"ساب" تعيد تنظيم إدارة أعمالـها في مجال البرمجيات
أعرب مايكل كلاين ماير مدير فروع شركة SAP للبرمجيات في ألمانيا وأوروبا عن أمله في أن يؤدي التشكيل الجديد الذي قامت به الشركة إلى تسهيل التعامل مع الشركات المتوسطة، فقد قامت "ساب" بتقسيم الشركة إلى أربع مجموعات حسب حجم التعامل حيث تتربع على قمة الهرم الشركات التي تقوم "ساب" بمباشرة أعمالها شخصيا بأحجام تعامل بمبلغ 500 مليون يورو فما فوق مثل شركات مرسيدس- بنز وBASF وسيمنس.
أما بالنسبة للشركات المتوسطة ذات حجم تعامل بين 20 – 500 مليون يورو فتباشر "ساب" عملها بالتعاون مع مكاتب لتكنولوجيا المعلومات لديها خبرات صناعيـة متخصصة.
ويقول كلاين ماير إن الأمر المتعارف عليه سابقاً كان التعامل مع جميع الشركات بنفس الأسلوب وقد اقتصر هذا الأمر حالياً على الشركات التي يبلغ حجم تعاملاتها أقل من 20 مليون يورو والتي تترك أمور إدارتها لشركات متعاونة.
وبدأت شركة ساب في تـطبيّق هذا النظام اعتبارا من بداية العام الجاري، ويقول كلاين ماير إن الشركة كانت تباشر أعمال الشركات الكبيرة مثل BASF والمتوسطة والصغيرة مثل فوكس بترولوب بنفس الأسلوب و ضمن فئة واحدة. لهذا التقسيم أسباب عملية، حيث إن 75 في المائة من قائمة الشركات الضخمة تعتمد ساب منها 90 في المائة في ألمانيا. إلا أن الفوز بعملاء جدد يركز علي دائرة الشركات المتوسطة، إذ يقدر كلاين ماير نسبة الشركات في السوق ذات حجم تعامل ما بين 130 – 500 مليون يورو والتي تعتمد على "ساب" في أنظمتها بنحو 45 بالمائة، بينما ذات حجم تعامل من 20 – 130 مليون يورو نحو 15 في المائة. أما الشركات الأقل من ذلك فنسبها قليلة وهذا ما يستدعي العمل لكسب زبائن.
ويعتبر كلاين ماير أن أكبر منافس لشركة ساب هو تطوير الشركات المعنية ذاتها لبرامجها الخاصة بها وهو ما يحدث بصورة كبيرة في قطاع البنوك وشركات التأمين.
ويعلق كلاين ماير ساخراً بأن البنوك اليوم تعمل عمل شركات البرمجة إضافة لعملها الرئيسي. كما تعتبر كذلك أنظمة "نكس دورف" العريقة المعتمدة والتي مازالت لدى بعض المصانع منافساً.
ومن المنافسين لـ "ساب" في قطاع الشركات الضخمة يذكـر كلاين ماير شركة "أوراكل" الأمريكية. أما في القطاع المتوسط فتنافس ساب "بيبل سوفت و "ج.د. ادواردس" اللتان اشترتهما أوراكل، والبرامج المطوّرة من الشركة ذاتها وكذلك فرع برامج الشركات من "ميكروسوفت". أما في قطاع الشركات الصغيرة فهناك "ساجي" من بريطانيا، التي يبدي كلاين ماير دهشة لإستراتيجية منتجاتهم المبهمة ذات البرامج المختلفة والعديدة.
مع نظام التوزيع الجديد يتوقع كلاين ماير زيادة حجم التعامل في السوق الألمانية هذا العام ويرجع كلاين ماير سبب النمو الضعيف في عهده إلى عاملين، الأول المُلابسات في نظام التأمين الاجتماعي قبل انتخابات البونديستاج التي جرت العام الماضي والتي أدت إلى تأجيل الاستثمارات في نطاق البرمجيات، أما الثاني، فقد نمت "ساب" بمعدل الثلث من 2001 - 2005 ويعد ذلك قاعدة متينة للنمو ولكن بصعـوبة.
وتُعتبر السوق الأمريكية من أهم أسواق "ساب" الخارجية فبعد النكسة في الأعوام الماضية زاد حجم التعامل بانطلاقة، بحيث أصبح يمثّـل نحو 28 في المائة من حجم تعامل الشركة الأم، بينما لم يزد في ألمانيا على نسبة 21 في المائة فقط. ويستنكر كلاين ماير شكاوى الزبائن في ألمانيا بأن "ساب" لا تتطلّع إلى متطلباتهم قائلاً "فالدورف هو مقر الشركة للتطوير ولكنه ليس الوحيد"، فما يقارب 80 في المائة من الزبائن هم من خارج ألمانيا، وهم يتساءلون حول ما يمكن أن تطوره "ساب" في أراضيهم.
لقد غيرت "ساب" بالفعل سياسة مبيعاتها في ألمانيا، فهي الآن تموّل صالة رياضية ساب- أرينا في مانهايم. وينفي كلاين ماير القول إن "ساب" قد دُفعت إلى ذلك من أحد المؤسسين ديتمار هوب الذي موّل بناء الصالة، فيقول "تعتبر الصالة قاعدة دعائية واسعة نستطيع أن نقيم فيها مختلف المناسبات الرياضية والثقافية وكذلك الحفلات الخاصة أيضاً".
وحول اقتراح ديتمار هوب إنشاء "ساب" ملعبا رياضيا وتشكيل فريق لكرة القدم قال كلاين ماير إن "ساب" ليست شركة إنتاج مواد استهلاكية مثل شركتي أليانز أو أ و ال أو (أ في دي) الممتلكتين لحقوق الاسم في الملاعب الرياضية لكنه يضيف أن هذا لا يعني أن علاقة "ساب" بكرة القدم قد انتهت "فلا بـدّ أن ينظر في الأمر" وهو ما يعني ترك الباب مفتوحا أمام هذا الخيار.