البقل ما زال محافظاً على شعبيته من حيث بقاء الطلب عليه في الحاضر كما كان في الماضي.
ويرى البعض أن الأقط الذي يأتي من إنتاج حليب الماعز أو الغنم بعد عملية تخميره وتجفيفه يتفوق على أرقى أنواع المكسرات الحديثة خاصة إذا ما أنتج بعناية ومحافظة ويبرهن بقاء الأقط نجماً أبيض في وقتنا الحاضر هو وجوده المستمر في كثير من محلات بيع المكسرات والمحامص ووجوده في سوق البادية ومحافظته على سعره الذي لا يقل عن 20 ريالا للكيلو الواحد، ويعمد المنتجون إلى تصنيع هذه المادة الغذائية الجيدة بعد وجود فائض من الحليب ومن ثم الاستفادة منه إما عن طريق أكله مباشرة وإما عن طريق تذويبه في الماء وشربه أو تناوله مع التمر، وتختلف طرق تحضيره من مكان إلى آخر إلا أنه في العادة يصنع عن طريق تخمير الحليب طول الليل ثم بعد ذلك يتم خض الحليب باستخدام قربة مصنوعة من جلد الحيوانات (الغنم أو الماعز) لفترة جيدة قد تصل إلى ساعة ونصف أو ساعتين ليتم فصل الدهن وبعد فصل الدهون يتم غلي المتبقي أو ما يعرف بـ "المخيض" وطرد كميات كبيرة من الماء على شكل "بخار" ثم تترك العجينة لتنخفض درجة حرارتها (تبرد) إلى درجة الحرارة العادية ويتم بعد ذلك تشكيل العجينة باليد إلى قطع صغيرة يراوح وزنها بين   40 و 60جراماً وتتم تغطيتها بقماش وتجفف بتعريضها لأشعة الشمس لمدة يومين إلى ثلاثة أيام أو أكثر حتى تجف.
يتصف الأقط بأنه مادة غذائية غنية بالبروتين حيث يصل البروتين إلى أكثر من رُبع المادة بمعنى أن كل  100جرام من الأقط تحتوي على أكثر من  34جراماً بروتين، كذلك يلاحظ زيادة مستوى الكالسيوم فيه والفسفور الذي تساهم في بناء العظام ويقاوم مرض هشاشة العظام ولكن يجب على كل شخص يرغب في الحد من نسبة الدهون و"السمنة" عدم الإفراط في تناول الأقط لأن السعرات الحرارية فيه عالية، كما أن نسبة الصوديوم فيه تعتبر عالية لذلك فمريض الضغط عليه الحذر من ذلك.
ويتصف الأقط كذلك بأنه مادة غذائية تحتوي على العديد من العناصر المعدنية الجيدة، ويلاحظ أنه يمكن الاحتفاظ بالأقط لفترات طويلة لأن نسبة الرطوبة فيه منخفضة والحموضة عالية، حيث يمكن أن يحفظ في مكان جيد التهوية والحرارة لأكثر من عام كامل.

الأكثر قراءة