السلامة محور مهم لمنطقة الخليج باعتبارها قاعدة لكبرى شركات الزيت العالمية

السلامة محور مهم لمنطقة الخليج باعتبارها قاعدة لكبرى شركات الزيت العالمية

أكد الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية البحريني، أن منطقة الخليج العربي تعد قاعدة مهمة لأكبر الشركات العالمية التي تعمل في مجال صناعة الزيت والغاز والبتروكيماويات، ولذلك فإنه من البديهي تكون قضايا السلامة والصحة والبيئة من القضايا المهمة والمحورية في هذا الجزء من العالم.
وبين الشيخ راشد آل خليفة خلال الكلمة التي ألقاها عند تدشينه البارحة الأولى المؤتمر المهني السابع للسلامة والمعرض المصاحب له اللذين تنظمهما الجمعية الأمريكية لمهندسي السلامة في الشرق الأوسط، وحضور الدكتور عبد الله القويز السفير السعودي لدى البحرين، أن المؤتمر سيتيح الفرصة لطرح ومناقشة المواضيع ذات الصلة بمجال السلامة من خلال الدراسات والبحوث التي يتضمنها برنامج عمل المؤتمر.
وقال إن انعقاد المؤتمر يأتي لمناقشة موضوع السلامة العامة الذي يحتل أهمية قصوى في عصر يشهد نموا متسارعا من حيث التوسع العمراني، وانتشار المصانع، ودخول الآلة في شتى نواحي الحياة، وما يرافق ذلك من آثار تهدد الصحة العامة والبيئة تستدعي الدراسة والبحث للوصول إلى الحلول العملية، واستخدام التقنيات المناسبة لتوفير حياة آمنة على صعيد الأفراد والمجتمعات، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مبادرة فرع الجمعية الأمريكية لمهندسي السلامة في الشرق الأوسط بعقد المؤتمر المهني السابع تأتي ملبية لهذا الطموح وأن ما يقدمه المؤتمر من أفكار، وما يتخلله من نقاشات، وما ينتهي إليه من توصيات وقرارات ستكون بالتأكيد إطارا معرفيا ومرجعية تسعف أصحاب القرار على مستوى القطاعين العام والخاص في إعطاء الأولوية لمبدأ السلامة العامة عند وضع الخطط والمشاريع، وصياغة التشريعات، كما يشكل المعرض المصاحب للمؤتمر الجانب التطبيقي والعملي للوقوف على أحدث المنتجات والخدمات التي يمكن استخدامها في البرامج الهادفة لتأمين السلامة بجميع مستوياتها.
وأضاف "إنه من دواعي الفخر والاعتزاز أن يشارك في أعمال المؤتمر خبراء من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، ودول أخرى من أوروبا وأمريكا، إضافة إلى مشاركة عدد من الجهات والشركات الصناعية بعرض منتجاتها وخدماتها المتعلقة بالسلامة العامة من خلال المعرض المقام على هامش المؤتمر".
من جهته أوضح المهندس طارق الغامدي رئيس المؤتمر المهني السابع للجمعية الأمريكية لمهندسي السلامة في الشرق الأوسط، أن تدشين وزير الداخلية البحريني لهذا الحدث المهم يعبر بشكل كبير عن اهتمام الحكومة البحرينية بجميع أمور السلامة ومهندسيها في جميع المنشآت الصناعية وغيرها، وهذا المؤتمر يكتسب أهميته من خلال ما يتم مناقشته مع المشاركين حول العديد من التجارب الناجحة في برامج السلامة لعدد من الخبرات العالمية في مجال السلامة الذي سيتم طرحه في المحاضرات وورش العمل, فالتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم اليوم وما صاحبه من تطور الصناعات أفرز الكثير من الأخطار التي ينبغي على الإنسان معرفتها وأخذ الحذر والحيطة من الوقوع في مسبباتها.
وقال إن الهدف من السلامة هو الإنتاج دون حوادث وإصابات, فقد أصبحت السلامة أنظمة وقوانين يجب على العاملين معرفتها كما يجب على الإدارة تطبيقها وعدم السماح للعاملين بتجاوزها، كما يجب أن يكون هناك تدريب وإشراف صحيح للعاملين على هذه الأنظمة حتى يمكن تلافي العديد من الإصابات والوفيات التي تحدث للعمال في بيئات العمل المختلفة، مشيرا إلى أن توفير بيئة عمل آمنة من مخاطر الصناعات المختلفة ورفع مستوى كفاءة ووسائل الوقاية سيؤدي بلا شك إلى الحد من الإصابات والأمراض المهنية وحماية العاملين من الحوادث ومن ثم خفض عدد ساعات العمل المفقودة نتيجة الغياب بسبب المرض أو الإصابة، وكذلك الحد من تكاليف العلاج والتأهيل والتعويض عن الأمراض والإصابات المهنية مما سينعكس على تحسين وزيادة مستوى الإنتاج ودفع القوة الاقتصادية للدولة.
وأكد أنه لا بد للمنشآت أن تلتزم بنظام إدارة السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة العملية في المنشآت بحماية العاملين بها ومن يمكن أن يتأثروا بنشاطها من الأخطار ومنع الإصابات عنهم كلما أمكن ذلك، لافتا إلى أنه لابد من توافر منظومة من الأمن والسلامة كجزء لا يتجزأ من عمليات ونشاطات المنشآت ومن المسؤوليات الأساسية لها, والسعي إلى التطوير المستمر لمنظومة الأمن والسلامة والبيئة ورفع درجة الوعي لدى العاملين بها وتدريبهم على إجراءات ونظم السلامة والصحة والبيئة والتطوير المستمر لنظم وإجراءات تحديد الأخطار في مواقع العمل وطرق منعها أو الوقاية منها، والحرص على تطبيق المواصفات المعتمدة الخاصة بسلامة المواد والمعدات وطرق تخزينها وأساليب استعمالها وتشغيلها، ووضع خطط الطوارئ والإخلاء المناسبة لمواقع العمل بالمنشآت وبما يضمن التقليل من آثارها والسيطرة الآمنة عليها.
وذكر أن المؤتمر الذي يشارك به نحو 700 شخص من مختلف دول العالم يتضمن 14 ورشة عمل، إلى جانب 61 محاضرة تدور جميعها حول موضوعات السلامة للعاملين في المجالات النفطية والصناعية وغيرها من المجالات الأخرى.
وقال المهندس مازن المضيان رئيس فرع الجمعية في الشرق الأوسط "إن المؤتمر سيركز على رفع درجة الوعي في أمور السلامة لدى العاملين في المجالات المختلفة في المنطقة، إلى جانب طرح آخر ما توصلت إليه العلوم في مجال السلامة والبيئة والصحة المهنية، كما أن من أهداف المؤتمر المهمة تنظيم الدورات لرفع درجة الوعي أيضا لدى العاملين في الشركات المختلفة، مشددا على أهمية أن تكون المنشآت الجديدة سواء الصناعية أو غيرها على أرقى المستويات في مجال السلامة عند التصميم، وذلك لما تشهده المنطقة حاليا من طفرة كبيرة ونهضة صناعية جبارة.
أما المهندس عبد الله الغامدي المدير التنفيذي للسلامة والأمن الصناعي في شركة أرامكو السعودية فبين، أن "أرامكو السعودية" لديها حاليا مشروع لتطوير برنامج للسلامة، وذلك للارتقاء بنتائج السلامة إلى مستوى أفضل بين الشركات العالمية على الرغم أنها تعد من الشركات المتميزة في هذا المجال.
وذكر أن هذا البرنامج يتطلب مراجعة الإرشادات الحالية وأدلة أنظمة السلامة في مختلف المجالات، من أجل الوصول بـ "أرامكو السعودية" إلى التميز والحصول على المرتبة الأولى في حقل السلامة بين الشركات العالمية.

الأكثر قراءة