لم نجد جهة توضح المكاسب والخسائر من الانضمام لمنظمة التجارة

لم نجد جهة توضح المكاسب والخسائر من الانضمام لمنظمة التجارة

لا تزال ذاكرة ناصر الحميد تعود به إلى الوراء وهو يبحث عن أي عمل وهو صبي لم يتجاوز العاشرة من عمره، كون حب التعلم وكسب المعرفة والاحتكاك بالكبار هاجسه الأول، وكان له ما أراد عندما بلغ السادسة عشرة من عمره بعد أن التحق بشركة "أرامكو" السعودية. وبعد اكتسابه الخبرة والمعرفة بدأ يفكر في تنفيذ طموحه في إنشاء مصنع، وواجه جملة من المتاعب من أجل الحصول على قطعة أرض لإقامة المصنع عليها، فكان له ما أراد في عام 1955، وبدأ في إقامة المصنع وتنفيذ أفكاره التي كانت تراوده إبان عمله في شركة "أرامكو". ناصر الحميد رئيس مجموعة مصانع ناصر الحميد أو شيخ الصناعيين كما يطلق عليه، شدد على أهمية مكافحة الإغراق والغش التجاري الذي أضر بالمنتجات السعودية، موضحا في حديثه لـ "الاقتصادية" أن غالبية المنتجات التي تدخل السوق السعودية لا تلتزم بالمواصفات والمقاييس السعودية ومعظمها منتجات متدنية الجودة، ولا تلتزم نهائيا بمعايير الجودة المحلية. الكثير من النقاط أثارها شيخ الصناعيين. فإلى التفاصيل:

هل مازال شيخ الصناعيين يحتفظ بدوره كما كان من قبل؟
نعم شيخ الصناعيين مازال كما كان ولا يزال يعتبر مرجعا للقضايا التي تحتاج إلى رأي صناعي، ولدينا الآن عدد من القضايا التي تحال إلينا من المحاكم الشرعية، من أجل أن نعطي رأينا فيها.

باعتبارك شيخا للصناعيين ما مدى مشاركتكم في اللجان الصناعية في الغرف التجارية؟
كنت أشارك معهم في اجتماعاتهم الدورية، ولكن لتعدد تلك الاجتماعات وكثرة القرارات المحدودة التطبيق، فضلت عدم حضور تلك الاجتماعات، إلا إذا كان هناك أمر يستدعي حضوري.

رحلة الصناعة
وكيف كانت مسيرتك الصناعية؟
أنا من أوائل الصناعيين في المملكة، وبدأ اهتمامي بالصناعة منذ أن كان عمري عشر سنوات تقريبا، وبعد ذلك العمر بسنوات بدأت أبحث عن عمل إلى أن وفقت بالعمل لدى شركة "أرامكو" ، ولم يكن هدفي في ذلك الوقت المال بقدر ما كنت أبحث عن إشباع حب التعلم والمعرفة، فما أن بدأت أعمل لدى الشركة حتى أصبحت متنقلا من تخصص إلى اخر، فكلما أتقنت عملا في قسم معين طلبت نقلي إلى قسم اخر وهكذا، وظللت على هذا الوضع حتى بلغت تنقلاتي في ذلك وخلال فترة لا تتجاوز خمس سنوات ونحو سبع مرات وفي أكثر من مجال، حتى إن المسؤولين عني في ذلك الوقت لم يعجبهم كثرة تنقلاتي، وبالتالي نقلوني إلى قسم الجيولوجيا، كعامل أجمع لهم عينات من التربة لتحليلها من أجل اكتشاف مواقع ابار البترول والماء، وكانت طبيعة هذا العمل تحتم علينا أن يكون مقر العمل والإقامة في الصحراء، وهذا يعتبر منهم عقابا لي ، إلا أنه يعتبر فرصة كبيرة لي لكي أتعلم بحرية أكثر من خلال فك كثير من الأجهزة وتركيبها دون رقيب، نظرا لأن الموقع الذي نحن فيه لا يوجد فيه إلا أنا وبعض العمال المكلفين بجمع عينات يومية وإرسالها إلى مختبرات الجيولوجيا. وأتاحت لي هذه التنقلات المستمرة والفضول المعرفة وتعلم أشياء لم أكن أعرفها من قبل. بعد ذلك بدأت أول مشروع خاص بي مع أحد الزملاء لكنه لم يستمر طويلا حتى توقف، ثم أحسست أن لدي أفكارا لابد أن أنفذها، والمكان الوحيد الذي يتيح لي الحرية في تنفيذ هذه الأفكار هو العمل الخاص بي، أو بمعنى اخر مشروع خاص بي، وبالفعل بدأت أعمل على ذلك، ومن المفارقات التي تستحق أن تذكر أنه عند بداية تفكيري الجدي في عمل المصنع، حدثت كثيرا من الذين أعرفهم عن فكرتي وأنني أريد أرضا لذلك، فضحك علي الكثير منهم، والذين كانوا يتساءلون هل يوجد أحد اليوم يريد أرضا من أجل أن يقيم عليها مصنعا؟، ومع ذلك حاولت أكثر من مرة، و مع أكثر من مسؤول من أجل أن أحصل على قطعة أرض، وما إن يعرف أي مسؤول سبب طلبي للأرض حتى تكثر علامات الاستفهام لديه ، ولكن مع ذلك حاولت الحصول على أرض وبالفعل حصلت عليها وحققت نصف الحلم وكان ذلك في عام 1955، فبقي النصف الآخر من الحلم وهو إقامة المصنع، وبالفعل شرعت في إقامة المصنع وتنفيذ أفكاري على أرض الواقع، وفي الحقيقة أنا في ذلك الوقت كانت توجد لدي أفكار كثيرة ولم أجد من يدعمني أو يساعدني على تحويل هذه الأفكار إلى واقع. المهم بعد ذلك أصبح لدي المكان الذي أستطيع أن أنفذ فيه جزءا من أفكاري وأخرجها على أرض الواقع.

