جدة تسبح على 100 مستنقع كبير والأمانة تخشى الغرق في حمى الضنك

جدة تسبح على 100 مستنقع كبير والأمانة تخشى الغرق في حمى الضنك

جدة تسبح على 100 مستنقع كبير والأمانة تخشى الغرق في حمى الضنك

وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة وزارية لمواجهة حمى الضنك في محافظة جدة تضم الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وأربع وزارات هي وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الصحة ووزارة الزراعة ووزارة المياه والكهرباء وأمانة جدة.
وكانت محافظة جدة قد شهدت منذ شهرين انتشار إصابات بحمى الضنك بين المواطنين والمقيمين وصلت إلى اليوم وفقا للدكتور ياسر الغامدي مدير الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة 289 حالة تأكد منها 156 حالة, ووفاة أربع حالات.
وقد وجه الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة بتشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم فرع وزارة الزراعة, والشؤون الصحية, وأمانة جدة, لتلقي بلاغات المواطنين عن أي اشتباه لإنفلونزا الطيور وحمى الضنك والإجابة على تساؤلاتهم عن تلك الأوبئة.
ووصف مجموعة من المواطنين والمقيمين سرعة انتشار فيروس حمى الضنك بالكارثية وطالبوا بتشكيل لجنة مشتركة لتفعيل التعاون القائم بين الجهات الثلاث, يتم من خلالها توحيد الجهود والقيام بعمل مشترك بعيداً عن الاتكالية وتفادياً لإلقاء اللوم وتهمة التقصير على جهة دون أخرى.
وفي السياق نفسه انطلقت قبل أسبوعين حملة توعوية ضخمة ومركزة ستستمر لمدة شهر, صنفها القائمون عليها بأكبر حملة توعية صحية نظمت على مستوى السعودية حتى الآن, حيث تعتبر هذه الحملة الثانية التي تم تنظيمها بعد الحملة التي نظمت في العام الماضي والتي لم تحظ بالتفاعل الإعلامي والاجتماعي الذي كان مأمولاً منها, وكان زمام المبادرة في الحملتين كلتيهما لجهة خاصة بالتعاون مع إدارة الرعاية الصحية الأولية في محافظة جدة وأمانة جدة.
وتهدف الحملة إلى التركيز على إيصال رسالتها إلى جميع أفراد المجتمع, من خلال عدد من الوسائل الإعلامية والإعلانية والميدانية, وتم من خلالها التذكير بأهمية القضاء على ناقل حمى الضنك وذلك عن طريق 42 مركزا صحيا, إضافة إلى الجولات الميدانية التي يقوم بها مجموعة من المتطوعين والمتطوعات في الحملة على عدد من الأسواق والمراكز التجارية وتوزيع مليوني مطوية تحتوي على مجموعة من المعلومات الخاصة عن المرض وطرق الوقاية.
"الاقتصادية" تفتح ملف حمى الضنك في جدة.. البداية والخطوات مع نخبة من الإخصائيين والمسؤولين والمواطنين.
المرض وبداية ظهوره:
يؤكد الدكتور علي عشقي الأستاذ في كلية علوم البحار بجامعة الملك عبد العزيز والأكاديمي المهتم بعلم البيئة أن بداية ظهور المرض كانت في التسعينيات حيث بلغ عدد الحالات المصابة في عام 1994م ما يقارب 289 حالة كما صرح في ذلك العام الدكتور سليمان فقيه.
لكن الدكتور ياسر الغامدي مدير الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة يشير إلى أن أول ظهور لمرض حمى الضنك بجدة سجل خلال عام 1994 م وتمت مكافحته، إلا أن المرض عاود الظهور تدريجيا ابتداء من عام 2004 م وبدأت الجهود من ذلك الحين لتكثيف عمليات الترصد الوبائي والاكتشاف المبكر للحالات مما أدى إلى زيادة الوعي لدى الأفراد ولدى الأطباء المعالجين وساعد في تشخيص معظم الحالات.
خطوات وزارة الصحة
وحول خطوات الشؤون الصحية وبرامجها للمساندة في القضاء على حمى الضنك يشير الدكتور ياسر الغامدي مدير الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة إلى أن دور وزارة الصحة في الاكتشاف المبكر للحالات من تشخيص الحالة سريريا ومخبريا ومتابعتها وعلاجها والتوعية والتدريب المستمرين في هذا المجال لجميع العاملين في القطاعات الصحية وتبليغ مركز نواقل المرض عن موقع الحالة فور ظهورها. ويتركز دور مركز نواقل المرض في عمليات الاستكشاف الحشري والتقصي الوبائي للحالات لمعرفة مصدر العدوى ورش منزل المصاب والمنازل المجاورة, والتوعية الصحية لمخالطي الحالة ولأهالي الحي, كما يقوم مركز نواقل المرض بعمل تعرف جغرافي لموقع المسطحات المائية بمدينة جدة , وعمل خرائط توضيحية لمواقعها وإبلاغ الأمانة للتخلص منها , ويقوم بالتعرف الميداني لمواقع مصانع الطوب, والمشاكل العامة والخاصة بالمحافظة واستكشافها ومكافحة البؤر الإيجابية منها.
أعراض المرض
تبدأ أعراض المرض كما تقول الدكتورة نعيمة أكبر في تقريرها الذي أعدته عن حمى الضنك, بحمى فيروسية حادة ذات بدء مفاجئ مع ارتفاع درجة الحرارة لمدة 2ـ7 أيام مع صداع شديد وألم في مؤخرة العين واضطراب في الجهاز الهضمي وفقدان الشهية وقيء وآلام مفصلية وعضلية وانخفاض في كريات الدم البيضاء.
كما تتميز حمى الضنك النزفية إضافة إلى ذلك بظهور أعراض نزيفية تتمثل بإيجابية اختبار العاصبة " التورنكيت" أو نزيف تحت الجلد أو من أماكن أخرى ونقص في عدد صفائح الدم وزيادة الهيم بنسبة 20في المائة. أما متلازمة صدمة حمى الضنك فتتميز بالإضافة إلى الأعراض السابقة بوجود فشل في الدورة الدموية وهبوط حاد في ضغط الدم وسرعة وضعف النبض وقلق وبرودة الجلد.
وتعتبر بعوضة "الأيديس أيجبتاي" الناقل الرئيسي للمرض وتتميز بوجودها في المناطق الحضرية والتغذية في الصباح الباكر وكذلك في المساء الباكر وتتوالد في المياه العذبة النظيفة وتفضل الأماكن المظللة وتصل فترة حضانة الفيروس عند البعوضة 8-10 أيام ولدى الإنسان من 2-7 أيام.
وكان أول ظهور لحمى الضنك في مدينة "جدة" كما يقول التقرير في تشرين الأول (أكتوبر) عام 1993م وقد حصلت فاشية للمرض خلال عام 1994م حيث بدأ برنامج يرصد نشاطا للمرض والإبلاغ الفوري عن الحالات المشتبهة لحمى الضنك وقد تم تأكيد 508 حالات خلال عام 1414هـ , وكان هناك انخفاض لعدد الحالات خلال أعوام 1995م إلى 2002م والذي يعزى إلى عدة عوامل،
فبالإضافة إلى وجود نمط دوري للمرض ـ حيث إن فاشيات المرض تعاود الظهور كل 3-4 سنوات ـ فإن المكافحة المكثفة للبعوض الناقل بعد حدوث الفاشية الأولى عام 1994م في مدينة "جدة" أدى إلى انخفاض عدد الحالات، والذي تبعه تغيير آلية التبليغ عن الحالات وإدراجه ضمن الأمراض التي يبلغ عنها أسبوعياً تبعه تراخ في الإبلاغ عن الحالات، بالإضافة إلى عدم استمرار أعمال الاستكشاف الحشري والمكافحة للبعوض مما أدى إلى معاودة ظهور المرض خلال عامي 2002م و2003م حيث نشطت أعمال الترصد الوبائي للمرض مع ضرورة الإبلاغ الفوري عن الحالات وكذلك تكثيف الدورات التثقيفية الصحية للعاملين في القطاعات الصحية وخصوصاً الأطباء مما أدى إلى الزيادة الملحوظة في عدد الحالات خلال عامي 2004 و2005م.
مأساةُ هيكل!
كانت آخر رضعة بللت حلق الصغيرة مريم (أربعة أشهر) كما يروي لـ "الاقتصادية" والدها المقيم المصري محمد هيكل في يوم الأربعاء 23 المحرم الساعة التاسعة صباحاً.
