توقعات بتزايد الاستثمار في البتروكيماويات مع اتجاه الصناعة شرقا

توقعات بتزايد الاستثمار في البتروكيماويات مع اتجاه الصناعة شرقا

استضافت مجلة "كيميكال ويك"، المتخصصة في أخبار وأعمال صناعة الكيماويات العالمية وشركة SRIC، وهي من ضمن وحدات العمل التابعة لشركة أكسيس إنتليجينس، أول مؤتمر سنوي لهما لبحث مستقبل صناعة البتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط.
وأجمع المتحدثون في المؤتمر الذي عُقد أخيرا في دبي، على أن صناعة البتروكيماويات العالمية ستستمر في تحولها قِبَل منطقة الشرق الأوسط والصين.
وبحسب مجلة "كيميكال ويك" الأمريكية، فقد دارت مناقشات رواد صناعة البتروكيماويات من جميع أنحاء العالم حول التحول المستمر لإنتاج البتروكيماويات من معاقله الأساسية في كل من أوروبا والولايات المتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث من المرتقب أن تتركز 50 في المائة من الطاقة الإنتاجية لإنتاج "الإيثيلين". ومن المقرر ترويج هذا المنتج في الأسواق سريعة التنامي في كل من الصين وآسيا اللتين ستحتدم فيهما المنافسة في السنوات المقبلة.
وتوقع جون بيرسون من شركة آيه إي، أن تحتل منطقة الشرق الأوسط مكانة مركزية في تجارة الكيماويات العالمية، ومن المرتقب أيضا أن تمثل المنطقة قبلة للعديد من المشاريع المثيرة الجديدة التي ترعاها الحكومات الإقليمية والقطاع الخاص.
من جانبه، أوضح حامد راشد المهندي، نائب رئيس مجلس إدارة ومدير شركة قطر للبتروكيماويات أن قطر صاحبة أضخم حقل غاز في العالم لديها برنامج استثماري ضخم في صناعة البتروكيماويات، ومن المتوقع أن تغدو مركزا لصناعة البتروكيماويات، في العالم في المستقبل.
جدير بالذكر أن الطاقة الإنتاجية لمادة الإيثيلين في قطر سترتفع حتى 2.5 مليون طن متري سنوياً بنهاية عام 2008، وستتجاوز ستة ملايين طن سنويا عندما تتحد الشركات المشتركة المختلفة المساهمة في شركات إكسون موبيل، وهونام للبتروكيماويات وشركة شل مستقبلا.
وقال كمال بي نانافاتي رئيس قسم مواد اللقيم والبوليميرات في شركة ريلايانس إندستريز (مومباي)، لمندوبي الشركات التي شاركت في المؤتمر "إن الميزة التنافسية التي تتمتع بها منطقة الشرق الأوسط قد تتراجع. ويرجع هذا التراجع المحتمل إلى أن الطلب المتزايد على مادة البولي بروبيلين وغيره من مشتقات وحدات تكسير لقيم الإيثيلين السائلة القائمة على النافتا يستحيل الوفاء بها من وحدات تكسير لقيم الإيثيلين التي تعتمد على الغاز في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن سلسلة البروبلين تحسّن من فرصة آسيا التنافسية.
من جانبه، حذر جورج إنتل نائب رئيس شركة إس. آر. أي. للخدمات الاستشارية، من واقع تقديرات معدلات الاستهلاك الحالية والاحتياطي الرسمي الحالي، من أنه لم يتبق سوى 19 عاماً لتنتهي إمدادات النفط العالمية لو استبعدنا موارد منطقة الشرق الأوسط من هذه الحسابات، مؤكدا أن أوروبا لم يتبق لها سوى ثلاث سنوات على نضوب مواردها، وأن إمدادات الغاز العالمية أضخم بكثير من إمدادات النفط ولكن السيد إنتل طالب الشرق الأوسط بالاستثمار في إمكان استعادة الموارد، وطالب أيضا التقنيات الجديدة بتحديث احتياطياتها الطبيعية.
من جانب آخر، أعلن مسؤول كبير في الهيئة العامة للاستثمار في المملكة على هامش منتدى مؤسسة العلوم الدولية الذي عقد أخيرا في لندن، أن ثقة المستثمر بالاقتصاد السعودي ومزايا نقل المنشآت التصنيعية إلى المناطق التي تضمن أفضل تكلفة ممكنة أديا إلى تلقي وعود والتزامات باستثمار في المملكة، واستقطاب استثمارات فعلية من بعض أضخم الأسماء في عالم صناعة البتروكيماويات.
وأوضح الدكتور عبد الوهاب السعدون مدير عام قطاع الطاقة في الهيئة العامة للاستثمار أن المملكة, القوة الناشئة، تعمل على أن تكون مركزا عالميا للصناعات البتروكيماوية، مبينا أن بعد النظر الاستراتيجي الذي أبدته قيادة المملكة أدى إلى الوصول إلى معادلة تحقيق النجاح في الاستثمارات البتروكيماوية، وأن من الأمثلة النموذجية التي تشهد على هذا النجاح الذي تحقق, الموقعين الصناعيين في الجبيل وينبع، وإنشاء شبكة لتوزيع الغاز بمعرفة شركة أرامكو السعودية، التي شكلت العمود الفقري لمصانع البتروكيماويات التابعة لشركة سابك الأوروبية للبتروكيماويات.
