الشركات الأجنبية تطالب حكوماتها بالمساعدة في رعاية أطفال العاملات
الشركات الأجنبية تطالب حكوماتها بالمساعدة في رعاية أطفال العاملات
حثت الشركات الأسترالية الكبرى، أمين الخزانة الأسترالي، بيتر كوستيلو، على أن تشمل منحة تخفيض الضرائب، الشركات التي تقدم خدمة رعاية الأطفال، بهدف المساعدة في جلب المزيد من السيدات إلى القوى العاملة.
وتشير تقارير مكتب الإحصاءات الأسترالي، كما ورد في صحف أسترالية وأمريكية أمس الأول إلى أن معضلة خدمة رعاية الأطفال منعت أكثر من 250 ألف سيدة أسترالية من الالتحاق بركب العمل أو حتى العمل لساعات أطول.
ويقول تقرير صادر من بنك ويستباك إن النساء اللاتي يتركن سلك العمل من أجل العناية بأطفالهن، يكلفن الحكومة أكثر من حيث إيرادات الضرائب المفقودة، مقارنة بالمساعدات المادية الخاصة برعاية الأطفال فيما لو قدمت.
تخفيض الضرائب
بينما يقترح تقرير شركة ديلويتي على الحكومة الأسترالية أن تشمل منحة تخفيض الضرائب على الشركات التي توفر مكانا مريحا للعناية المؤقتة للأطفال خارج الشركة. مع العلم أن هذه المنحة تخصص فقط للشركات التي تقدم هذه الرعاية بداخل الشركة وبالتحديد بمكاتبها ذات المساحة الضيقة والباهظة الإيجار.
و أشار المسح - الذي تم إجراؤه على ثلاثة آلاف شركة - إلى أن 90 شركة (3 في المائة فقط) تقدم خدمة رعاية الأطفال داخل أروقة الشركة.
تمويل رعاية الأطفال
الجدير ذكره أن صانعات القرار الأستراليات قد يطالبن من كوستيلو أن يستخدم بعضا من فائض الميزانية، المقدر بـ 11.5 مليار دولار، بهدف زيادة نسبة تمويل بنسبة 60 في المائة في السنوات الأربع المقبلة.
وبإمكان معظم الأمهات في الولايات المتحدة أن يحصلن على معونات مالية تقدر بثلاثة آلاف دولار لكل طفل تحت سن 13 سنة، وهي متعلقة بتكاليف رعايته سواء كانت تعمل أو تبحث عن العمل شريطة أن يكون لها دخل ثابت.
صعوبات تواجه السيدات
ويمكن لنا أن نرى مدى الصعوبات التي تواجهها السيدات عندما يرجعن إلى العمل بعد الإنجازات التي تتجلى بالفجوة بأعداد الرجال والسيدات بالقوة العاملة. فنسبة مشاركة الرجال، الذين في سن العمل أو يبحثون عن وظيفة، تصل إلى 71.9 في المائة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بينما تصل هذه النسبة للسيدات إلى 57.1 في المائة مما يوحي أن العديد من السيدات ينسحبن من القوة العاملة بعد أن يبدؤوا في تأسيس العائلة.
ويرغب كوستيلو بعكس نسبة الانخفاض الحاد بنسبة الولادة التي انحدرت إلى رقم قياسي يصل إلى 1.73 في المائة للمرة الواحدة في عام 2001 عما كانت عليه قبل 30 عاما بوصولها إلى ثلاثة أطفال للمرة الواحدة.
مشاريع حضانة ناجحة
لقد استحث التحدي لإيجاد مكان مناسب لرعاية الأطفال كارولين جانجو وإبى أوتي للتخلص وللأبد من مهنتهما الوظيفية المتميزة بافتتاحهما دار حضانة للعناية بالأطفال مع العلم أن لدى كل واحد منهما طفلين وأطلق عليها اسم "البالون الأحمر".
تشرح كارولين كيفية انبثاق فكرة المشروع: "لقد كنا في السابق أمهات عاملات إلا أنه لم تكن هناك بقرب منازلنا أماكن تقدم خدمات نوعية لرعاية الأطفال، وعليه قررنا الشروع في هذا المشروع لتلبية الطلب العالي على هذه الخدمة في حينا".
