السعودية تدخل عالم الراليات من بوابة حائل.. بمكاسب اقتصادية كبيرة
السعودية تدخل عالم الراليات من بوابة حائل.. بمكاسب اقتصادية كبيرة
منطقة حائل حباها الله بعدد من الخصائص والمميزات الطبيعية والبيئية التي لم تستغل بالشكل الامثل خلال الفترات الماضية إلا أن التعاون المستمر بين هيئتي تطوير منطقة حائل و"السياحة" وضع تلك الخصائص والمميزات في أجندة الاستثمار ومنها البدء بتنفيذ هذه الفعالية الجديدة
رالي حائل 2006وفعالياته المصاحبة واستطاع أن يلفت الأنظار من داخل السعودية وخارجها إلى حائل المنطقة وضخ لاقتصاد المدينة الشمالية ملايين الريالات خلال أيامه العشرة.
من أهم دلائل النجاح الذي تحقق لرالي حائل 2006 شهادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد جاءت لتحفيز الأهالي لخوض التجربة من جديد في العام القادم بعد أن تمت الاستفادة من تجربة الرالي الأول ووضعها كقاعدة أساسية للمضي قدما في مواصلة تنظيم مثل هذه الفعاليات التي أكد الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير حائل ورئيس اللجنة العليا المنظمة لرالي حائل2006 في أكثر من مناسبة أنها تتجاوز حدود المنافسة الرياضية إلى أبعد من ذلك من خلال استفادة المنطقة اقتصاديا وسياحيا واجتماعيا.
وكون المناسبة اقتصادية في المقام الأول بحثت "الاقتصادية" في أجندة الرالي السعودي الأول الذي أقيم في حائل وخرجت بالتحقيق التالي:
مكاسب اقتصادية
أكد منصور بن عقيل العمار الشمري رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية في حائل عضو اللجنة التنفيذية لرالي حائل 2006 "تحدي النفوذ الكبير" وعضو مجلس أمناء الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل أن فعاليات رالي حائل 2006 "تحدي النفوذ الكبير" أفاد حائل اقتصاديا من خلال توافد 37 ألف زائر في فترة لم تتجاوز سبعة أيام مما مكن قطاع الخدمات في المنطقة من تحقيق أرباح تجاوزت حاجز الـ 23 مليون ريال.
وأشار خلال حديثه لـ "القتصادية" أن المكاسب الاقتصادية التي ضخها الرالي لحائل في نسخته الأولى ستتضاعف خلال المرات القادمة شريطة أن يتم الارتقاء بالفعاليات المصاحبة له واختيارها بدقة عالية.
وأوضح أن الهدف الذي وضعه الأمير سعود بن عبد المحسن أمير حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير حائل ورئيس الهيئة العليا المنظمة للرالي تتجاوز إقامة الرالي كونها منافسة رياضية فقط إلى إفادة المنطقة بشكل عام اقتصاديا من خلال توافد الزوار والسياح خلال فترة عطلة منتصف العام الدراسي وهو ما تحقق بالفعل.
توطين السياحة
من جهته أشار حمود جزاع الرضيمان مدير مصنع سالم الرضيمان للأثاث في حائل إلى أنه كان يتوقع انخفاض نسبة نجاح السياحة الداخلية إلا أن همة وإصرار الأمير سعود بن عبدالمحسن أميرمنطقة حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة ورئيس اللجنة العليا المنظمة للرالي كان خير دليل على النجاح الباهر الذي تحقق لرالي حائل"تحدي النفوذ الكبير" وما صاحبه من فعاليات والذي شارك فيه عدد من مواطني الدول الخليجية، وأكد الرضيمان أن الرالي له مردود اقتصادي كبير خدم المنطقة وحقق أرقاما قياسية لتشغيل الفنادق والشقق المفروشة والأسواق ومحطات الوقود ومحلات تأجير السيارات، إضافة إلى محلات تجهيز الرحلات البرية والخدمات الأخرى، مبينا أن تشغيل تلك الأنشطة بكامل طاقتها كان حضورا لافتا لم تشهده حائل من قبل، وأضاف أنه سبق أن صرح الأمير سعود بن عبد المحسن أمير حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير حائل ورئيس اللجنة العليا المنظمة للرالي لـ "القتصادية" في يوم إطلاق الرالي أن بلوغ المنظمين نسبة 65 في المئة هو المأمول لنجاح الرالي في حين أن المفاجأة كانت حاضرة بنجاح الرالي وفعالياته المصاحبة بنسبة تقترب من 100 في المائة على أرض الواقع.