ما الكيفية التي تقوم بها لبتنفيذ هذه الأفكار أو الاختراعات إن صح التعبير؟
بداية أقوم بتحويل ما يدور في رأسي من أفكار على الورق، ثم أعمل رسما تقريبيا لهذه الفكرة حتى تكتمل الصورة التي في رأسي على الورق، وبعد ذلك أجمع أجزاء هذه الفكرة، والتي ستكون منتجا بجهد ذاتي ومن السوق المحلية أو من السوق الخارجية.

نلاحظ أنك تتحدث اللغة الإنجليزية بدرجة جيدة إلى أي مرحلة وصلت في التعليم ؟
اللغة الإنجليزية اكتسبتها من خلال العمل في شركة "أرامكو"، وأستطيع أن أتكلم بدرجة جيدة، أما من حيث التعليم فقد وصلت إلى التعليم المتوسط.

ذكرت أنك لم تجد الدعم الكافي سواء المادي أو المعنوي هل حدثتنا عن ذلك؟
نعم أغلب ما قمت به جهد ذاتي، حصلت على بعض شهادات الشكر والتقدير كدعم معنوي ولكن هذا لا يكفي، فنحن نريد جهة تتبنى المخترعين والموهوبين متى يلجأوا إليها، ويكون لدى تلك الجهة القدرة على تبني هؤلاء الموهوبين وأفكارهم، أنا لا أريد شيئا الآن، ولكن من أجل أجيالنا القادمة.

لكن ألا تكفي مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين من وجهة نظرك؟
هذه المؤسسة خطوة جيدة، ولكن إنشاءها كان متأخرا جدا، إضافة إلى أن إمكانياتها محدودة، نحن نريد مثلا من وزارة التربية والتعليم أن تتبنى رعاية الموهوبين في مدارسها ومناهجها، لدينا مبدعون لا يحتاجون فقط إلا من يرعاهم ويدعمهم.

تحدثت عن أن الأفكار قادتك إلى إنشاء مصنع فما هذه الأفكار؟
قبل أن أجيبك أحب أن أوضح أن هذه الأفكار هي عبارة عن اختراعات من أفكاري، لم أجد من يحتضنها ويوجد لها المكان المناسب للنمو إلا جهدي الذاتي، أعود إلى الإجابة على سؤالك يكفي أنني حصلت إلى الأن على نحو أربع براءات اختراع من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمنتجات أصبحت الآن أنتجها وأسوقها محليا وخارجيا، إضافة إلى عدد من الاختراعات التي نفذتها على أرض الواقع كعينات، ولكن لم أقم بإنتاجها أو تسويقها لعدم وجود الدعم المادي الكافي.

