وسائل الإعلام ملزمة ببناء تجمعات إصدار متنوعة

وسائل الإعلام ملزمة ببناء تجمعات إصدار متنوعة

أجرى هولجر شميت من صحيفة "فرانكفورتر ألجماينة" الألمانية هذا الحوار مع هوبيرت بوردا الذي يعد واحدا من أساطين مجال الإعلام في ألمانيا ويمتلك واحدة من كبري دور النشر وهو مؤسس مجلة "فوكاس" الأسبوعية الألمانية. وخلال الحوار تحدّث بوردا عن الفرص المتاحة على الإنترنت.
يبحث العديد من الناشرين في مجال الإعلام المطبوع عن إجابة حول تحدي شبكة الإنترنت و ذلك بسبب تراجع الإقبال وانخفاض إيرادات الإعلام المطبوع، فهل لديك تصور لهذا الوضع؟
مجالات نشر الصحف كانت و ستظل سوقاً جذابة و نحن نستثمر فيها بقوة مع أنني أرى و بوضوح منذ عام 1991 أن التكنولوجيا الرقمية سوف تتقدم على الإعلام المطبوع. وقد خضنا الكثير من التجارب منذ ذلك الحين إلا أن مشاركتنا على موقع Europe-Online على الإنترنت كانت خاطئة. ولكن التجربة أفادتنا و تعلّمنا الكثير، ولهذا السبب نجحنا على موقع tomorrow-focus وهو عبارة عن موقع على الإنترنت متخصص في كافة الخدمات الإنتاجية الرقمية والإعلام، وغيرها من مساهماتنا الأخرى. ونتخذ هنا وبثبات اتجاه التجمعات الإعلامية في مجال تسويق المطبوعات، والتسويق المباشر، ويتميّز هذا الاتجاه بجمع الأشخاص حسب اهتماماتهم نقل القضايا الصحية على سبيل المثال. وعلى وسائل الإعلام رصد كافة قواها التجارية بهدف تنظيم تلك التجمعات. هذا هو الشرط اللازم لتحقيق نجاح عالم ما وراء المطبوعات.
وهل يمكن لدور النشر أن تحقق أرباحا بهذه الطريقة؟
بالطبع. فلم يتم صقل هذه القدرات بعد. وهذا هو السبب الذي يجعل من دور النشر الأكثر ترقّباً في هذه الأثناء لما ستحتويه هذه من قدرات كامنة.
ولكن هل يمكن اعتبار المبيعات الإضافية على الإنترنت قادرة على تعويض الخسائر في سوق المطبوعات؟
لقد تراجعت بالفعل إيرادات الإعلانات عن طريق الصحف منذ عام 2000، ونتوقّع أن تواجه هذه السوق المزيد من الضغوطات في المستقبل. ولكن لا يمكن للسوق الرقمية معادلة هذا التراجع على المدى المتوسط الملحوظ فقط، بل وقادرة على توليد المزيد من القيم الإضافية. فنحن لا نحقق سوى 30 في المائة من حجم المبيعات عن طريق سوق الإعلانات الكلاسيكية في الصحف. بينما نحقق ما يعادل نحو الثلث عن طريق الإنتاج الرقمي.
ما حجم المال الذي تستثمرونه على شبكة الإنترنت؟
نستثمر سنوياً ما تعادل قيمته نحو المليونين مقابل المساهمات، وشهادات الترخيص، وإنتاج المحتوى الرقمي الخاص بنا. حيث يمكنني أن أعمل على إعداد شركتي الخاصة عن طريق حركة الأموال الناتجة عن التجارة التقليدية في السوق الرقمية.
ما الخطأ الذي ارتكبه الناشرون؟
إن الخطأ الكبير الذي ارتكبته معظم الشركات الإعلامية، هو محاولة انسحابها من السوق عقب حدوث فقاعة شركات الإنترنت في البورصات. وتُعد البداية من جديد اليوم أصعب بلا شك، أضف إلى هذا الأزمة الاقتصادية، حيث عانت الصحف اليومية من أزمة في الهيكلة الخاصة بها، ولم يتم استغلال الكثير من الفرص المتاحة في الأسواق الإقليمية. غير أن بعض الخدمات التي ظهرت محلياً مثل موقع Meinstadt.de, من المحتمل أن تزيد من حدة المشكلة في سوق الإعلانات الصغيرة. ولا أحد يعلم كيف سيعمل برنامج Google Earth على تغيير المراكز التجارية لمثل تلك المواقع المحلية على شبكة الإنترنت.
يقدّم العديد من مستخدمي الإنترنت اليوم محتوياتهم على الشبكة بطرقهم الخاصة مثل المدونات الرقمية Blogs. فهل يمكن للبلوج أن ينظّم وسائل الإعلام التقليدية، أو سيعمل على إبعادها؟
على الأغلب أنها ستعمل على تنظيمها. عندما تتحدث البلوج عن مرض نادر مثلاً، والذي من الممكن أن يُتيح تجمّعاً لباقي المصابين بهذا المرض بحيث يمكّن الأفراد المعنيين من تبادل الأحاديث والمشاعر بين بعضهم البعض، عندها نصل إلى عمقٍ ما، لا يمكن للوسط الإعلامي المطبوع الوصول إليه، ولا يُفترض به حتى محاولة الوصول إليه. ولهذا يوجد هنا تنظيم رائع. حيث لا يمكن لخدمة المدونة أبداً أن تستبدل النظام المنقّى الخاص بالوسط الإعلامي المطبوع، إلا أنها فرصة أُتيحت للوسائل الإعلامية المطبوعة: حيث يمكن لكل صحافي أن ينقّب المدونة، ليتوصّل إلى ما يحرّك مشاعر الناس بالفعل، ويجتذبهم.

الأكثر قراءة