" كولونيا للأثاث".. اختلاف السلوكيات يعدل من التصاميم داخل المنازل

" كولونيا للأثاث".. اختلاف السلوكيات يعدل من التصاميم داخل المنازل

كان أكثر ما لفت الأنظار وشد الانتباه خلال معرض كولونيا للأثاث المنزلي هو التوجه الكبير نحو تصميم المطابخ ذات المساحات الواسعة وموائد الطعام الكبيرة بدلا من التصميمات السابقة. ووصف البعض هذا التطور على أنه عودة لرفع مكانة المطبخ داخل المنزل بشكل واضح بعد أن تخلت مساحات إقامة الحفلات داخل الشقة عن مكانتها و تحولت إلى مساحات لتخزين الأشياء ولأن دعوة الضيوف إلي المنازل حاليا لم تعد من أجل الاحتفال بقدر ما أصبحت من أجل تناول الطعام. وغالبا ما يتم هذا الأمر بين الأسر المتزاورة على حفلة طهي مشترك وقبل حفل تناول الطعام يدور الحديث بين السيدات حول كيفية تحضير هذه الوجبة أو تلك وفي هذه الأثناء يلتقط البعض شيئاً منها ليتذّوقها إضافة إلى تناول العصائر أو ما شابهها.
ومع تغير سلوكيات الأسر في ألمانيا و طريقة تعاملها مع المناسبات الاجتماعية المختلفة بدأت "حفلة" رأس السنة تتحول خلال السنوات الأخيرة إلى "عشاء" رأس السنة. و أصبح الاحتفال مرتبطا بتناول الطعام ومن ثم أصبح المطبخ أكثر جاذبية لا كمكان لإعداد الطعام فحسب بل مكان يقضي فيه الإنسان جزءا من وقته و بشكل أكبر من السابق . هذه الظاهرة بدت فعلاً واضحة للعيان في معرض " كولونيا " للأثاث للمفروشات.
وهنا في معرض كولونيا يمكنك أن تجد كل شيء فوق أكبر أرض معارض للبضائع الاستهلاكية في العالم حيث يقوم نحو 4600 مندوب بعرض إنتاج مصانعه و شركاته فيما يتعلّق بمعدات المنزل والمطابخ، و موائد الطعام المجهّزة بأدوات الطعام اللازمة وغيرها من القطع الفاخرة والإكسسوارات. وحتى لو كان البعض يقول إن إحياء المطابخ من جديد يبدو وكأنه عودة إلى نمط و أسلوب الحياة التقليدية فإن أحدا لا يرغب في استحضار طرازات المطابخ القديمة. فما من أحد يرغب اليوم في شراء أطقم مائدة تشمل 144 قطعة لكي توضع على الأرفف الزجاجية في الخزانات و الدواليب من دون أن تستخدم.
ويقول كارل ريكرز رئيس الرابطة الاتحادية لتجهيز المطابخ و الأدوات المنزلية و صاحب شركة للتجارة الحرة في مدينة فيرني: "لا أحد يشتري اليوم شيئا إلا ويكون له حاجة فهناك على سبيل المثال من يشتري معدات خاصة بتناول الطعام الياباني ليس من أجل اقتنائها بل لأنه يحب أن يتناول هذه النوعية من الطعام. وهناك أيضا من يشتري الفناجين الخاصة بمشروب الكابوتشينو الذي يحب شرابه".
ولم يتمكّن الكثير من التجّار من المضي قدماً مع التحوّل السريع لهذه الوجهة من الموديلات الحديثة، كما يشير تراجع المتاجر المختصّة إلى ذلك. إلا أن ريكرز مقتنع بأن أغلب المتاجر المختصّة بصنع الزجاج، والخزف الصيني البورسولين، والسيراميك، ويصل عددها إلى 580، وصلتها رسالة توضح هذا التوجه، وتمكّنت من فهمها والعمل بما يتناسب معها، وهي اليوم تحظى بطلب فعلي عليها. ورغم تراجع حجم المبيعات في هذا القطاع خلال العام الماضي مرة أخرى نحو 4.5 في المائة، إلا أن ريكرز يتوقّع أن يحقق القطاع زيادة ربحية في مقتبل وُجهة التغيير المُعلن عنها.
وانقلبت وجهة سوق صناعة البورسولين الألمانية السلبية فعلياً خلال العام الماضي، التي دامت نحو تسعة أعوام. وعلى كل الأحوال، انخفض حجم المبيعات الخاص بالقطاع منذ عام 1995 من 707 ملايين يورو حينها إلى 484 مليون يورو في عام 2004. وعلى هذا الأساس، فقد بلغ حجم مبيعات القطاع من العام الماضي عقب الزيادة نحو 493 مليون يورو.