مثل ماذا؟
المنتجات التي حصلت على عدد من براءات الاختراع هي عدد من المكيفات الصحراوية، حيث قمت باختراع أو بابتكار مكيف يعمل كجهاز فريون وصحراوي في الوقت نفسه، ومن مميزات هذا الجهاز هو إعطاء برودة أكثر من المكيفات العادية، ويوفر في استهلاك الكهرباء، ولا يحتاج إلى جهاز ترطيب، وكذلك من مميزاته القيام بتخفيض درجة الرطوبة إلى درجة مناسبة. أيضا من ابتكاراتي المكيف الصحراوي الذي يعمل في المناطق الساحلية، وهذا النوع من المكيفات يمتاز بأنه يقوم بامتصاص الرطوبة وتنشيف الهواء حسب الدرجة المطلوبة. كذلك قمت بابتكار وإنتاج المكيف الذي يعمل بالطاقة الشمسية، وذلك من أجل استخدامه في الأماكن التي لا توجد فيها كهرباء. أيضا قمت بابتكار مكيف صحراوي أطلقت عليه المكيف المدهش، وهذا المنتج حصل على براءة اختراع ومن مميزات هذا المنتج أنه مزود بجهاز لتصريف الأملاح أتوماتيكيا، ومزود بجهاز لحماية المضخة أتوماتيكيا، ومعزول بالكامل من الداخل والخارج ضد الصدأ، وأيضا هذا المنتج مزود بجهاز تنظيم لبرودة الهواء بحسب درجة الحرارة والبرودة داخل المكان. أيضا حصلت على براءة اختراع لإنتاج منتج جديد أطلقت عليه المكيف المهجن والذي يمتاز بعدد من المميزات منها على سبيل المثال أنه مزود بجهاز تنظيم بحسب الحاجة إلى البرودة والحرارة والرطوبة.

منتجات تنتظر الدعم
وماذا عن الاختراعات التي لم تر النور بسبب ضعف الدعم المادي؟
نعم من الممكن أن أعطيكم نبذة مبسطة عن تلك المنتجات، ولكن لم أحصل على براءة اختراع لها إلى الآن، وحقيقة أخاف أن تؤخذ هذه الأفكار وتنفذ بدون علمي، وذلك نظرا لعدم وجود نظام واضح يحمي تلك المخترعات، أعود لتلك المنتجات فقد قمت باختراع سيارة تعمل بالكهرباء الناتجة من الطبيعة، وقمت بعمل دمية لذلك، وكذلك قمت باختراع جهاز يقلل من استهلاك الماء، والاستفادة من الماء المستعمل، وهذا الجهاز يوفر نحو 50 في المائة من استهلاك الماء الحالي، وكذلك قمت بإنتاج جهاز واحد من ذلك فقط، بالإضافة إلى عدد من الابتكارات التي لا يتسع المجال لذكرها كما ذكرت.

في رأيك هل البيئة التعليمية لدينا قادرة على تنمية وتطوير المخترعين والموهوبين الشباب؟
للأسف لا يوجد لدينا اهتمام بالموهوبين في مدارسنا من جميع النواحي، يا أخي يوجد لدينا كثير من النوابغ والموهوبين يريدون من يأخذ بأيديهم، ويستفاد منهم، وللأسف أقولها مرة أخرى لا يوجد في سياستنا التعليمية ما يشير إلى ذلك، وإذا كان في الأنظمة ما يشير إلى ذلك، لكنه غير مطبق نهائيا، وكم من موهبة ضاعت في مدارسنا، والسبب مناهجنا والمدرسون.

واقع الصناعة الحالي
نعود للصناعة المحلية.. كيف ترى واقع الصناعة اليوم ؟
الصناعة السعودية جيدة من حيث الإمكانات والنمو، ولكن نحن كصناعيين لا نعرف قيمة ما نحن فيه، كل شيء متوافر لنا، ولكن لم نستفد مما هو متاح لنا من قبل الدولة (حفظها الله) والتي وفرت لنا ما نحتاج إليه، ولكن كما قلت نحن كصناعيين لم نستفد مما هو متاح كما يجب، أقول للصناعيين إذا كنتم تريدون النهوض بصناعتنا فعليكم الالتزام بالأنظمة والقوانين التي تحكم الصناعة وغيرها، وللأسف أغلب الصناعيين لدينا لا يلتزمون بالأنظمة كما يجب، بل أغلبهم يخالف ذلك في اعتقادهم أن هذا يخدم الصناعة ويخدمهم، ولكن على العكس، ضرر ذلك أكبر على الصناعة المحلية.

منظمة التجارة العالمية
منظمة التجارة العالمية هل لديك معلومات عنها ؟
نسمع فقط عنها، ولكن كمعلومات لا يوجد لدينا معلومات نهائيا عنها، ولا نعرف مالنا وما علينا من هذه المنظمة، والحقيقة أننا فقط نسمع أن المملكة دخلت إلى هذه المنظمة، ولكن متى؟ وكيف ؟ ولماذا؟ وماذا سنستفيد؟ وما الأضرار التي ستلحق بنا وبالصناعة المحلية، لا نعلم ، فقط اجتهادات شخصية وفي غالبها غير صحيحة.

