الطلاق يعصف بأحلام أسرية في بدايات العلاقة الزوجية

الطلاق يعصف بأحلام أسرية في بدايات العلاقة الزوجية

لن نخوض في الإحصائيات المتعلقة بالطلاق وقد صدرت دراسات أخيرا تؤكد تفاقم هذه المشكلة وازديادها والتي حولت أحلام بعض الأسر إلى سراب بعد أن كانت تعيش في وئام منقطع النظير، وفجأة تغيرت تلك الأسارير بسبب ظروف محيطة بكل أسرة على حدة، ونحن سنتناول هنا بعض الجوانب الخفية لما كان يطلق عليه ظاهرة تم تحولت إلى مشكلة تهدد المجتمع المسلم.
خراب بيت الثانية
وبإلقاء نظرة على صور حالات الطلاق التي تقع نجدها متعددة ونتيجة سلوك غير حضاري، ويمكن أن نتناول بعض هذه الصور، ولعل من هذه الصور ما يقع نتيجة أخطاء يرتكبها بعض المعددين لصالح الزوجة الأولى فتكون الضحية الزوجة الثانية التي لا يتردد في طلاقها إرضاء للزوجة الأولى وهذا واقع ملموس, بل إنه في تنام وازدياد، ويعود تكاثر مثل هذه الحالة لرضوخ الزوج لمطالب الزوجة الأولى واستسلامه لها بسبب هجرها المنزل وتركها أبنائها غضبا لزواجه مما يجعله لا يستطيع القيام بأعباء الأبناء فيضطر إلى تنفيذ رغبة الأولى وهذه إحدى أبرز حالات الطلاق في السعودية، وبطلاقها زوجها قد لا تجد من يقبلها زوجا بعد أن أصبحت ثيبا.
خطورة ترك المنزل
وحول تصرف الزوجة الأولى التاركة لبيت زوجها غضبا من زواجه بأخرى يقول الشيخ الدكتور فهد بن حمود العصيمي أستاذ الدراسات الإسلامية في كلية المعلمين في الرياض: بالنسبة للزوجة الأولى وفعلها يتضح أنها وقعت في إثم عظيم، وارتكبت ذنبا، بل ذنوبا عظيمة، ففعلها هذا نشوز، وخروج عن طاعة الزوج، الذي طاعته مقدمة على طاعة أبيها وأمها مع ما قد تتسبب فيه من أذية لزوجها وأبنائه، وفـي الحديث عن النبي, صلى الله عليه وسلم, أنه قال: "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة، إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسك ومالك", ولا يحل للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها، سواء كان ذلك لكونها مرضعاً أو لكونها قابلة أو غير ذلك، وإذا خرجت من بيت زوجها بغير إذنه كانت ناشزة عاصية لله ورسوله ومستحقة للعقوبة، وحتى الخروج للعبادة تحتاج معه إلى إذنه، وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي, صلى الله عليه وسلم, أنه قال: "إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد للعبادة فأذنوا لهن".
الشباب يتفنن في الطلاق
ومن صور الطلاق التي لا يمكن تجاوزها لاق حالات الطلاق التي تقع بين الشباب والشابات التي لا تقل خطرا عن حالات الطلاق الأخرى, حيث يوضح التربوي محمد سعد القرني أن ما يحدث من طلاق بين الشباب والشابات يحدث نتيجة لفكر الزوجين غير المتقارب, خصوصا في مرحلة الشباب التي نجد فيها بعض الشباب لا يجيد التعامل مع زوجته ويعيش على أوهام السهرات والعلاقات الخاصة بينما الزوجة المسكينة لا يعيرها اهتماما ويقضي الأوقات بعيدا عنها ولا يشعر بحقوقها وهذه تحدث كارثة الطلاق.
الحلول للمشكلة
وعن هذه المشكلة وكيفية معالجتها, يؤكد التربوي مفرح بن إبراهيم الحقوي المدرس في مدرسة المنتزه في الرياض أن المجتمع يعج بحالات طلاق كثيرة وبعضها نتيجة التأثر بما يشاهدونه من الفضائيات والأفلام التي تسهم في تفاقم هذه المشكلة, بل نجد أن بعض النساء يتأثرن ببعض هذه الشخصيات اللاتي لسن قدوات في تصرفاتهن وتحدث المشاكل الزوجية بسببهن وتؤدي إلى الفرقة بين الزوجين, وللأسف أن وقوع حالات الطلاق خصوصا لمن لديه أطفال يترتب عليه ظلم لهم لأنهم يفقدون رعاية الوالدين وبالتالي تصبح حياتهم مأساوية إلا من رحم الله, ولذلك أمثلة مشاهدة من خلال رؤيتنا لبعضهم في المدرسة والمجتمع بشكل عام ونرى كيف أثر ذلك على هؤلاء الأطفال في تحصيلهم الدراسي ووسط زملائهم وفي يقيني إذا لم تتنبه الأسرة لهم فإن ذلك قد يسهم في انحرافهم المبكر بسبب الوضع الاجتماعي المأسوي لهم.
مدفوعة من الآخرين
ويؤكد الشيخ محمد بن صالح المنجد الداعية الإسلامي: إلى أن كثيرا من النساء يسارعن إلى طلب الطلاق من أزواجهن عند حصول أدنى خلاف أو تطالب الزوجة بالطلاق إذا لم يعطها الزوج ما تريد من المال وقد تكون مدفوعة من قبل بعض أقاربها أو جاراتها من المفسدات وقد تتحدى زوجها بعبارات مثيرة للأعصاب كقولها: إن كنت رجلاً فطلقني ومن المعلوم أنه يترتب على الطلاق مفاسد عظيمة من تفكك الأسرة وتشرد الأولاد وقد تندم حين لا ينفع الندم ولهذا وغيره تظهر الحكمة في الشريعة لما جاءت بتحريم ذلك. فعن ثوبان, رضي الله عنه، مرفوعاً: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة" وعن عقبة بن عامر, رضي الله عنه, مرفوعاً: "إن المختلعات والمنتزعات هن المنافقات", أما لو قام سبب شرعي كترك الصلاة أو تعاطي المسكرات والمخدرات من قبل الزوج أو أن يجبرها على أمر محرم أو يظلمها بتعذيبها وبمنعها من حقوقها الشرعية مثلاً, ولم ينفع النصح ولم تجد محاولات الإصلاح فلا يكون على المرأة حينئذ من بأس هي طلبت الطلاق لتنجو بدينها ونفسها.

الأكثر قراءة