معاداة السامية .. معادلة لم يفهمها أحد!
أثارت قضية المؤرخ البريطاني ديفيد إيرفينج والحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في المحكمة النمساوية ردود أفعال كثيرة، وحرص النظام القضائي على اعتبار ما جاء في تاريخياته ومراجعاته للمذكرات المدونة عن المحرقة اليهودية "الهولوكوست" وإنكاره وجودها أنه ينطوي على الكثير من المعاداة للسامية.
ولم يكن في محاولات إيرفينج المستمرة التأكيد على عدم إنكاره المحرقة ما يدفع الغرب لتبني حقيقة كونه مؤرخاً غير معادٍ للسامية. فقد سبق ورصد المؤرخ جائزة قدرها ألف جنيه استرليني لمن يمكن أن يقدم ما يثبت أن هتلر أمر بهذه المحرقة. واستغرق في مراجعاته أكثر من 13 عاماً لإثبات وجهة نظره تلك.
بالطبع كان للكاريكاتير حضوره في هذا الحدث لمواكبة الاستجابة الإعلامية، وقد رأى الكثيرون أن في عمل إيرفينج ما يدعو لتأكيد التصاق تهمة معاداة السامية به، والنماذج المنتقاة تتعرض لهذا التوجه، حيث نرى رسماً لديفيد سميث يقول من خلاله إن إيرفينج هو نسخة أخرى لهتلر! وفي رسم آخر لستيف بل رسام صحيفة "الجارديان"، يعلق قائلاً: إيرفينج لا يحييكم .. بل يغرق!!".
الجدير بالذكر أن كثيرا مما جاء في مذكرات المحرقة مستقى من مصدر وحيد يعرف بمذكرات آن فرانك، وهي طفلة يهودية اتخذت فيما بعد رمزاً للمحرقة وويلاتها التي تستخدم لإثارة الشفقة من آنٍ لآخر، وللتأكيد على أن اليهود عانوا من الاضطهاد فترات طويلة من الزمن.