يقول هيكل وهو يحاول حبس الدمعة التي أبت إلاّ أن تخرج لتصف لنا حجم الألم بأن وضعها كان طبيعياً بعد الرضعة الأخيرة, وما إن وصلت عقارب الساعة إلى الثانية عشرة قبل الظهر حتى انقلب وضعها فجأة لتصبح في حالة يرثى لها.
فحملتها إلى المستشفى السعودي الألماني, وأنا أدعو الله أن تكون نتيجة ما ألم بها عارضا صحيا ستسترد بعده عافيتها وتعود إلى أحضان أمها وإلى هندولها الذي تركته ذكرى محزنة لكل من في المنزل.
ودخلت مسرعاً إلى الطوارئ التي لم يطل انتظارنا فيها, بعد أن أخبرني الأطباء بضرورة نقلها إلى العناية المركزة, والتي بقي فيها الأطباء حائرين لساعات طويلة لم يصلوا إلى تشخيص واضح للمرض, وبقيت الطفلة في المستشفى حتى صباح يوم الخميس 24 المحرم لتلفظ أنفاسها الأخيرة في الساعة العاشرة صباحاً.
وتثبت نتائج الفحوصات التي أجريت لها بأن وفاتها كانت نتيجة لإصابتها بفيروس حمى الضنك. هكذا ماتت مريم كما يروي والدها.
وتتجدد مأساة هيكل الذي يسكن في حي الشاطئ حين تم اكتشاف الفيروس في فلذتي كبده:براء والتي تبلغ من العمر ثماني سنوات وعبد العزيز الذي لم يتجاوز الثانية من عمره بعد, وذلك بعد أن استقبل المعزين ليوم واحد في وفاة مريم, ليذهب بهما إلى مستشفى الحرس الوطني الذي تم تحويلهما منه إلى المستشفى الجامعي حيث مازالا يتلقيان العلاج فيه.
ويتمثل العلاج كما يقول هيكل في المحاليل والمهدئات مع قياس الضغط ودرجة الحرارة بشكل دوري وعمل تحليل للدم بشكل منتظم, حيث لا يوجد عقار يقضي على هذا المرض.
ويصف هيكل المنطقة القريبة من منزله بأنها منطقة تحيط بها الأشجار بكثافة وتمتلئ بالبعوض إلى درجة أنه حينما يصحو صباحاً لا يستطيع أن يفتح نافذة سيارته لكثرة انتشاره, ويعلل ذلك بكثرة المياه التي تبقى في أحواض الأشجار المزروعة على جوانب الأرصفة المحيطة بمنزله والتي تغذيها مياه الصرف الصحي.
وطالب محمد المسؤولين بأن يسارعوا إلى إيجاد حلول جادة وسريعة للقضاء على هذه الكارثة البيئية لكيلا يتكرر مشهد الموت في منازل أخرى.
نجلاء ومعاناة حي السبيل !
تبدأ نجلاء30عاماً قصتها مع حمى الضنك حين شعرت بدوخة وآلام في الأقدام والمفاصل وحرارة مرتفعة استخدمت على إثرها المهدئات العادية, ولم تذهب إلى المستشفى إلا بعد أربعة أيام لشعورها بأن الألم بدأ يزداد ولم تفلح معه الأدوية والمهدئات التي كانت تستخدمها, وبعد ذهابها إلى المستشفى أخذت لها فحوصات روتينية وقالوا لها من المحتمل أن يكون ما تعانينه "أنيميا " وقاموا بإعطائها مغذيات وإبرا وحبوبا مهدئة. ثم عاد الأطباء وأكدوا لها أن التشخيص النهائي لما تعانيه بعد أن عجزوا عن تشخيصه أول مرة هو إصابتها بحمى الضنك, لتلزم على إثرها السرير الأبيض لمدة قدرها الأطباء بعشرة أيام. تقول نجلاء إن الحي الذي نقطن فيه من سنين وهو حي السبيل قرب شارع المخزومي في جنوبي جدة يتميز بكثرة المستنقعات التي تمتلئ بمياه الصرف الصحي والمنتشرة بقرب المنازل والتي كثيراً ما تجعلنا نخاف على أطفالنا من الخروج كي لا يصابوا من الفيروسات التي تمتلئ بها, هذا غير الرائحة الكريهة التي تخرج منها وتؤذينا في المنازل, والبعوض الذي ينتشر حولها بشكل كثيف. وتضيف نجلاء قولها إن أكثر من يتأثر من هذه المستنقعات هم أصحاب المنازل التي تقع في الأزقة الصغيرة من الحي نظراً لعدم وجود أرصفة أو حواجز تمنع وصول مياه المجاري إلى أبوابهم!
