سوق الأسهم ما زالت تؤسس قاعا للثبات ثم الارتفاع

كثير من المتداولين والمتابعين يستفسرون عما حدث آخر دقيقتين من يوم الخميس "أمس", ولكي تكون الصورة أكثر وضوحا نفسر ما حدث بعدة صورة ممكنة لا تخرج عنها, وهي في الأساس قوة شراء قوية حدثت آخر دقيقتين يوم الخميس, ويجب ألا نغفل أنها ليست الخميس فقط فقد حدثت في الأيام الماضية وبقوة كبيرة, فهل تابع أحد منكم كم الكميات التي تنفذ آخر دقيقتين أو خمس دقائق من كل أيام الأسبوع الماضي مثلا؟ كانت هناك كميات شراء تدخل وبقوة للحصول على أكبر الكميات في تسابق وبرفع سعري كبير وواضح، ومع أن هذا المشتري يدرك أن السوق منخفضة ويستطيع التقاط السهم وشراءه في اليوم التالي بأقل, ولكن هو يرى عملية الشراء الاستثماري التي يمارسها أن له أهداف بعيدة المدى, فهو ليس مضاربا يوميا أو أسبوعيا, وإنما مضارب أهداف بعيدة المدى, أو مستثمر يعرف أين يتجه بالسعر وهدفه ليس شهر أو شهرين، لنقل على الأقل ستة أشهر, وهو يرى "سابك" مغرية بالشراء, وإلا ما قام بشراء بهذه الكميات وبشراهة كبيرة جدا كما حدث يوم الخميس "أمس" حين نفذ شراء بكمية 225 ألف سهم في "سابك" تقريبا, وشراء في الراجحي بكميات 196 ألف تقريبا, و"الاتصالات" بكميات وصلت خلال دقيقتين إلى 200 ألف, وبعد احتسابي متوسط السعر (وهو أقل من المفترض) وصلت قيمة الشراء إلى ما يقارب مليار ريال خلال دقيقتين في ثلاث شركات, والمشتري واحد فقط لا غير في تقديري, لأنها تمت في وقت واحد وفي ثلاث شركات يعرف مدى تأثيرها على المؤشر العام, أو هي اللاعب الرئيسي في المؤشر العام, ذهب بالمؤشر من 700 نقطة منخفضا إلى ارتفاع بمقدار 33 نقطة.
ماذا يعني كل هذا؟ في تقديري الفردي, أن ما حدث هو رأسمال ذكي جدا, مستثمر أكثر احترافا أو حتى مضارب أكثر شراسة واحترافية, كل العوامل الاحترافية في هذا العالم نضعها هنا, يذكرنا بمضاربي "وول ستريت" و"داو جونز" المحترفين, هذه الاحترافية التي تتم بها العمليات في السوق، مع المعطيات المغرية للأسعار المتدنية والمكررات الأقل وفرص ذهبية في أسعار الأسهم الاستثمارية والعوائد من مكررات ربحيتها التي وضعت الآن في منطقة شراء وقوة، أثبتتها هذه العملية، وهي شراء بمبلغ مليار ريال، نعرف من يمكن له أن يقوم بهذا الشراء كمستثمر أو لاعب رئيسي، وطبعا الحكومة كما أعلنت وتؤكد أنها خارج أي تدخل أو دعم مالي في السوق، وهذا واضح بلا شك، ولكن يجب أن ندرك أن الفرص في السوق استثماريا ممتازة وجدا مغرية، وأن الأهداف بعيدة المدى وهذا مهم جدا، وأن أسلوب المضاربة لمجموعات (قروبات) والمنتديات، والجوال ستتلاشى مع الوقت، أصبحت المضاربة الآن أكثر فنا واحترافا وإبداعا وقوة، ومن لا يملك هذه القدرة فعليةه أن يعيد حساباته كثيرا، فليس مسألة افتح محفظة يعني الربحية أو الكسب المضمون، سيكون هناك تجزئة للأسهم، وتصنيف سوقي مقبل، ويدرك المستثمر أي اتجاه سيعني سعريا لهذه الشركات الكبرى والاستثمارية، لا أرى أي خوف أو ريبة أو شكوك في السوق استثماريا وعوائد في الشركات المعتبرة، ولا يغيب عن نظرنا أن الاقتصاد السعودي هو أكثر متانة وقوة ونموا كحاضر ومستقبل، لم تتغير مقومات الاقتصاد السعودي فهي إيجابية كليا، ومن يرى أسعار كثير من الشركات وتدني مكررات الربحية إلى أقل من 20 مرة، فهي تصبح مغرية جدا خاصة إن كانت في القطاعات النامية والقوية.
هذا ما أحببت أن أوضحه لما حدث يوم الخميس هي في رؤيتي الشخصية رسالة كبيرة لمستقبل السوق ومعنى كبير جدا أحتاج إلى صفحات كثيرة لشرحه، لكن أختصرها، بفهم أن السوق استثماريا بخير، والمضاربة ستعود بعد حين ووصلت للقاع الشركات الصغرى والمضاربة، وأن أسلوب المضاربة متغير وسيتغير، وأسلوب وطريقة التوصيات وما يحدث سابقا لن يعود بسهولة لصعوبة المرحلة المقبلة من المضاربة، كذلك أهمية أن الغالبية معلقة بأسعار عالية الآن، والآن هي مهمة "المال الذكي" smart mony، وأن الفكر الاستثماري هو الرابح والناجح مستقبلا لمواجهة المضاربات الشرسة التي لن يعيش أو يقتاد بها الصغار وهذا ما أخشاه مستقبلا، فلهم إما الصناديق الاستثمارية، أو الاستثمار بالأهداف وهذا يحتاج إلى شرح طويل جدا ليس مجال شرحه هنا، يجب الإقرار أن هناك دماء جديدة إن صحت التسمية دخلت السوق كمضاربين ومستثمرين، سيكون نهجهم مختلفا جدا، ودخلوا السوق في وقت ممتاز سعريا في شركات كانت مرتفعة سعريا، السوق ما يحدث فيها صحي جدا ولكن نحن في طور التشكل فنيا في المؤشر ونحتاج إلى وقت ووقت مهم حقيقة.

الأسبوع الماضي
لم يبرز من القطاعات المتحركة سعريا إلا قطاعا البنوك والصناعية في بعض شركات وعلى الأخص "سابك" المؤشر أو المؤشر "سابك"، ونسبيا قطاع الأسمنت، و"الاتصالات" و"التأمين"، أما بقية القطاعات فكانت السمة العامة لها الهبوط والهبوط الشديد، خاصة القطاع الزراعي وكثير من الشركات في القطاع الصناعي والخدمات التي واصلت هبوطها بالنسبة الدنيا منذ ما يقارب ثلاثة أسابيع، فقدت معها ما لا يقل عن 60 في المائة من أسعارها ومرشحة للانخفاض أيضا أكثر، ولكن التقدير الفني يشير إلى أنها الآن في منطقة ارتداد ولكن لا يمكن تحديد الوقت بصورة دقيقة، لكن ممكن الحدوث في أي وقت، ولا ننسى أن الهبوط حدث دون بيع كميات كبيرة منذ زمن، وأن الارتداد أن حدث سيكون قويا إن قدر له الاستمرار لأنه لا توجد مقاومة لها أي عروض، لأن الغالبية معلقة بأسعار عالية وغير مستعدين للتنازل والبيع بهذه الأسعار وهم في الغالبية مضاربون، ولكن إن حدث ارتداد خلال الأسبوع المقبل، وهو متوقع، سيعيد كل مضارب خططه واستراتيجيته بصورة كاملة ليعيش واقع السوق، وأقول مضاربين وليسوا مستثمرين.

دخول المقيمين في السوق
أصدرت هيئة سوق المال شروط فتح المحافظ الاستثمارية وهي كما يلي: (1) إقامة سارية المفعول. (2) حساب بنكي مع أحد البنوك المحلية (3) يعامل جميع الجنسيات معاملة واحدة. (4) فتح محفظة واحدة فقط للمستثمر المقيم مع أحد البنوك. (5) يسمح للمقيم المساهم الاكتتاب في زيادات رؤوس الأموال. (6) يحق للمقيم المساهم التصويت في الجمعيات والترشح لعضوية مجالس الإدارات ما لم ينص نظام الشركة الأساسي على غير ذلك. (7) المستندات المطلوبة لفتح المحفظة وتأسيس المستثمر. تعبئة النموذج الخاص بتأسيس المستثمر والتوقيع عليه، على أن يشمل ذلك ما يلى: الجنسية، تاريخ الميلاد، رقم الحساب البنكي ساري المفعول، عنوان الإقامة الدائم، مصادقة البنك على المعلومات المذكورة في النموذج، صورة من الإقامة وجواز السفر، خطاب من جهة العمل موقع ومختوم. (8) تقتصر هذه التعليمات على الأفراد المقيمين فقط. (9) يتم تأسيس بيانات المستثمر عن طريق مركز الإيداع، على أن يتم التأكد من البيانات المرفقة قبل إكمال عملية الإضافة. (10) اعتماد توقيع مدير العمليات أو من ينيبه داخل البنك على النماذج وإرسالها. (11) يتم إيقاف مؤقت للمحفظة عند انتهاء سريان الإقامة ويعاد التنشيط حالما يتم تجديد الإقامة. (12) تمنع الوكالات منعاً باتاً وتكون إدارة المحفظة إدارة شخصية. (13) لا يجوز التحويل من محفظة إلى أخرى. (14) تسري ضوابط فتح الحسابات النقدية والصادرة من مؤسسة النقد العربي السعودي على هذه الإجراءات. هذه الشروط التي أصدرتها الهيئة تعتبر جيدة ومرنة وسهلة، وهي تعني أن التأثير على السوق سيكون مباشرا ولن يكون متعثرا بإجراءات طويلة أو معقدة، فهي تعتبر قريبة من فتح الحساب الجار ي، وهذا يسجل لهيئة سوق المال التي تفاعلت سريعا مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله،.
يجب أن ندرك أن المقيم الأجنبي، ليس مستعدا للمخاطرة بأمواله، هذا في الرؤية العامة، باعتبار أنه سيكون أكثر حذرا من ضياع أمواله في مضاربات خطيرة قد تفقده رأسماله، ولا ننسى أن كثيرا من المقيمين هم من جنسيات أوروبية وأمريكية وآسيوية وغيرها، ولهم خبرة ودراية بالبورصات والاستثمار، فسيكون أهداف استثمارية أولا وقليلة مضاربة وهذه رؤيتي الشخصية التي لم تخضع لبحث ودراسة بقدر معرفة ثقافة المقيم لدينا وهي البحث عن الأمان أكثر من المضاربة، فسيكون بذلك الأكثر إغراء لهم، أسهم توزع أرباحا جيدة، أو القطاع الأكثر نموا، والتحليلات المستقبلية المقبلة لهذه الشركات، ولن يكون السمة الغالبة هي المضاربة، إلا أن يكونوا رجال أعمال يمارسون اللعبة كما هي المضاربة لدينا، ولكن وفق التغير النمطي الذي حدث في السوق.

