الدكتور السبيل: ما حصل في المعرض السعودي المعاصر كان مفاجأة
في مساء جمع الكلمة واللون في مساء الأدب والفن، تعانقت الكلمات مع الخطوط والألوان، وامتزجت الفنون وتقاربت الرؤى في ليلة افتتاح معرض الفنان التشكيلي السعودي ميرزا الصالح والمقام بصالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي وبحضور الأديب السعودي الأستاذ سعد البواردي الذي بين أهمية اللوحة التشكيلية وقيمتها الفنية وغنى مفرداتها التي قد تغني عن كتاب بل إن دورها قد يفوق العديد من المقالات التي تأخذ حيزاً من الصحافة. وأكد البواردي أهمية رعاية الفن والفنانين والعمل على دعمهم المادي والمعنوي، وبعد هذا الحديث الممتع قام وكيل وزارة الثقافة والإعلام يرافقه الأديب السعودي البواردي بافتتاح المعرض الذي ضم عدداً من الأعمال تجاوزت 90 عملاً تنوعت فيها الأساليب المستخدمة وطرق تنفيذها وكذلك الخامات المستخدمة بين المعاجين والغراء وألوان الميتاليك، جاءت أغلب الأعمال مختلفة عن أسلوبه السابق الذي تميز به الصالح وهي النمنمات الزخرفية المستلهمة من التراث وكذلك التكوينات الحروفية ذات المرجعية التصويرية العربية الماثلة في الروح والوجدان.
تمازجت ألوانه وتداخلت خطوطه وتشابهت لوحاته فهي مشاعر متكررة وحالة نفسية واحدة سيطرت على أعماله، جاءت هذه اللوحات لتمنحه القوة والقدرة على المقامة، وعقب جولة د. السبيل والحضور في المعرض جلس الجميع ودار حديث شائق عن وضع الفن التشكيلي السعودي خاصة بعد إقامة معرض الفن السعودي المعاصر الذي يقام حاليا على هامش فعاليات معرض الكتاب الدولي، وبدأ الحديث والعتاب الفنان التشكيلي عبد العزيز الناجم حيث قال: لدي عتب وعشم على الوزارة وخاصة في هذا المعرض فطلب د.السبيل من الناجم أن يبدأ بالعتب فقال: للأسف لم نتلق دعوة لحضور افتتاح المعرض. وبين د.السبيل للناجم والحضور أن الدعوات وجهت إلى الفنانين الفائزين فقط، وعلق الناجم على ذلك بأنه حاصل على الجائزة العاشرة في هذا المعرض ولم تتم دعوته وكانت تلك مفاجأة للدكتور السبيل، وانتقل الحديث عن الأخطاء التي حصلت في هذا المعرض حيث بين عدد من الفنانين الحضور أمثال الفنان الدكتور محمد الرصيص والفنان محمد المنيف والفنان علي الرزيزاء والفنان عبد العزيز الناجم وغيرهم بأن ما حصل في هذا المعرض يعد تقليلا من شأن الفن والفنانين وأن على الوزارة ألا تقبل بأن تكون المعارض التشكيلية مجرد ملء فراغ وتكملة لبرامج هي بعيدة كل البعد عن الهم الثقافي التشكيلي, فمساحة المكان وموقعه إلى جانب الحرف الشعبية وعدد الأعمال المعروضة لا تتناسب إطلاقاً مع مستوى الفن السعودي. وأكد الحضور أهمية اختيار المكان المناسب واللائق للعرض. وخلال هذا الحديث أكد د . السبيل عدم رضاه عما حصل في هذا المعرض, وأنه تفاجأ بوجود المعرض في هذا المكان وبهذا الحجم ووعد الفنانين أن تقام احتفالية مناسبة للمعرض تليق به وبالمشاركين وأن تعاد طباعة كتيب المعرض الذي لم يكن على مستوى المناسبة والحدث.