وتطالب نجلاء أمانة مدينة جدة بسرعة ردم هذه المستنقعات كي لا يتضاعف أعداد المصابين بمرض حمى الضنك وتصبح جدة مستودعاً لمثل هذه الفيروسات, بعد أن كانت وجهة السياح من جميع الأجناس.
المستنقعات وعمليات الرش!
ووفقاً للدكتور علي عشقي فإن عدد المستنقعات الكبيرة في جدة يبلغ أكثر من 100 مستنقع تتوزع على العديد من الأحياء ويتركز وجود أغلبها في جنوب وشرق جدة, وتتكاثر المستنقعات الصغيرة التي لا تحصى أعدادها في ظل تزايد أعداد السكان والتزايد الكبير في عمليات البناء في أغلب مناطق جدة.
وتعرف بحيرة المسك بأنها أكبر مستنقع في مدينة جدة, حيث تحتوي على 40 مليون متر مكعب من الماء, ويصف عشقي بحيرة المسك بأنها مكان خصب لجميع أنواع البعوض وعامل جذب لها.
وطالب عشقي أمانة جدة بالبدء في ردمها والتخلص منها وردم جميع المستنقعات التي تسبب قلقاً كبيراً لسكان مدينة جدة وتمثل مصدر خوف على المستقبل البيئي لمدينتهم, حيث يؤكد أن تكرار عمليات الرش بنفس المبيد الحشري يكسب البعوضة المناعة ضده وتصبح عمليات الرش عديمة الفائدة.
ويقول الدكتور حسين البار رئيس لجنة الصحة والبيئة في المجلس البلدي إن اللجنة تعتقد أن الشركة المسؤولة عن النظافة في مدينة جدة لم تقم بدورها وأن المبيد المستخدم في عملية الرش غير فعال.
ويصف عملية خلط المبيد بالكيروسين أو الماء لتخفيفه بأنها لاتتم بالطريقة الصحيحة وأن أماكن الرش التي تقوم الشركة برشها ليست واضحة ومعروفة بالشكل العلمي المطلوب لأنه يجب أن يتم قياس المساحة التي سيتم رشها وبناء عليه يتم رش كمية معينة من المبيد.
وأضاف أن هناك خطأ في طريقة وكيفية الرش سواء الرش لليرقات الموجودة في المستنقعات المائية أو طريقة رش البعوض البالغ بطريقة التطبيب أو طريقة الرذاذ المتناهي الصغر، وأوضح البار أن هذا الحكم يأتي من خلال مشاهدات شخصية لخبراء في علم الحشرات.
الاستكشاف الحشري وشركة النظافة
يقول الدكتور البار إن آلية الاستكشاف الحشري التي يتم تطبيقها الآن طويلة وبطيئة وغير فعالة وتجعل الحشرات تتفاقم وتتكاثر بدون أن يكون هناك تدخل سريع, وطالب بالتنسيق بين الصحة والأمانة بحيث تكون هناك جولات مكثفة يتم دعمها بكادر متخصص وبإمكانيات خاصة فيما يتعلق بالاستكشاف, ويتم البدء فيها بأسرع وقت ممكن وبطريقة فعالة.
ويكمل البار قوله إن لجنة الصحة والبيئة في المجلس البلدي اكتشفت أن المشرفين والمراقبين على أعمال المقاول المسؤول عن عمليات الرش عددهم قليل وإمكانياتهم محدودة وتأهيلهم ضعيف, وليست هنا المشكلة بل المشكلة الحقيقية أنهم ليسوا مؤهلين للإشراف على عمليات الرش ويحتاجون إلى دورات تدريبية سريعة جداً.
وتمنى أن تتم مراقبة المشرفين بحيث تكون هناك آلية واضحة من جهة رقابية متخصصة في الأمانة تشرف على عملهم.