ووفقا لمجلة Gulf Industry، فإنه بداية من إنشاء مصنع الرازي لإنتاج مادة الميثانول الصناعي عام 1993، مروراً برفع القيود عن قطاع البتروكيماويات عام 1995، وحتى الانتقال إلى تكامل معامل التكرير بوساطة شركة بترورابغ، قادت المملكة من الوجهة الاستراتيجية ركب تطور صناعة البتروكيماويات السعودية، بحسب تصريحات الدكتور السعدون.
كما أن قصة نجاح صناعة البتروكيماويات وثقة المستثمر بهذا القطاع دللت عليهما التعهدات الضخمة بالاستثمار التي أخذتها شركات عالمية على نفسها من خلال الشركات المشتركة وعمليات التوسع التي تمت على مدار السنوات القليلة الماضية. يُذكر أن نصيب المملكة من سوق البتروكيماويات سيمثل ما يقرب من 13 في المائة من النصيب العالمي خلال العام الجاري 2006.
يذكر أن الصناعات البتروكيماوية تشكل جزءاً من قطاع الصناعات الكيماوية التي تعد أكثر الصناعات التحويلية استقطاباً لرأس المال المستثمر، حيث بلغت نحو 62 مليار دولار، تشكل قرابة 60 في المائة من إجمالي استثمارات الصناعات التحويلية في دول المجلس، كما أنها استوعبت نحو 153 ألف عامل تمثل أكثر من 20 في المائة من مجموع عدد العاملين في الصناعات التحويلية.
وتعتبر صناعة البتروكيماويات من الصناعات الديناميكية لكثرة وتعدد منتجاتها وتركيباتها واتساع نطاق تطبيقاتها في شتى مناحي الحياة المعاصرة، لذا فهي تتيح لدول المجلس فرصة إعادة هيكلة صناعتها التحويلية بما يحقق المزيد من التكامل والتشابك والتوازن وبالتالي إعطاءها المزيد من الصلابة والقدرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
إلى ذلك شهدت البحرين في الأعوام الأخيرة، تطورات حيوية في المجال الصناعي. وفي الوقت الراهن تهيمن على قطاع الصناعات التحويلية، صناعة الألمنيوم, البتروكيماويات, وإصلاح السفن، إضافة إلى الصناعات الخفيفة التي أخذت تتوسع كثيرا وتشمل حاليا، على سبيل المثال: صناعة إنتاج إمدادات الغاز التكميلية، الأسفلت، الأبنية جاهزة الصنع، المرطبات، أجهزة تكييف الهواء، المنتجات الورقية، البلاستيك، القرميد، والملابس الجاهزة.
ويضم قطاع الصناعة حاليا نحو 2278 مؤسسة صناعية، تتميز بنوعين من الشركات: الكبرى من جهة، والمتوسطة والصغيرة من جهة أخرى. وهناك عدد صغير من المؤسسات الكبرى التي تملك معظمها الدولة أو الشركات متعددة الجنسيات التي تعمل في قطاعات: تصنيع النفط والغاز، البتروكيماويات، تصنيع الألمنيوم, والحديد الخام. وغالبية هذه الشركات تصدر معظم منتجاتها بصورة رئيسة إلى الأسواق الأوروبية وأسواق شرق آسيا إما مباشرة، وإما عن طريق شركات التسويق.
ووفقا لمجلة Gulf Industry، فإنه في الوقت الذي حققت فيه منشآت التصنيع الكبرى توسعات ضخمة، أو لنَقل إنها في طريقها إلى تحقيق مثل هذه التوسعات، جاء الإعلان عن موافقة مجموعة من المستثمرين على دعم 15 مشروعا صناعيا في قطاع الألمنيوم يبلغ إجمالي قيمتها 142 مليون دولار أمريكي في البحرين ليكون بمثابة تطور مثير. وعلى الرغم من أن الحجم الإجمالي للاستثمارات لا يبدو كبيراً، بيد أنه من الممكن أن يبشر بمبادرات استثمارية شبيهة في المستقبل.
وظهرت تطورات أخرى في قطاعات صناعية أخرى، مثل شركة الاستثمارات الصناعية الخليجية، وتمثل هذه الشركة مصنع تكوير الحديد الوحيد في منطقة الشرق الأوسط، في طريقها إلى مضاعفة قدرتها الإنتاجية إلى ما يربو قليلا على تسعة ملايين طن سنوياً. ويجري حاليا إنشاء مصنع للصلب المصفح المبرد المقاوم للصدأ شرع في إنشائه المستثمر العام والخاص في دول مجلس التعاون الخليجي.
ويصف مؤسسو الشركة المتحدة لصناعة الحديد الصلب المقاوم للصدأ هذا المصنع بأنه الأول من نوعه في البحرين والمنطقة بأسرها، حيث لا تتوفر أقرب وأشبه المنشآت فيه سوى في إيطاليا والهند. وتبلغ الاستثمارت في هذا المصنع ما يربو على 200 مليون دولار.
كما تبحث شركة الخليج للصناعات البتروكيماوية إجراء تحديث جديد، حيث مرت على آخر عملية توسعة أجرتها ست سنوات وشهدت أسواقها نموا على مدار السنوات الماضية.
وشجع الطلب غير المسبوق على مواد البناء لتلبية احتياجات موجة الإنشاء والتعمير المستمرة في المنطقة شركة الخليج للتمويل والاستثمار، وشركة البحرين للمحركات على تأسيس شركة أسمنت برأسمال يقدر بـ 45 مليون دولار. جدير بالذكر أن شركة فالكون لصناعة الأسمنت ستنتج القرميد القاسي مباشرة من مواد خام أساسية مثل حجر الجير، وخام الحديد، والبوكسايت، وغيرها من المواد الإضافية، ومن المقرر أن تبدأ عمليات الإنشاء في الربع الأول من العام الجاري 2006.

الأكثر قراءة