ويصل عدد الأطفال المسجلين إلى 90 طفل بخلاف الذين بقائمة الانتظار وتعد النظرة الأمومية أحد أسباب نجاح هذا المشروع بقولها "نظرا لأن عندنا أطفال فإن بإمكان الأبوين أن يشعروا بالاطمئنان بأننا لن نستهين بأهمية وحجم الثقة التي أودعونا إياها. وأضافت: "لدينا هنا شفافية كاملة تكمن في أننا نقدم للأبوين خدمة البث المباشر بكاميرا عبر الإنترنت تساعدهم في مشاهدة أطفالهم في دار الحضانة".
أطفال مجلس الإدارة
هل بإمكان الأمهات جلب أطفالهن معهن للعمل والتمكن من إنجاز أعمالهن؟ وفوق هذا كله إرضاع الطفل وتغيير حفائظه؟
ففي أحدث حلقات المسلسل الشهير "نساء يائسات" حضرت بطلة المسلسل (لينيت) أم لثلاثة أطفال، مقابلة عمل بإحدى الشركات المرموقة. وتحاول لينيت إظهار انطباع جيد لدى ربة عملها السيدة (لينا) التي تؤمن بمبدأ عدم اختلاط الأمومة مع الحياة العملية. وتوضح ذلك بقولها "ليس لدي أطفال بخياري".
وتحاول (لينيت) جاهدة إظهار أن أطفالها لن يكونوا حجر عثرة في طريق تقديمها لعمل مميز. إلا أنه وفي اليوم التالي، انهار مخطط رعاية أطفالها واضطرت معها إلى إحضار مولودها الصغير إلى المقابلة الثانية مع المدير التنفيذي الذي أظهر في البداية إعجابه الشديد بالمهارات المتعددة للينيت (والتي تندرج من تغيير الحفائظ من رمي الأفكار الخلابة، في الوقت نفسه، حول كيفية أخذ الوكالة الدعائية لمستوى وبعد متقدم). وفي النهاية تحصل لينيت على الوظيفة. يا لها بالفعل من قصة رائعة ولكن ما احتمالية حدوث ذلك بالعالم الحقيقي؟
وفي حقيقة الأمر فإن أطفال مجلس الإدارة يوجدون بالفعل، فها هي "ميلي هال" تجلب معها طفلتها الصغيرة ثلاث سنوات إلى العمل فضلا عن مرافقتها لأمها اجتماعات مجلس الإدارة. وتذكر (نيلي) أحد المواقف الحرجة التي واجهتها أثناء حضورها لهذه الاجتماعات عندما صدرت رائحة غير طيبة اضطرت معها للاستئذان عن نفسها وعن طفلتها لكي تغير حفاظتها.
وغريب كما يبدو، فإن كبار حسناوات هوليوود مثل أوما ثورمان وكان وينسليت، بطلة فيلم التيتانيك، يحضرن أطفالهن إلى مواقع التصوير السينمائي لأفلامهما.
تقول الصحافية كريستا دسوزا إن طفلها الصغير (ويل) قد دخل إلى عالم الصحافة وعمره يصل على عشرة أسابيع. واستطردت بقولها عن هذه الفترة "حضر المولود الصغير جميع الاجتماعات والمقابلات التي تجريها أمه".
وتبدو حقيقة الأمر سيدتي أن بإمكانك أخذ أطفالك للعمل شريطة أن تكون موظفة ذاتك أو أن تصبحي ربة العمل.
كيف تأخذين طفلك للعمل
العدة:
يقدم محل (كات سباد) حقيبة ذكية بما فيه الكفاية مشابهة لحقيبة العمل التي تتميز بأنها تتسع لجميع أغراض الطفل. فبداخلها وجبة خفيفة معلبة ومشروبات، إضافة إلى الحفائظ والألعاب بخلاف الملابس الإضافية.
القانون:
تقول جيني والش، الخبيرة القانونية في شركة تومسون سوليسيتورز البريطانية "لا يوجد هناك أي إجراء قانوني يمنع اصطحاب الأطفال للعمل" وأضافت "إنها سياسة خاصة تتعلق برب العمل".
عالم الشركات
لقد ظهرت مبادرات من كبريات الشركات العالمية لتلبية الطلبات العائلية لرعاية الأطفال خلال أوقات العمل. فعلى سبيل المثال فلقد جهز بنك دوتشيه الألماني غرفا خاصة للأمهات لإعداد الحليب إضافة إلى تقديمه 20 يوما سنويا لرعاية الأطفال، في حالات الطوارئ في دار الحضانة.