بيل جيتس يكشف النقاب عن برنامج جديد لحماية الكمبيوتر
بيل جيتس يكشف النقاب عن برنامج جديد لحماية الكمبيوتر
قدَّم بيل جيتس رئيس شركة مايكروسوفت، برنامج حماية جديد لسطح المكتب، الثلاثاء الماضي، في خطابه الذي افتتح به مؤتمر حماية الكمبيوتر RSA في سان خوسيه، يهدف إلى منع حدوث السرقة الإلكترونية من الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت، ويجعل كلمات المرور على الإنترنت إجراء قديما.
وصرح جيتس أن برنامج بطاقات المعلومات InfoCards عبارة عن أداة لمستعرض الويب، ويعد بمثابة طريقة أفضل للمستهلكين لإثبات هويتهم على مواقع الإنترنت.
جاء خطاب جيتس، ليؤكد الجهود التي تبذلها شركة مايكروسوفت أخيرا للتغلب على الانتقادات التي وُجِّهت إليها في السنوات الأخيرة بشأن مشكلات الحماية بنظام التشغيل ويندوز، الذي تعمل به معظم أجهزة الكمبيوتر الشخصي حول العالم.
وسيكون برنامجInfoCards جزءا من التحديث الخاص بمستعرض مايكروسوفت Internet Explorer 7 الذي تم إطلاقه في نسخة معاينة، بالإضافة إلى نظام التشغيل القادم "فيستا" الذي من المنتظَر أن تصدره الشركة مع نهاية العام الجاري.
وباستخدام برنامجInfoCards ، سيتمكن الناس من حفظ بياناتهم الشخصية على بطاقات افتراضية على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. وستحتوي كل بطاقة على مستويات متنوعة من البيانات، ويستطيع كل فرد أن يحدد أي البطاقات أفضل في الاستخدام حسب كل صفقة يدخل فيها على الويب. وسيتم إعداد موقع الويب، بدوره، للتعرف على بيانات بطاقة المعلومات InfoCard، التي سيتم تشفيرها لضمان حمايتها أثناء نقلها إلى الموقع.
وقال جيتس "لن تقاطع نظم كلمات المرور البرنامج. إننا نقدِّم تغييرا مهما، وهذا يحتاج إلى العمل في داخل النظام نفسه"، مضيفاً: كان من الخطر الشديد أن يقوم الناس بإدخال البيانات الخاصة بأسماء الدخول، وكلمات المرور، ورقم الائتمان على مواقع الويب. فكتابة تلك البيانات تجعلهم هدفا لما يُدعى ببريد السرقة الإلكترونية، تلك الرسائل التي يتلقونها من محتالين يتنكرون في هيئة مؤسسات بنكية أو شرعية سعيا وراء الحصول على البيانات المالية للأفراد.
ويعد نظام InfoCard واحدا من الوسائل التي تعمل عليها مايكروسوفت لمكافحة تهديدات الحماية. ووصف جيتس نظام التشغيل "فيستا" بأنه واحدا من نظم التشغيل التي ستساعد على تحديد هوية المهاجمين ومكافحتهم، وحدد الكثير من هذه الخصائص في كلمته. وأشار إلى أن "فيستا" سيجعل الناس يتعرفون على مواقع الويب المشبوهة عند زيارتهم لها. وعندما يتعرف نظام التشغيل إلى أي شبهة، فإن عنوان موقع الويب سيتم تظليله باللون الأصفر. وبالنقر على رمز شارة الشهادة، التي ستتحول أيضا إلى اللون الأصفر، يستطيع المستخدمون على الفور إبلاغ مايكروسوفت بالموقع.
وبالمثل، إذا نقر المستخدم على ملف مشبوه يريد تحميله من على الإنترنت، فإن "فيستا" سيسأله إن كان يريد حقا القيام بذلك الإجراء. ويستطيع "فيستا" أيضا القيام بحجز كل الملفات المشبوهة، بحيث لا يمكنها إصابة العمليات الحيوية للكمبيوتر.
وفي حزيران (يونيو) المقبل، ستتخذ مايكروسوفت إجراءات أخرى ضمن حملة الحماية التي تشنها الآن عن طريق برنامجها OneCare Live الذي ستنافس به شركات برامج مكافحة الفيروسات المعروفة مثل McAfee و Symantec.
ويقول الخبراء إنه من السابق لأوانه الحكم على نجاح الجهود التي تبذلها مايكروسوفت في مجال الحماية. وبالنظر إلى تاريخها القديم في الاستجابة للمخاطر والتهديدات، نجد أن على الشركة أن تفعل الكثير في هذا الشأن.
يقول المحلل الصناعي في مجموعة إنفيجَنيرينج ريتشارد دوهيرتي "إن مايكروسوفت لا تبدو شركة بارعة في تحديد التهديدات. والنهج الذي سارت عليه خلال السنوات القليلة الماضية كان إذا تعرفت إحدى الشركات على فيروس ما، فإنها تبلغ مايكروسوفت بالأمر، ثم على الشركة أن تعالج المشكلة بنفسها، كما حدث معي".
ولاحظ دوهيرتي أن مايكروسوفت تُصدر تحديثات للحماية مرة كل شهر بدلا من أن تقوم بذلك عند ظهور أي تهديد، وهو إجراء لا يتواءم مع الرغبة في إيقاف مشكلات الحماية على الفور. وأضاف أن الشركة تعاني من عثرة هذا الأسبوع، عندما أخطأت أحدث نسخة من برنامجها المجاني Windows Defender (الخاص بإزالة برامج التجسس) في التعرف على برنامج مكافحة الفيروسات سيمانتيك Norton AntiVirus وأشارت إليه كبرنامج ضار!
ومع ذلك، يقول دوهيرتي: إذا كانت لأي شركة القوة والهدف للنجاح في شيء ما في أي مجال غير مألوف نسبيا بالنسبة لها، فإنها مايكروسوفت، فبيل جيتس مصمم برامج رائع للغاية، وكثير من الناس سعداء، والكثير منهم أيضا يتسمون بالحذر.