ـ هل هذا يعني أنه لم تصلكم معلومات من وزارة الصناعة والتجارة، أو من الغرف التجارية عن هذه المنظمة؟
نعم لم تصلنا أي معلومة من تلك الجهات، أو من الجهة القائمة على هذا الانضمام، وهذا جزء من مشاكلنا، ومن المعوقات التي تواجه الصناعة المحلية، أنه لا يوجد مصدر معين للمعلومات يستطيع صاحب المنشأة أن يرجع إليه أو يتواصل معه، نحن الآن نريد أن نعرف عن الجهة المحلية التي لديها معلومات ونستطيع أن نتواصل معها، للأسف لا يوجد، وهذا حال أغلب الصناعيين في المملكة. ولا نعرف عن المنظمة إلا أن هناك مصانع وشركات كبرى ستدخل السوق المحلية، وسوف تقوم بإخراج المصانع الصغيرة والقضاء عليها من أجل الاستحواذ على نسبة كبيرة من السوق، لذلك أتوقع أننا سنكون ضحايا لهذا الانضمام.

وماذا عملتم من أجل تلك المنافسة القادمة حتى لا تكون أنتم أحد ضحاياها؟
أحب أن أوضح أن المصانع الصغيرة والمتوسطة من أجل أن تنافس وتواجه القادم إلى السوق المحلية عليها أن تندمج مع بعضها، ونحن كمصانع صغيرة متخصصة في إنتاج المكيفات والبرادات وثلاجات العرض، لدينا توجه للاندماج وتكوين شركة كبرى قوية تستطيع أن تنافس سواء الشركات القادمة إلى السوق المحلية، أو للأسواق الخارجية، ونحن في طور الإعداد لذلك.

اندماج المصانع لمواجهة المنافسة
كم عدد هذه المصانع الصغيرة التي ستقوم بالاندماج ؟
حاليا نحن 14 مصنعا متخصصا في صناعة المكيفات وبرادات المياه وثلاجات العرض، اتفقنا على الاندماج، وتكوين شركة ذات رأس مال قوي قادر على المنافسة القادمة.

وهل حددتم رأس مال هذه الشركة؟
نعم تم تحديد رأس المال المتوقع لهذه الشركة، حيث يصل إلى مليار ريال تقريبا.
وفي الحقيقة أننا لم نحدد إلى الآن وقتا معينا للبدء الفعلي في نشاط الشركة، ولكن من المتوقع مطلع العام القادم 2007.

ذكرت أن أحد معوقات الصناعة المحلية عدم وجود معلومات متاحة في السوق، فهل ترى هناك معوقات أخرى تواجه الصناعة؟
أولا أحب أن أوضح نقطة مهمة، فالذي قصدته في إجابتي السابقة هو أننا لا نعلم من هي الجهة المسؤولة عن تلك المنظمة فضلا عن المعلومة نفسها، أما المعوقات التي تواجه الصناعة فهي كثيرة ولكن أبرزها، مشاكل الاستقدام والتي أصبحت هما بذاته، إضافة إلى ذلك كما ذكرت سابقا عدم تمسك أو التزام كثير من الصناعيين بالأنظمة والقوانين التي تخدم الصناعة المحلية عموما، كذلك من العوائق من وجهة نظري والتي تقف أمام نمو الصناعة هجرة كثير من رؤوس الأموال إلى الخارج وخصوصا إلى دول الخليج لوجود كثير من التسهيلات هناك. أيضا من المعوقات التي نعاني منها كصناعيين عدم وجود قيمة للشيك كورقة مالية في السوق المحلية، وكما تعلم أن أغلب مبيعاتنا في السوق تتم بالآجل، وكون الشيك لا قيمة له في السوق المحلية فمن الصعب علينا أن نضمن الحصول على حقوقنا، ومن وجهة نظري أن هذا أهم عائق يعوق الصناعة والتجارة المحلية حاليا.

هل تقصد السعودة التي تقوم بها وزارة العمل حاليا ؟
المشكلة ليست في السعودة، المشكلة في اليد العاملة الفنية نريدها سواء سعودية أو غير سعودية ، ولكن أن يتم تحديد نسبة العمالة بهذه الطريقة ، يا أخي أعطني ما أحتاج إليه من عمالة بشرط أن تكون مؤهلة وتعمل بجد ، وأنا على استعداد أن أدفع لها ضعف الراتب. أما الحملة التي تقودها وزارة العمل فقد انعكست سلبا على الصناعة، لأن الصناعة قطاع يعتمد بنسبة كبيرة على العمالة الفنية المدربة، وهذه العمالة غير متوافرة في السوق المحلية، وبالتالي لابد من الاستقدام، وإلا سيؤدي ذلك إلا إغلاق المصانع.

