مدير "لوريال" لمستحضرات التجميل يتجول في الأسواق ويسأل المارة عن منتجات شركته
إذا كانت هناك قائمة لأنجح المديرين في العالم فلابد أن يكون ليندسي أون جونز على رأس هذه القائمة فمنذ أن بدأ أون جونز إدارة شركة لوريال الفرنسية العالمية لتصنيع مستحضرات التجميل منذ عام 1988، بدا واضحاً أنه يحقق للمجموعة في كل عام تجاري نمواً ربحياً متزايدا.
لكن هذه الحال لم تدم طويلا بعد أن بدأ البريطاني المحنك أون جونز (60 عاماً)، من العمر ينسحب من النشاطات التجارية للمجموعة ليتولى الفرنسي جان بول أجون (49 عاماً) أعماله. ويقول جونز إنه خطط لهذه اللحظة منذ أعوام و يضيف: "أنا أرى أن أكفّ عن هذا العمل عندما أبلغ 60 عاماً من العمر، تماشياً أكثر مع حيوية هذا القطاع الذي يعتمد بشكل أساسي على فتوّة الشباب". وبالفعل تم تعيين عضو مجلس المراقبة ( أجون) رسمياً رئيساً لمجلس الإدارة.
وغالباً ما يشكّل السلف العظيم عبئاً كبيراً على خلفه فقد تسلّم أجون مجموعة تجارية تسير بطريقة جيدة تركت آثارها وبصماتها المميزة في الآونة الأخيرة بصورة متزايدة. والدليل: أن أسعار أسهم المجموعة اليوم تسجّل ما كان يتوقعه ويأخذه هو بعين الاعتبار قبل ثلاثة أعوام، ولهذا فإن على أجون اليوم أن يبتكر شيئاً ما.
وكانت استراتيجية أون جونز تعتمد على "السيطرة على الأسواق" وشعاره أن الأرباح تتحقق مع زيادة المبيعات و ليس ضغط الإنفاق رغم أنه كان بالطبع يراعي التكاليف ولكن كونه مدير الشركة بقي يمثل البائع المكرّس نفسه لهذه الشركة حيث بدأ لدى شركة (لوريال) منذ 35 عاماً.
وكانت تقارير الرحلات الخارجية التي يقوم بها أون جونز مهلة حيث كان يتوجه إلى المتاجر، والأسواق الشرائية بنفسه و باستمرار لأنه يريد أن يعرف فيما إذا كانت منتجات مجموعته موضوعة بطريقة صحيحة على أرفف العرض. وكان يثور على وكيل المبيعات إذا رأى أن منتجات إحدى الشركات المنافسة معروضة بطريقة أفضل أو أجمل. ومن بين أساليب بحث السوق الخاصة التي أشاعها في الشركة محادثة السائحات الأجنبيات و سؤالهن عن نوع أحمر الشفاه الذي يستخدمنه؟
وتنمو لوريال منذ أعوام بمعدلات مرتفعة جداً، أكثر من سوق مستحضرات التجميل بأكملها، وتعمل على توسعة حصصها من السوق. وتحقق المجموعة نحو ربع حجم مبيعاتها، أي ما يعادل 14.5 مليار يورو، عن طريق مستحضرات العناية بالشعر، ونحو 22.8 في المائة عن طريق مستحضرات العناية بالجلد والبشرة، ونحو 21.4 في المائة عن طريق مستحضرات الماكياج والتجميل، والباقي يعتمد بالأخص على الصباغات، والعطور. وتُعتبر لوريال، إلى جانب الشركات الأخرى مثل : هيلينا روبنشتاينن لانكوم جارنيير ميبيلين، ورالف لورين في ضاحية باريس ـ كليشيه من المجموعات التجارية المرموقة هناك، وكذلك فإن صورة الشركة، كما أثبتت الكثير من الدراسات و الإحصاءات أن الشركة تحظى بمكانة و سمعة طيبة جدا .
وبرغم أن أون جونز اجتهد في عولمة لوريال، وحقق بالفعل مركزاً مميزاً في الولايات المتحدة إلا أن المجموعة متعلّقة إلى حدٍ بعيد بأوروبا الغربية، حيث تحقق نحو 50 في المائة من حجم مبيعاتها هناك. لكن الطلب على مستحضرات التجميل في أوروبا الغربية ينمو ببطء. ولهذا فمن الممكن أن تكون إحدى واجبات أجون في زيادة أناقة مستحضرات الشركة.
وتحقق شركة لوريال أعلى معدل نمو في أمريكا اللاتينية، وفي شرق أوروبا، وشرق آسيا. وتنوي الشركة العمل على المزيد من الأبحاث و الدراسات في الصين، حيث أنفقت مبالغ طائلة من الأموال هناك خلال الأعوام الماضية، والهدف من البحوث الآن محاولة تعديل المنتجات المميزة أمريكياً و أوروبياً لتتناسب مع حاجات السوق الصينية. وتبقى الكثير من الآمال متعلّقة بالسوق الصينية برغم أن حجم المبيعات عام 2004 بلغت هناك نحو 290 مليون يورو فقط.
ويشكل ازدياد حدة المنافسة تحدياً كبيرا للشركة، حيث تُعد شركة بروكتر آند جامبل إحدى أهم الشركات الأمريكية المنافسة في تصنيع مستحضرات التجميل، برغم أنها تحقق مبيعات أقل من لوريال، ولكن من المفترض أن تتمكن مجموعة بروكتر آند جامبل من تحقيق حجم مبيعات يزيد على 70 مليار يورو في جميع قطاعاتها، وخاصةّ عقب شراء شركة جيليت. وهذا يعني القوة الضاربة للتعامل مع التجارة الفردية، التي حتماً ستشعر بها لوريال قريباً.