قطاع الخدمات والرالي
و أوضحلـ "القتصادية" ناصر عبد العزيز الخريجي مدير عام مجموعة الخريجي للاستثمارات العقارية أن إطلاق الرالي والفعاليات المصاحبة له حرك اقتصاديات قطاع الخدمات الراكدة في المنطقة مما انعكس ذلك بالإيجاب على قطاع شقق الدرجة الأولى التي بلغ متوسط نسبة إشغالها 87 في المائة وشقق الدرجة الثانية 80 في المائة وشقق الدرجة الثالثة 54 في المائة بينما بلغت نسبة متوسط إشغال الفنادق 44 في المائة ووصلت نسبة تأجير سيارات الدفع الرباعي إلى 100 في المائة والسيارات الصغيرة 95 في المائة، وتراوحت نسبة زيادة مبيعات محطات المحروقات على طريق حائل- جبة بين نسبة 150 إلى 200 في المائة، وباقي محطات المحروقات تراوحت نسبة الزيادة في مبيعاتها بين 25 إلى 80 في المائة، في حين تراوح متوسط نسبة الزيادة في مبيعات المطابخ والمطاعم بين 60 إلى 80 في المائة والوجبات السريعة بين 40إلى 60 في المائة، ومحلات لوازم الرحلات البرية بين 100 إلى 150 في المائة وسوق الأغنام 300 في المائة، فجميع هذه النتائج أسهمت بشكل كبير على تحقيق أعلى معدلات النجاح للرالي الذي استخدم بصورة مثلى لجذب الزوار والسائحين إلى حائل خلال هذه الفترة من العام.
الشباب والرالي
وعن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياحية أبان فهد سعد العامر مدير مؤسسة المباني للمقاولات أن البعد الاجتماعي تمثل في خروج أهالي قرى الحفير والمزيريرات والسفن وقنا والهزيم والعبيكة وأم القلبان من قراهم إلى الطريق العام لجبة ونصبهم لمخيمات ترحيبية بزوار المنطقة يأتي انطلاقا من ضرورة بذل الجهد لدعم الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير حائل على وضع حائل على خريطة السياحة، تهدف المخيمات إلى الترويج لرالي حائل وكانت تشجيعا للسياحة الداخلية وللتعارف مع زوار المنطقة القادمين من مناطق مختلفة ومن خلال توافد أعداد كبيرة من شرائح المجتمع في السعودية مثل العقيد أحمد الزهراني من أحد القطاعات العسكرية "خارج حائل" زارنا في المخيم وتناول القهوة وأعجب كثيرا بتفاعل أهالي المنطقة مع الرالي وفعالياته المصاحبة.
أعدت الكثير من ترتيبات سفرهم لقضاء إجازة منتصف العام الدراسي قبل أكثر من 60 يوما من بداية الإجازة والرالي، وعند اقتراب موعد الإجازة ومع ارتفاع وتيرة الاستعدادات لرالي حائل قاموا بإلغاء حجوزاتهم للاستمتاع بالفعاليات التي شهدتها حائل خلال الرالي، وهذه أحد المنجزات التي حققها الرالي لكثير من الأسر السعودية والشباب من خلال تغيير وجهة قضاء الإجازة من خارج البلاد إلى الداخل، إضافة إلى أن جزءا من تلك المصاريف التي كانت ستصرف في الخارج تم صرفها داخل البلاد وتحديدا في حائل.
وطالب العامر الجهات ذات العلاقة بتوفير عدد من الفعاليات سواء كانت تراثية أو ترفيهية أو رياضية لإبقاء السعوديين في بلدهم خاصة في أوقات الإجازات واستقطاب سياح خليجيين مثلما حدث لرالي حائل الذي استقطب أعداداً كبيرة من المواطنين الخليجيين.
الروابط الاجتماعية
من جهته أوضح رجل الأعمال ممدوح غازي المهوس الذي كان قد أسهم بشكل كبير بدعم فريق"صقر العروبة" المكون من شباب حائل المشاركين في فعاليات الرالي السعودي الأول انه تفاجأ بتوافد أعداد من المواطنين من خارج حائل الذي كان قد تعرف عليهم سابقا في مزاين الإبل في أم رقيبة وقال" كان للوحة التعريفية على طريق حائل – جبة أمام مخيمي دور كبير في ذلك ما مكنني وكثير من أهالي حائل الذين نصبوا المخيمات من تقديم واجب إكرام الضيف لزوار المنطقة خلال فعاليات الرالي".
