دراسات الجدوى الاقتصادية مخرج شباب الأعمال من الفشل

تعج العمائر التجارية وحتى السكنية بالعديد من المكاتب لمشاريع صغيرة بعضها تمت دراسته والآخر ارتجالي سعيا إلى ربحية مشروعه ربما لا تكون نهايتها سعيدة. وفي استطلاع لبعض الأوضاع التجارية الصغيرة تركز التوجه إلى فتح محلات ما تلبث إلا أن تضع لافتة " للتقبيل لعدم التفرغ" في إشارة إلى عدم نجاح المشروع.
وبالنظر إلى غالبية تلك المحال تكون الأكثرية للتموينات الغذائية ومشاريع الحلاقة الصغيرة و مقاهي الإنترنت والقهوة التي يرى أصحابها أنها الأسرع ربحا والأقل تكلفة. وهذا ما يدلل على عدم دراسة الجدوى الاقتصادية الواقعية للمشروع التي هي أهم ركائز المشاريع الناشئة، وللأسف أن معظم من يتكبد الخسائر هذه هي مشاريع الشباب الذين يبتدئون بها مشوار حياتهم . من جهته يقول الشاب أسامة الخليفة: إن من أسوأ الأشياء أن يتم تنفيذ أي عمل اقتصادي على وجه التحديد دون وضع دراسة وافية وشاملة حيث إن معظم المشاريع الصغيرة معرضة للخسارة لاسيما إذا لم يكن صاحب المنشأة على إطلاع عن قرب ومتابعة دائمة.
ويضيف: هناك مشاريع عديدة ومربحة ومفيدة للجميع مثلا التفكير في افتتاح معارض يتطلبها المجتمع ويكون مالك المعرض على إلمام بالفكرة لتنفيذها على أكمل وجه ولضمان استمراريتها لكن تبقى الاستشارة مهمة جدا قبل التنفيذ.
من جانبه شجع الشاب سعد الدريبي الإقبال على الدخول في الأعمال الحرة وأنها فرصة للتوسع في استثمارات أخرى وقال :من خلال الاطلاع والاحتكاك مع رجال الأعمال اتضح أن الفرص التجارية أفضل من البقاء في الوظيفة وانتظار الراتب حيث إن العمل التجاري ممتع ويفتح آفاقا كبيرة مع وجود بعض المشاق.
وزاد :احذر الشباب من مغبة التفريط في مضي السنوات دون الإسراع في تنفيذ بعض الأفكار وترجمتها على الواقع لافتا إلى أن الفرص ربما لا تأتي إلا مرة واحدة مستشهدا بأشهر رجال الأعمال في العالم وأن الإصرار والمبادرة والصبر كانت أهم مزاياهم.
بالمقابل انتقد الشاب عبد الإله المزروع بعض المؤهلين الأكاديميين للأعمال التجارية والاقتصاد من عدم دخول معترك المال والأعمال وأكد: إذا نظرنا إلى الواقع فإن غالبية رجال الأعمال وأصحاب الملايين لم يتعلموا التجارة "أكاديميا" بل ممارسة وحسن تدبير وتصرف وقد يكون أحدهم تاجرا بالوراثة والآخر بالتقليد لكن يظل رجل الأعمال الأكاديمي أفضل من الناحية العلمية كونه يخطط على المدى البعيد ولسنوات يدركها أحفاده.
ويواصل: أرى أن البداية بمشاريع صغيرة وأخذ تسهيلات بنكية ووضع استراتيجية واضحة تعطي المستثمر ارتياحا لضمان عدم تعرضه إلى إشكاليات مالية ربما تصل به إلى حد الإفلاس لا قدر الله.