أوروبا تقف في وجه عملاق الفولاذ الهندي
تخطط كلٌ من فرنسا، لوكسمبورج، وإسبانيا، لعقد اجتماع عمل مشترك، كردة فعل على العرض الذي ينظر إليه على أنه عدائي والذي تقدمت به مجموعة الفولاذ العملاقة ميتال ستيل للاستحواذ على المجموعة الأوروبية الكبرى أرسيلور.
ويسعى جيم كلاود جونكير رئيس وزراء لوكسمبورج لترتيب لقاء عاجل مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك وتيري بريتون وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي للتباحث في أمر الإجراءات المفترض اتخاذها لاحقاً بهذا الخصوص. وحسب ما صرّح متحدث رسمي في وزارة الصناعة فإن إسبانيا تريد المساهمة في هذا التعاون، إذ قال: "إن أكثر ما يثير قلق الحكومة هو التأثيرات السلبية التي من المحتمل أن تنتج عن مثل هذه العملية، وخاصةً على فرص العمل".
وورد عن جونكير عقب لقائه مع رجل الأعمال الهندي لاكشيمي ميتال صاحب مجموعة ميتال ستيل أنه سيحافظ على موقفه الرافض لخطط الاستحواذ على "أرسيلور".
إلا أنه ذكر أمام البرلمان في خطابٍِ له لاحقاً التأثيرات الإيجابية التي من الممكن أن يحققها مثل هذا التعاون بين أكبر مجموعتين في العالم لصناعة الحديد والصلب حيث تتيح هذه العملية المزيد من الفرص الجديدة في الأسواق العالمية حسب رأيه. وبهذا فقد بدا وكأن جونكير تبنى رأيين متضاربين: وكان المواطنون يتوقعون منه رفض تلك العملية، كما أشار سابقاً، وفي الوقت نفسه، يأمل المداولون في الأسواق المالية في رد "ذكي" منه. وعلى كل الأحوال، فلا يمكنه أن يعِد بقدرته على إعاقة عملية الاستحواذ. إضافةً إلى أنه لا يوجد سوى المفوضية الأوروبية للرجوع إليها، في حال وُجدت أية شكوك في الحقوق التنافسية.
ويرى محللون اقتصاديون في فرنسا أن الرئيس جاك شيراك ودومينيك دوفيلبان رئيس حكومته، لم يعطيا أية تصريحات واضحةً حول المسألة. وهو أمر يُشير إلى أنهما يدركان أن فرص نجاح تدخلهما ضئيلة.
وقال تيري بريتون وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي أمام الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، إن المرء سيواجه الكثير من المشاحنات الطويلة. وانتقد شركة أرسيلور لأنها لم تُعط َ أية معلومات مسبقة عن العرض الذي قدّمته (ميتال ستيل) مما أشاع لدى المساهمين روايات مختلفة. وعلى الأغلب أن (لاكشيمي ميتال) صاحب مجموعة ميتال ستيل وجاي دوليه رئيس مجموعة أرسيلور تباحثا في المسألة في سهرة عشاء في منزل ميتال في مدينة لندن.
ويقول دوليه إن ميتال لم يتناول أمر هذه المسألة بأسلوب كلامي حاد، أو نهِم. وأكّد الهندي، أنه حاول مراراً قبل الـ 27 كانون الثاني (يناير) الماضي، التواصل مع دوليه، لكن رئيس "أرسيلور" لم يبد أي تجاوب مع مبادرته .