ورفض المهوس أن يكون للوجاهة دور في نصبه للمخيم وقال"إن الواجب علي كمواطن حتم علي نصب المخيم وهو ما فعله كثير من الأهالي في حائل للإسهام في إنجاح هذه التظاهرة الفريدة من نوعها".
وأكد أن الأجواء التي عايشتها حائل خلال أيام الرالي حولت المخيمات التي قام بتشييدها الأهالي على امتداد طريق حائل – جبة إلى مخيمات تعارف بين أبناء حائل وأبناء المناطق الأخرى معتبرا أن ذلك يعد مكسبا إضافيا للمكاسب التي حققها الرالي.
يجب انتقاء الفعاليات
وذكر مشاري المشاري مدير عام مجموعة الروشن التجارية في حائل أن الرالي نجح قبل أن يبدأ، مرجعا ذلك إلى أن الجانب التنظيمي كان أكثر
من رائع وأسهم في نجاح الرالي وفعالياته المصاحبة لأن التنظيم لم يأت كما جرت العادة بشكل اجتهادي أو عشوائي وإنما كان يسير بصورة مميزة من بداية الرالي وحتى نهايته.
وطالب بأن يتم انتقاء الفعاليات المصاحبة للرالي بعناية فائقة واستهدافها جميع أفراد العائلة حتى تكون جاذبة لكثير من المواطنين وتفي بالغرض الذي وضعت من أجله. وحول مستوى دور الإيواء في حائل قال: يجب على الحائليين سواء كانوا رجال أعمال أو مواطنين المشغلين لمثل هذه الخدمة اعتبارا من اليوم العناية بالتأثيث والتجهيز لموعد الرالي القادم حتى تكون دور الإيواء على مستوى تطلعات الزوار تواكب مستوى دور الإيواء في مناطق المملكة الكبرى، على أن يتم وضع مواصفات معينة يجب أن تطبق على أي شقة مفروشة أو فندق يقام في حائل حتى نتفادى العشوائية في هذا القطاع وأضاف:لا يمنع من وضع جائزة سنوية لأفضل دار إيواء في حائل لبث روح المنافسة بين العاملين في هذا القطاع.
28رحلة إضافية
على الرغم من الكثافة البشرية لزوار حائل خلال فعاليات رالي حائل 2006 ألا أن "السعودية" أسهمت بشكل رئيسي في إنجاح التظاهرة من خلال التفاعل الإيجابي الكبير للخطوط السعودية مع الزيادة في طلب المواطنين من مختلف مناطق البلاد برصد 28 رحلة إضافية بين رحلات قادمة ومغادرة، إضافة إلى الرحلات الاعتيادية للمنطقة والمحددة مسبقا ب87 رحلة. وأبان مبارك ناصر الدوسري مدير الخطوط السعودية في حائل أن جميع تلك الراحلات استطاعت نقل 5487 مسافراً وأشار إلى أن الخطوط السعودية استطاعت خلال فترة وجيزة قبل بداية الرالي من القضاء على مشكلة كانت تتمحور حول ضغط الرحلات الجوية خلال هذه الفترة من العام التي تتصادف مع بداية عطلة منتصف العام الدراسي وأضاف: السعودية وفرت رحلات يومية إضافية من وإلى حائل ويعود الفضل في ذلك بعد الله إلى الأمير سعود بن عبد المحسن أمير حائل والدكتور خالد بن عبد الله بن بكر مدير عام السعودية وأضاف: الدكتور خالد بن عبد الله بن بكر دعمنا بشكل كبير ووجه بتنفيذ جميع ما نطلبه لمعرفته ما يمثله الرالي من أهمية اقتصادية وسياحية واجتماعية.