ويقول أوتمار سي كوسل رئيس مجلس إدارة رابطة صناعة السيراميك VKI، ورئيس مجلس إدارة شركة روزنتال إنه تم تحقيق هذه النسبة من النمو الطفيف بسبب مصانع الخارج على وجه الخصوص مضيفا أن قطاع صناعة البورسولين شهد تراجعاً محليا تمنى أن يكون الأخير.
وتُشير مجموعة WMF (ومقرها ولاية بادن فوتيمبيرج) التي تضم عدة شركات فرعية هي: شركة سيليت وكايزر و(أورهان) و(ألفي) تشري أن هذه الاتجاهات الجديدة في تصاميم المطابخ لا يعني أن تقترن بأدوات بسيطة دوماً. حيث تحوّلت مجموعة WMF من شركة مصنّعة لأدوات المائدة الفضيّة ذات الطراز العتيق، لتصبح خلال الأعوام الماضية شركة مصنّعة للأدوات التي تتناسب مع ميزانية الشباب دون أن يعني هذا الانتقاص من معايير الجودة القياسية. وبينما تقلّص حينها حجم المبيعات الإجمالي لدى مجموعة WMF فيما يتعلّق بالتجارة الفردية لمعدات الطهي، وأدوات المائدة نحو 5 في المائة تمكّنت الشركة من رفع حجم المبيعات في القطاع نفسه نحو 6 في المائة، وتعزيز مركزها الرائد في السوق. وارتفع حجم مبيعات شركة WMF الإجمالي نحو 5 في المائة إلى 369 مليون يورو. وارتفع حجم المبيعات قياساً بفروع المجموعة بأكملها نحو 3 في المائة إلى 577.6 مليون يورو. ويعزو (ثورستن كلابورت).
رئيس مجلس إدارة المجموعة عزا هذا النجاح بثقة إلى توجيه سياسة هذه العلامة التجارية ذات الجودة نحو الموضة. حيث بالتأكيد أصبح رفع الكفاءة في طليعة الاهتمامات، وخاصةً عقب انهيار حجم الأرباح في عام 2004. ويعرض كلابورت أحد أهدافه الطموحة قائلاً: "نريد أن نكون أكثر الأسواق المتخصصة رقّة ولطفاً مع الزبائن داخل المدن". حيث تم تجديد الفروع كافة، وتشكيلها ضمن تصميم موحّد، تعتمد على دراسة الألوان، بعيداً عن الظهور البارد بين الأبيض و الأخضر، إلى استخدام المزيد من الألوان الحمراء على أرضية صفراء وارتفع عدد لفروع البيع نحو 10 فروع ليصل العدد الإجمالي إلى 169 فرعا. وتؤكّد الأرقام أن القطع المحفوفة بكثير من أناقة الموضة، والجودة العالية، تُباع بشكلٍ جيد.
وأكثر ما يُميّز هذه الوُجهة التي تتبعها شركة WMF آلات صنع القهوة. حيث يكلّف تحضير قهوة "لاتو ميكاتو"، والقهوة بالحليب حالياً الكثير من المال.
ويقول كلابروت: "إن وجهة سوق آلات صنع القهوة تُعد الأكثر تنامياً بما يزيد على 1000 يورو". وبدأت شركة WMF بتوجيه نفسها نحو تلك السوق أكثر. حيث طوّرت آلات لصنع القهوة بالاستفادة من خبرتها في صنع آلات تحضير القهوة المستخدمة في الفنادق، والبواخر، والملاعب، التي لا تقل تكلفتها عن 2200 يورو على المستهلك. ويُجيب كلابروت، بثقة بالغة، عن الأسئلة المتشككة حول طبيعة الطلب، فيما إذا كان سيكون بالفعل مرتفعاً إلى حدٍ كافٍ، قائلاً: "سيتم بيع نحو 34 ألف آلة لتحضير القهوة مقابل ما يزيد على 1000 يورو في ألمانيا سنوياً، وعليه سيسجّل حجم المبيعات الإجمالي نحو 34 مليون يورو". ومن المفترض أن يرتفع حجم المبيعات الإجمالي للمجموعة هذا العام إلى 650 مليون يورو على الأقل (متضمّناً حجم المبيعات الذي سيحققه ضم شركة تصنيع آلات تحضير القهوة "شارير" والذي يبلغ 45 مليون يورو).

الأكثر قراءة