ماذا عن وجود الصناعات التكاملية في السوق المحلية؟
الصناعات التكاملية غير موجودة في السوق المحلية نهائيا، وأرى أنها مطلب ضروري للسوق المحلية عموما وللصناعة المحلية خصوصا.

وكيف ترى تطبيق المواصفات والمقاييس على المنتجات المحلية والمنتجات المستوردة؟
دعني أبدأ بالمنتجات التي تستورد للسوق السعودية، للأسف أنها لا تلتزم بالمواصفات والمقاييس السعودية، وأغلب المنتجات التي تدخل السوق السعودية منتجات متدنية الجودة، ولا تلتزم نهائيا بمعايير الجودة المحلية. أما المنتجات المحلية فمن تجربة وخبرة كبيرة تلتزم كثير منها بمعايير الجودة، ومما يؤكد ذلك دخول كثير من المنتجات المحلية عددا من الأسواق الخارجية.

إذا من المسؤول عن دخول تلك المنتجات ذات الجودة المتدنية إلى السوق المحلية؟
جميعنا مسؤولون والجمارك ووزارة الصناعة والتجارة وجهات إعلامية، ومستهلك وكلنا مشتركون في ذلك، ولكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الجهات الرقابية التي تقوم بالتحقق من مدى مطابقة تلك المنتجات للمواصفات والمقاييس السعودية.

من تلك الجهات الرقابية ؟
هذه هي المشكلة، كل يرمي المسؤولية على الآخر، الجمارك تقول هي مسؤولية وزارة الصناعة والتجارة، والصناعة والتجارة تقول الجمارك، ولكن كلنا جهات رقابية إذا لم يقم كل من بمسؤولية فسنكون سوقا رائجة لكل ما هو رديء في العالم، وهذا ما هو حاصل الآن.

حاجة السوق إلى شركات تصدير
في رأيك هل السوق المحلية بحاجة إلى شركات متخصصة في التصدير؟
أعتقد أن السوق السعودية محتاجة إلى مثل تلك الشركات منذ سنوات، وليس الآن، أما مدى الحاجة الآن فهي من وجهة نظري أصبحت ضرورة ملحة إذا أردنا أن تصل منتجاتنا إلى العالم، نحن لدينا منتجات ذات جودة عالية، ولكن تحتاج إلى تعريف العالم بها وتسويقها لديهم.

تعلم أننا نصنف كدولة نفطية متى يأتي اليوم الذي يتم تصنيفنا كدولة صناعية ؟ وهل يأتي هذا اليوم قريبا؟

سيأتي ولكن متى، الله أعلم، وسيكون قريبا بمشيئة الله إذا أخلص كل منا في عمله سواء كصناعيين أو مسؤولين عن الصناعة، وقبل ذلك أن نؤمن بأن بين أيدينا أجيالا لديهم أفكار ومواهب تحتاج إلى من يتبناها ويطورها، وان ندرك أن الأفكار هي منبع كل شيء، وعلينا أن نسوق ونطور أفكارنا قبل أن نفكر في إنتاج المنتج نفسه، ومن ثم دع العالم يطلق علينا ما يشاء.

ما ابرز المنتجات التي تقوم بإنتاجها حاليا؟
حاليا ننتج بإلاضافة إلى المكيفات، ثلاجات العرض بجميع أحجامها وأنواعها، وكذلك ننتج برادات المياه بأنواعها، وأيضا نقوم بتصنيع أجهزة مكابس التمور، إضافة إلى القيام بعملية تدفئة وتبريد حظائر الدواجن. كما أننا ولله الحمد نحن نقوم بالتصدير لكثير من الدول المجاورة ، وخصوصا دول الخليج، وبعض دول إفريقيا، أما نسبة التصدير من إجمالي إنتاجنا فتصل إلى 25 في المائة.

ماذا عن المنافسة في أسواق تلك المنتجات؟
في الحقيقة توجد منافسة شديدة، ولكنها منافسة غير عادلة وغير شريفة، وخصوصا في المواسم نواجه إغراق في تلك الأسواق، ولكن لدينا ولله الحمد القدرة على تلك المنافسة.

الأكثر قراءة