الأسبوع المقبل
مازال المؤشر يبحث عن منطقة استقرار، وهو الآن بين 15200 نقطة و14900 نقطة كدعم، و16200 نقطة و16800 نقطة كمقاومة، وأن أردنا التعمق في التحليل الفني لاحتاج ذلك إلى الكثير من الشرح للمؤشر والقطاعات، وهو ما يعني أن نستخدم كل أوراق الصحيفة، ولكن أحاول التركيز على المؤشر العام وبعض الشركات أو القطاعات المؤثرة خصوصا، ويجب أن ندرك أن أسعار الأسهم المضاربة التي لا تملك أي أرباح أو محفزات ومكررات ربحية عالية مستمرة في الهبوط وهذا صعب على الكثير ولكن هذه الحقيقة التي يجب الخوض فيها، يجب عدم الاستمرار فيها. إن هناك محفزات وهمية في شركات زراعية أو خدماتية أو حتى صناعية، يجب التعامل مع الواقع للمستقبل وما سيحمل المستقبل حقيقة، يجب أن تكون حتى المضاربة مرتبطة بأسهم لديها محفز أو عائد أو أرباح لا أن تكون في شركات متضخمة سعريا وهي لا تملك أي شيء.

التحليل الفني

الملاحظ خلال الأيام الثلاثة الماضية أن المؤشر العام كان في مسار هابط وحدث بعض الارتدادات في السوق بالخروج من القناة الهابطة، ولكن كان أكبر الارتدادات والخروج من المسار الهابط في يوم الخميس أمس (الدائرة الكبيرة التي في الأسفل) وهذا يعكس قوة الارتداد في المؤشر العام، ولكن يحتاج إلى اختبار يوم السبت خصوصا، إن صمد يبقى يوما آخر وهو الأحد، وهو الآن تجاوز المقاومة الأولى وهي 15.700 نقطة، ويبقى الاختبار لها بالصمود بعد الهبوط الحاد ثم الارتفاع الحاد يوم الخميس، نقطة الدعم الرئيسية الآن هي 15.150 تقريبا، والمقاومة الثانية هي عند 16200 نقطة. كذلك يجب أن نلاحظ أن المسار الهابط للمؤشر لا تواجهه كميات بيع كبيرة وهذه إشارة جيدة على المدى المتوسط أن الهبوط سعري لا يوازيه كميات أيضا، ومما يعني أن الملاك محتفظون بأسهم وأركز على الاستثماري والقيادي خصوصا.

مؤشر "سابك"

مؤشر "سابك" هو مرآة تقريبا للمؤشر العام، وهو انعكاس للمؤشر العام تفاعلا مع ذلك. ونقطة الدعم لـ "سابك" الآن 1481 ريال والثانية 1450 ريالا، والمقاومة الأولى هي 1530 ريالا والثانية هي التاريخية 1550 ريالا، ونلاحظ المسار الهابط لسعر "سابك"، ونقاط الشراء والارتداد لها وفق التحليل الفني خلال الأيام الثلاثة فقط .

المزيد من مقالات الرأي