التجزئة ومزيد من العمق للسوق

إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله – بدراسة تجزئة الأسهم بأسرع وقت, وهي الرسالة التي وصلت إلى معالي وزير التجارة والصناعة ورئيس هيئة سوق المال، فقد صدر إعلان على موقع تداول أمس الثلاثاء، عن الرفع للمقام السامي باقتراح التجزئة لتصبح القيمة الاسمية للسهم عشرة ريالات بدلا من 50 ريالا كما هي متبعة ومطبقة الآن، وهذا يعكس الأهمية الكبرى التي يقوم بها الملك عبد الله – حفظه الله – بإكمال ودفع الاقتصاد الوطني السعودي متى استدعت الحاجة، وقد كان تدخله المباشر بهذه التوجيهات الأثر الأكبر في إيقاف نزيف السوق خلال مرحلة الانهيار، ومعاجلة الوضع بكل حكمة وثقة وقوة من خلال القرارات التي صدرت وما سيصدر مستقبلا خدمة لهذا الوطن والمواطن في كل شؤون حياته.

التجزئة لو نظرنا لها كشرح ماذا تعني؟ باعتبار أنه سؤال يطرح كثيرا، هي تعتبر تخفيضا للقيمة الاسمية للسهم، وهي الآن بـ 50 ريالا للسهم الواحد، سيجزأ إلى أن يكون عشرة ريالات، بمعنى، مَن يملك 100 سهم ستصبح 500 سهم، ومن يملك ألف سهم ستصبح خمسة آلاف سهم، مع قسمة السعر طبعا بما يتناسب مع سعر السهم، فمثلا سعر السهم 500 ريال سيقسم على 5، وهي النسبة المتناسبة مع التجزئة، وهذا يعني أن التجزئة ستزيد عدد الأسهم بعد القسمة على 5، وأن الأسعار ستنخفض أيضا بالقسمة على 5، وهذا سيخفض الأسعار ويزيد الأسهم في السوق، وهذا قرار جدا مهم للسوق، حيث سيتيح المجال للكثير لدخول أسهم لم تكن متاحة، خاصة لمن هم من أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة ممن لا يستطيعون شراء أسهم البنوك والصناعات الكبرى والاتصالات والأسمنتات، وهذه إضافة للسوق كبيرة بأن تحد من التوجه للمضاربات لأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة، أيضا الإضافة الإيجابية هي أنها ستزيد من عمق السوق وتكون قاعدة أعرض تحد من التذبذبات العالية التي تتم من كل الكميات التي ستكون أكثر وأكبر، وهذا أيضا عامل أساسي لحماية السوق من التغيرات الحادة التي تتم في السابق، وسيدعم ذلك استمرار إدراج الشركات في السوق، حيث ستزيد القاعدة في السوق والشركات والكميات، ويجب أن يكون ذلك بصورة متوازنة ومتكاملة تماما.

ويجب أن يواكب هذه التجزئة البنية الأساسية التي تتيح استيعاب الكميات للصفقات المتوقعة، التي ستكون بالتالي على الأقل ضعف الحالي، وأيضا استيعاب الأعداد القادمة من المستثمرين الجدد من المقيمين في سوقنا واقتصادنا، وهي إضافة كبيرة وجيدة، وستعني الشيء الكثير، ولكن يجب أن نكون مهيأين كليا في الاتجاه، الذي يعتبر خطوة مهمة وكبيرة للسوق السعودية، ويتحول كثير من شرائح المتداولين إلى الاستثمار أكثر من المضاربة، والآن الفرصة تتاح للجميع، وهي يجب أن تسجل لقرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الإصلاحية، وباقي الجهات الحكومية ذات العلاقة كهيئة سوق المال ووزارة التجارة والصناعة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي