جدل حول رئاسة مجموعة فولكس فاجن الكبرى للسيارات
الشكوك آخذة في التزايد حول فرص استمرار بقاء بيرنت بيشيتسريدر على قمة مجموعة فولكس فاجن لصناعة السيارات فمن ناحية تبدو فرص تمديد عقده الإداري مهددة بالفشل بسبب رفض ممثلي العمال في مجلس الإدارة.
ومن ناحية أخرى تُدور مفاوضات على نطاقٍ واسع لتسليم قيادة الشركة فيندلين فيديكينج رئيس مجلس إدارة شركة بورش Porsche أكبر متداول لأسهم مجموعة فولكس فاجن وبالتالي هو الخليفة الأرجح لهذه الرئاسة.
وقال فيرديناند بييخ رئيس المجلس الرقابي في مجموعة فولكس فاجن في لقاء مع صحيفة "وول ستريت جورنال" "الاقتصادية أنه سيتبع خُطى كبار المتداولين في المجموعة رئيس حكومة ولاية نيدرزاكسن ومدير شركة بورش.
لقد كان من الممكن أن تؤدي التصريحات في وقت آخر إلى تمديد عقد بيشيتسريدر ولكن الآن يمكن للجميع بمن فيهم بيشيتسريدر نفسه ملاحظة حدة رفض العمال والموظفين له ومن الممكن أن يترك ذلك آثاراً واضحة، وخاصةّ أن نحو نصف أعضاء هيئة الرقابة المكوّنة من عشرين شخصا يُشيرون إلى ذاك الرفض. ويقول بييخ حرفياً: "أنا لم أرَ شركة واحدة في ألمانيا، حيث يمكن لرئاستها الاستمرار بالعمل مع وجود عشرة أصوات معارضة من ممثلي العمال في المجلس".
ومن المفترض أن يتم تداول أمر عقد عمل بيشيتسريدر والساري حتى عام 2007، خلال جلسة اجتماع مجلس الرقابة في الثاني من آيار (مايو) المقبل.
وقال مسؤول من مجموعة فولكس فاجن إنه تمت الدعوة في السابق إلى عقد جلسة اجتماع خاص غير عادي للمجلس الرقابي، حيث كان من المفترض دراسة شأن اتخاذ بعض القرارات حول بناء مصنع جديد في روسيا، وكذلك حول مبدأ خطط إعادة الهيكلة. واحتدّ غضب ممثلي العمال حول خطط بيشيتسريدر في روسيا، وفي الوقت ذاته حول تكاليف إعادة الهيكلة والتعديل في الشركة، والتي من الممكن أن تتسبب في إلغاء نحو 20 في المائة من مائة ألف وظيفة في ألمانيا.
وعلى ما يبدو فإن مصانع مجموعة فولكس فاجن الألمانية لا تعمل بكامل قدرتها الإنتاجية وتُعد تكاليفها الإنتاجية باهظة بصورة ملحوظة. ولكن هل من الممكن فعلاً أن تعمل المتداولة الكبرى شركة بورش على مساعدة مجموعة فولكس فاجن؟! لقد أكّدت مجموعة فولكس فاجن إجراء مفاوضات مع شركة بورش وأنها ستعمل على بناء سيارة بورش من طراز باناميرا في مصنع فولكس فاجن الموجود في مدينة هانوفر الألمانية. ويُعد التعاون الوطيد بين شركة بورش ومجموعة فولكس فاجن هدفاً جليا من قبل كلتا المجموعتين.
وأكد هولجر هيرتر المدير المالي في شركة بورش أن العمل التعاوني مع مجموعة فولكس فاجن من الممكن أن يؤثّر بصورة كبيرة في البرامج الترشيدية لكلا الجانبين من خلال الشراء المشترك للقطع.
وتسببت الإشاعات حول تولي فيندلين فيديكينج مدير شركة بورش رئاسة مجموعة فولكس فاجن محل بيشيتسريدر في حدوث بلبلة خلال معرض جنيف للسيارات. وفي كل الأحوال فإن فينديكينج يحظى بشعبية واضحة لدى طاقم العمل في مجموعة فولكس فاجن. وكما قيل في جنيف فإن فيديكينج سيعمل على بناء سيارة جديدة في مصانع "فولكس فاجن"، وبالتالي يمكن أن يضمن أصوات العمال لصالحه. من ناحية أخرى يطرح اسم مارتين فينتركورن مدير شركة أودي كأحد المرشحين لخلافة بيشيتسريدر في "فولكس فاجن" الذي يحتفظ بعلاقات طيبة للغاية مع فيرديناند بييخ الذي يعد أحد أحفاد مؤسس شركة بورش. ويتمتع بييخ بصفته رئيسا للمجلس الرقابي في مجموعة فولكس فاجن بنحو عشرة أصوات لصالحه من جانب الموظفين والقاعدة الرأسمالية في المجموعة. ومنذ أشهر قليلة فقط، نجح بييخ في إسناد رئاسة شؤون الموظفين إلى هورست نويمان بالاعتماد على أصوات ممثلي العالم فقط وضد أصوات القاعدة الرأسمالية في مجلس الإدارة.
ومن خلال هذه المواجهة لم ينجح بييخ في كشف ضعف تأثير بيشيتسريدر داخل المجلس فحسب بل وأظهر محدودية تأثير كريستيان فولف رئيس وزراء مقاطعة نيدر زاكسن المؤيد له وأحد كبار المساهمين في المجموعة.
ومنذ عدة أسابيع، اتفق بييخ مع مساهمين رئيسيين آخرين في مجموعة فولكس فاجن على إعادة تقسيم جديد للسلطة داخل المجلس الرقابي: وبناءً على هذا فمن المفترض أن يسلّم بييخ رئاسة المجلس الرقابي بحلول عام 2007، إضافة إلى أن جزءا من الاتفاق كان يقضي بتمديد عقد بيشيتسريدر. ولكن على ما يبدو فإن هذه الأمور الآن تغيرت بل ويبدو أنها أصبحت في طي النسيان.