ما يحدث ظاهرة صحية والأنانية المُفرطة تلعب دوراً كبيراً

ما يحدث ظاهرة صحية والأنانية المُفرطة تلعب دوراً كبيراً

عادت الشركات الألمانية إلى إظهار الرغبة في شراء الشركات الأخرى مجدداً. ويثور هنا سؤال مهم: هل تعلمت تلك الشركات فعلاً من الأخطاء التي ارتكبت في الماضي؟

دانيال شيفر من صحيفة "فرانكفورتر ألجماينة" الألمانية أجرى هذا الحوار مع كاي لوكس رئيس الرابطة الألمانية ميرجيرز آند أكويزيشنز المسؤولة عن تقديم الاستشارات حول عمليات اندماج و شراء والاستحواذ على الشركات وهو يعمل في شركة سيمينز مديرا لمركز المنافسة التابع للرابطة .. ودار الحوار هنا بشكل أساسي حول عمليات الشراء والاندماج التي أصبحت ظاهرة لافتة في ألمانيا أخيراً:

لوكس، هل ترين أن حُمى عمليات الاستحواذ تسيطر على المديرين الألمانيين؟
ما نعيشه اليوم هو في الحقيقة عبارة عن أجواء صحية: حيث نشهد ضرورة الاندماج، إلا أن العروض لا تتضمن أسعاراً مشجعة إلى درجة كافية. وفي خضمّ هذا، يسيطر على الفرد الانطباع بأن بعض عمليات الاستحواذ يتم إطلاقها بفعل الأنانية الذاتية لمديري الشركات، أكثر من كونها ترتكز على دوافع الإستراتيجية المنطقية. وشهدت أنا، كمستشار تجاري، الكثير من الكوارث بفعل ذلك. حيث تلعب أنانية المديرين، الدور الأكبر في هذا غالباً.

ولكن البنوك الاستثمارية عادة ما تتحمل مسؤولية الأمور الفنية ؟
هذا سوء فهم فادح. حيث تُعتبر بنوك الاستثمار المسبب الأول لمثل تلك المشكلات، فهي التي تدفع الشركات غالباً للقيام بعمليات الاستحواذ. ففي النهاية هي التي تجني أموال هذه المعاملات المالية. وهي لهذا ترحب بأن تضم عملية الاستحواذ أكثر من معاملات الشراء الخالصة تلك. إذ لا يسقط في قبعة بنوك الاستثمار شيء من الأموال أثناء عمليات التحضير للشراء والاستحواذ والضم التابعة للشركات.

وأين تحدث الأخطاء الشائعة؟
إن المشاكل الحقيقية لا تظهر غالباً إلا عقب الانتهاء من العمليات الفعلية. حيث يظهر العجز في التحضير الاستراتيجي للشراء، وفي تفعيل التداخل والانضمام، وبعضها يظهر في إدارة التغيير، وفي إعادة الهيكلة، والاتصالات. ولابد من أن تكون الشركات قد خصصت مسبقاً مستشارين للعمل على تلك المراحل بطريقة مهنية متخصصة، الشيء الذي بالكاد يُستخدم حتى الآن بأساليب فعلية. إلا أننا نشهد اليوم تغيّراً تدريجياً على هذا الواقع.

وهل تظهر هذه المعاناة الناتجة عن هذه الإجراءات غالباً مباشرةً عقب احتفالات إتمام الاستحواذ؟
في الحقيقة يوجد الكثير من الدراسات التي تشير إلى أن نحو 50 إلى 70 في المائة من عمليات الاستحواذ لم تتسم بالنجاح. ولكن عليّ أن أضع هذه المحصّلة ضمن نقاط مختصرة. الأولى: أن الدراسات كافة تأخذ بعين الاعتبار ارتفاع التوقعات بالأسواق الرأسمالية على أنها مسطرة النجاح. وثانياً: ارتفعت حصة عمليات الاستحواذ، والضم الناجحة بثبات خلال الأعوام الثمانية الأخيرة الماضية. وثالثاً: من يبني عمليات الاستحواذ وِفقاً لعلوم الإدارة التنافسية الخاصة بالرابطة، يمكنه عندها أن يضاعف القدرات المركّبة.

وماذا تقصد بمفهوم مصطلح علوم الإدارة؟
لقد قمنا ببناء هذا الاتجاه، كروّادٍ له، في شركة سيمينز منذ عام 1999. حيث يتم إيداع مجريات عملية الاستحواذ كافة في بنك للمعلومات داخل مركز المنافسة الخاص بنا، ويُضاف إلى هذا تقارير الخبرة لطاقم العمل على المشروع، ثم يعين متخصصون في عمليات الاندماج والشراء الذين يعملون بدورهم على تخزين كتيبات التدريب داخل بنك المعلومات بصورة دائمة.

ولماذا يظهر الأمريكيون أكثر مهارة ً و نشاطاً فيما يتعلّق بسوق الاندماج والشراء أكثر من الألمانيين؟
تحظى العمليات الخاصة بالاندماج و الشراء بصيت سيء في ألمانيا، وهذا لم يبحث أخيراً خلال المناقشات حول المستثمرين الماليين الأجانب. ولكن الشيء الذي لا يعلمه أحد أن الشركات الألمانية أنفقت خلال الأعوام الخمسة الماضية مقابل عمليات الشراء في أمريكا، نفس القيمة تماماً التي أنفقها الأمريكيون مقابل عمليات الشراء في ألمانيا، التي تبلغ نحو 65 مليار يورو. إلا أن الأمريكيين ينظرون إلى تلك العمليات بهدوء وصمت، فلم يخطر ببال أحد إطلاق مناظرات شرسة حولها هناك.

الأكثر قراءة