100 في المائة استفادة تأجير السيارات
حرك الرالي بشكل واضح محلات تأجير السيارات إلى درجة انعدام وجود أي سيارة للتأجير خلال أيام الرالي ووفقا لإبراهيم حامد البلوى مدير عام شركة البلوى لتأجير السيارات ونقل المعلمات في حائل فإن الإقبال كان كبيرا على قطاع تأجير السيارات وازداد دخل العاملين في القطاع إلى 100 في المائة عن الأيام العادية وأشار إلى أنه تم إيقاف التأجير في اليوم الثاني من بداية الفعاليات لعدم وجود سيارات للتأجير لأن جميع السيارات التي يمتلكها عددها50 سيارة قد تم تأجيرها فعليا مؤكدا أن الإقبال كان كبيرا خاصة على استئجار سيارات الدفع الرباعي وأضاف: سنعمل من الآن على التجهيز لمضاعفة السيارات للاستفادة منها في موسم الرالي القادم وأوضح أن الحركة الدؤوبة للأمير سعود بن عبد المحسن أمير حائل ستجبر القطاع الخاص على التفاعل معه بعيدا عن التفكير في المكسب المادي لأن التفاعل مع الأمير سعود بن عبد المحسن سيرتقي بحائل للأفضل. 200 وظيفة مؤقتة
وفرت فعاليات رالي حائل 2006 عددا يتجاوز 200 وظيفة مؤقتة لأهالي وشباب حائل في عدد من المجالات المتنوعة مما كان له أثر كبير في تحقيق عدد من المواطنين مكاسب اقتصادية إضافية، وهنا يشير المهندس مبارك فريح السلامة المدير التنفيذي لإدارة السياحة في حائل إلى أن الرالي وفعالياته المصاحبة وفر وظائف مؤقتة لعدد من المواطنين والمواطنات في حائل ومنها استئجار 20 سيارة دفع رباعي من المواطنين بسائقيها وسبع وظائف للمخيمات وسبع كأدلاء سياحيين وأربعة لمسيرة خفاف الإبل و64 كشافا و90 وظيفة نسائية في السوق الشعبية وأضاف: راوحت الرواتب التي صرفت لجميع من وفرت له وظيفة مؤقتة خلال أيام الرالي بين 250 و 700 ريال لليوم الواحد.
10.800ريال للعاملات في السوق الشعبية خلال تسعة أيام
فتح سوق الحرف اليدوية والمأكولات الشعبية في السوق الشعبية المقامة بالقرب من قرية قنا شمالي حائل ضمن الفعاليات المصاحبة لرالي حائل 2006 آفاقا واسعة لمجموعة من نساء حائل العاملات في مجال طهي المأكولات الشعبية والتراثية لتحقيق إيرادات مالية ممتازة تعينهن في مجابهة متطلبات الحياة، ووفقا لتقديرات المنظمين للسوق تصل إرباح النساء العاملات في قسم المأكولات الشعبية إلى 1200 ريال لليوم الواحد ليصبح إجمالي ما حققته المرأة الواحدة 10.800 ريال خلال أيام الفعالية التسع وهو ما شجع نساء أخريات للدخول في بيع جميع ما يحتاج إليه الزوار من خلال بسطات داخل السوق.
طريق جبة السياحي
طالب عدد كبير من الأهالي بضرورة العمل من الآن على البدء بازدواج طريق حائل - جبة أو على الأقل حتى مقر الفعاليات المصاحبة مستشهدين بما تعرض له الطريق الحالي ذو المسار الواحد من ضغط مروري كثيف لم يشهده الطريق من قبل.
وفي اليومين الأولين من بداية الرالي شهد الطريق عبور أكثر من 50 ألف مركبة مما صعب من مهمة الأهالي والزوار في الوصول إلى مواقع الفعاليات بسهولة ويسر.
وأشار لـ "القتصادية" محمد عبيد الرزني إلى أن الطريق الحالي لا يخدم المنطقة ولا الفعاليات بأي حال من الأحوال نظرا للازدحامات التي تحدث أيام الخميس والجمعة من كل أسبوع من الأهالي واستقطاب حائل خلال أيام الرالي 37 ألف نسمة مما يشكل ضغطا إضافيا على هذا الطريق وأضاف:يجب العمل من الآن للقضاء على هذه المشكلة بنقل الفعاليات لموقع آخر وليكن على طريق حائل الجوف أو العمل بشكل جدي على ازدواج الطريق.
و أوضح عجلان نشمي الشمري إلى أن طريق حائل جبة يعتبر الطريق السياحي في حائل وعليه يجب عدم نقل مقر الفعاليات لأي مكان آخر لعدد من الأسباب يأتي في مقدمتها أن موقع الفعاليات الحالي يعتبر قريبا جدا من المدينة إضافة إلى استفادة جميع أهالي القرى التي يمر عليها الطريق أثناء فعاليات الرالي مقترحا أن يتم الإبقاء على موقع الفعاليات الحالي مع العمل على ازدواج الطريق بمسافة 40 كيلومترا حتى الوصول إلى موقع الفعاليات.