وأردف قائلاً إنه يوجد في كل بلدية فرعية اثنان من المراقبين مراقب ومشرف ويوجد في مدينة جدة 13 بلدية فرعية, وهذا يعني أن لدينا 26 مراقبا ومشرفا, إذن: هل يعقل أن يكون هذا العدد كافيا للإشراف على مراقبة عمل المقاول في 106 أحياء في مدينة جدة؟! لا أعتقد.! ويجب على الأمانة الإسراع في عملية تدريبهم وتأهيلهم وكذلك زيادة الكوادر.
ويعلق البار أنه إذا كان عمال النظافة المتخصصون في عملية الرش يبلغ عددهم على مستوى جدة 150 عاملا فقط وعدد الأحياء 106 فسيكون الناتج عاملا أو عاملين لكل حي.! فهل يكفي هذا العدد يكفي.!
إلى أين وصلت برامج المكافحة!
وحول مدى تحقيق برامج وخطط جميع المؤسسات الحكومية للمساندة في سرعة القضاء على هذا الوباء. يقول الدكتور الغامدي إن لدى وزارة الصحة تجارب ناجحة في القضاء على المرض محليا في مكة خلال عام2004 م ومدينة جدة خلال عام 1994 م ودوليا في سنغافورة 2005 لذا تأمل الشؤون الصحية أن تحقق نتائج جديدة في حالة تضافر جهود المؤسسات الحكومية وجمهور المواطنين حيث تعتبر البعوضة الناقلة للمرض بعوضة منزلية بالدرجة الأولى لذا لابد من مشاركة أفراد المجتمع في مكافحة المرض.
والوضع وبائي أم لا؟
يشير الدكتور ياسر الغامدي إلى أن عدد الحالات المصابة لهذا العام 156 حالة أدت إلى وفاة أربع حالات وبمقارنة الأرقام المحلية بالأرقام العالمية والتي تتجاوز الألوف مع نسبة إماتة عالية يتضح أن المرض لم يصل في مدينة جدة إلى الوضع الوبائي المقلق ولكن حرص المديرية العامة للشؤون الصحية لمنع انتشار المرض وتوطنه فقد استنفرت جميع الوسائل المتاحة للتخلص من المرض. أما عن سبب الانتشار فيعود إلى عدة عوامل بيئية وديموغرافية حيث تشهد مدينة جدة ازديادا في الكثافة السكانية مما يصاحبه ممارسات حضرية مثل ازدياد النفايات الصلبة كالعلب الفارغة وإطارات السيارات وازدياد الصرف الصحي وحفظ المياه في حاويات مكشوفة بغرض الاستخدام المنزلي، كذلك زيادة عدد المباني تحت الإنشاء ومصانع الطوب والذي يصاحبه وجود خزانات مياه مكشوفة حيث توفر كل هذه العوامل المناخ الملائم لتكاثر البعوض، بالإضافة إلى طقس مدينة جدة الذي يتسم بالحرارة والرطوبة وكثرة المياه السطحية.
المواطنون: أين جهود الأمانة؟
يؤكد مجموعة من المواطنين الذين التقتهم "الاقتصادية" في عدد من أحياء جدة إلى أن انتشار البعوض في جدة أصبح يشكل وباء على المجتمع ويتفق الجميع على أنهم لم يشاهدوا أية جهود للأمانة في المكافحة خاصة رش المستنقعات والأماكن التي تكثر فيها مشاريع البناء بشمال مدينة جدة، ويضيف آخرون الى أن أحياء راقية مثل المحمدية والنعيم والنهضة تعاني وجود بحيرات من المياه الراكدة بساحات مطار الملك عبدالعزيز بجدة أصبحت مفرخة للبعوض تغذي شمال جدة بأسراب هائلة مساء كل يوم.
ويشير آخرون إلى غياب الرقابة من قبل جهاز الأمانة على المتابعة الميدانية لغسيل المنازل التي تحدث في الأحياء من قبل العمالة وحراس المنازل الذين لم ولن يدركوا خطورة الوضع نظرا لغياب الرقابة وتطبيق العقوبات.
إلى ذلك يشير عدد من المواطنين في أحياء البوادي والصفاء أنهم لم يشاهدوا أية جهود مبذولة سوى تصاريح إعلامية تنشر في الصحف.
من جهتهم يشير أكاديميون إلى أن برنامج خطة أمانة جدة لمكافحة حمى الضنك مع الشؤون الصحية ليست بحجم خطورة حمى الضنك التي أصبحت تشكل خطرا لجميع سكان جدة.

الأكثر قراءة